حكمت، فظلمت، وأجرمت، فطردت يا بن على.هذا أكثر تعبير مهذب، يمكن أن أوجهه للطاغية زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي السابق. في كل الأحوال ، تحية لروح الشهيد محمد بو عزيزي ، الذي أشعل شرارة الثورة الشعبية التونسية في منطقة قهر وموات ويأس وتعذيب ، تساوي في كل معاجم السياسة والتاريخ " المنطقة العربية ". شكرا لبوعزيزي العظيم، وعفوا أيتها المعارضة المصرية المراهقة، شكرا لك يا بو عزيزي لأنك أجبرت الرئيس مبارك على عقد اجتماع طارئ مع أعضاء حكومته ، لوقف استفزاز المواطنين، وتأجيل فرض ضرائب ورفع أسعار السلع الأساسية ، شكرا يا شهيد، شكرا يا شهداء ثورة تونس، لأنكم أنتم ، وليس النخبة التونسية الضيقة، من رويتم بأرواحكم شجرة الحرية، وأعدتم الكرامة للشعب التونسي المقهور. أعدتم الكرامة والهيبة لدور الجماهير في صنع التاريخ. وغدا تعيدون الكرامة لجماهير مصر والأردن والجزائر وليبيا والسودان، واليمن،وممالك ما قبل اكتشاف النار في منطقة الخليج. ******** ثلاث ملاحظات عن تونس الحرة ومصر المحتلة: (1) - قبل ثلاثة أيام في تونس: تصاعد وتيرة الثورة الشعبية، ومئات الآلاف من المتظاهرين يطوقون وزارة الجلادين " الداخلية". قبل ثلاثة أيام في مصر: المنتخب القومي إلى نهائي دورة حوض النيل مع أوغندا بعد سحق كينيا بخماسية . قبل ثلاثة أيام في تونس : الجماهير الغاضبة التي تملأ شوارع العاصمة والقصرين وتالا وسيدي بوزيد تسحق نظام الطاغية بن علي وترفع الأعلام الوطنية واليافطات التي تطلب بالخبز والماء والحرية . قبل ثلاثة أيام في تونس ومصر: ملايين التوانسة في الشوارع يبكون في الشوارع فرحا بعد تأكد نبأ رحيل الفأر بن علي بطائرته إلى السعودية، والجماهير المصرية في السرير تتساءل بقلق عارم: ممكن نكسب أوغندا ؟ . حقا هذا ممكن ؟ . الإجابة قاصفة لعقول ملايين المصريين. وما يزيد الأوضاع اضطرابا ، هو أن شوقي غريب المدرب العام للمنتخب ، صرح ، السبت ، لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا" ، بأن المباراة صعبة . ! (2) - قبل يوم واحد في تونس: لجان شعبية مدنية تتألف من طلبة وعمال ومثقفين ، ونقابيين ، تنتشر في الأحياء لتحمي مكتسبات ثورتهم تعتقل مدير الأمن الرئاسي في عهد الرئيس المخلوع، على السرياطي ، والجيش يعتقل السفاح ، وزير الداخلية السابق ، رفيق بلحاج ، و قيس بن علي، ابن شقيق الرئيس الهارب ، والنقابات والأحزاب السياسية المعارضة تتأهب لتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال ساعات . قبل يوم واحد في مصر: الجماهير تتلهف لمشاهدة مباراة مصر وأوغندا غدا، ووقفتان رمزيتان، واحدة أمام السفارة التونسية بالقاهرة، وأخرى على سلالم نقابة الصحفيين. مائتا شخصية معارضة تمثل أطياف نخبة، علاقة لها بالجماهير، هتفت، وهتفت، فتعبت ، ثم ذهبت لقواعدها آمنة على المقاهي . (3) - قول يا محمد ويا بولس .. لازم مصر تحصل تونس !