أصدقائي، شباب مصر. مصر الملهمة، مصر الرائدة، مصر التي كنا نبحث عنها، و أعدتموها إلينا. يا شباب الثورة، انتم لا تقودون مصر فقط، بل تقودون اليوم من موقعكم هذا، الامه العربية كلها، و تعيدون صياغة و تشكيل المنطقة و الوطن العربي، و تعيدون "لمصرنا" دورها، الذي غيب، بعد أن غيبت عنا مصر الحقيقية، و ظهرت مصر أخرى، مصر أنكرتموها انتم، كما أنكرناها. إن مصر الحرية و الكرامة، التي كنا نسمع عنها، تتحقق اليوم كما نشهدها معكم في ميدان التحرير، و فخورين اليوم بكم و بمصر العزة، وكل عربي حالفه الحظ أن يتواجد في ميدان التحرير، فخور بكونه هنا، فهذه ثورة مصرية نقية، تعيد إلينا مصر التي نختارها دائما، وطنا ثانيا لنا. و مصر التي أحببتها دائما، و اخترتها وطنا ثانيا، لم أتوقع أني أحبها لهذا الحد، وهي تستحق هؤلاء الشباب الحر الذين ينفضون عنهم تهمه انه "بس شباب كورة و تهييس" ، و يثبت بكل هذا الرقي الذي أشهده، و التنظيم السلس في المظاهرات، و الإيثار و التكاتف، و الحرص على سلميتها مهما استفزوا ، انه جيل واعي و تليق به الثورة. وهي ثورة مصرية خالصة. يا شباب مصر، إن كل شاب عربي حر، يتواجد في مصر، و معكم في ميدان التحرير، يهتف باسمكم، و ينصر عدالة مطالبكم، و كل شباب اليمن الأحرار المتضامنين معكم في صنعاء، هم معكم بقلوبهم و أقلامهم. فنحن جيل تربى على حب مصر، و مصر جزء من وجداننا، و ثورتنا اليوم في اليمن ثورة قادمة ببركانها، و أما ثورتنا في مصر، فهي ثورة تحققت. و يفصل بينها و بين الإعلان عن نجاحها ساعات، ساعات فقط ، ... خلاااااص فاضل له ساعة .. خلاص فاصل له زقه.. ها نقول كلنا لاء. سنقول لا، لا لقتل شباب مصر ، لا لقتل براعم الثورة العربية الشعبية، فان كانت الشرارة الأولى في تونس، فان في مصر.. تحديد المصير. فالقاهرة الآن، تحدد إن كانت ثورة تونس ثورة عربية شاملة، أو مجرد انتفاضة دولة و احده فقط، و انتهت في تونس. مصر، التي ألهمت في سابق عهدها الثورات العسكرية في العالم العربي، و في اليمن تحديدا، اليوم ستكمل مسيرتها و هاهي ملهمه للثورات العربية الشعبية، و إن كانت دماء شهداء مصر قد سالت على تراب اليمن الغالي، اقسم بالله أننا هنا في القاهرة في ميدان التحرير، مرابطين معكم، و حان الوقت لإيفاء العهد، و مقابلة الوفاء بالوفاء، ومادام قد وصل الأمر للعنف فانتم لستم وحدكم . إن موعدنا اليوم في القاهرة، و غدا في صنعاء و أذكركم أن موعدنا سيكون قريبا في القدس، لان مسيرة التحرير لن تتوقف. فنحن جيل كسر حاجز الخوف ، و ما فشل الحكام في تحقيقه من تغيير و عدالة و حرية، نحن الذي سنصنعه اليوم عاشت مصر ..و تحيا مصر... و يكفي يا أصدقائي أنكم أعدتم لهذا الهتاف روحه ورونقه ، بعد أن كان مجرد هتاف أصم، باهت، و يثير السخرية و مجرد هتاف لمباريات كره القدم ..، لقد أفسدتم عليهم استكمال دروس الوطنية الفاسدة، التي كنا جميعا نتاولها من أنظمتنا الفاسدة، مع أدويتنا الفاسدة، و طعامنا الفاسد. فعلا ... فعلا "تحيا مصر". كاتبة يمنية مقيمة في مصر