الأوبزرفر : الأنظمة السلطوية الفاسدة كلها هشة.. وبن علي لم يكن استثناء تونسيون يقفون بحذائهم على صورة لبن علي تساءلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير نشرته الأحد عن امكانية ظهور "تونسيون ثائرون" في العواصم العربية، مشيرة إلى أن كل الظروف والأسباب والضغوط التي أدت إلى اسقاط بن علي تتوفر في كل الدول العربية. وقالت بي بي سي إنه بينما يظل الوضع في تونس في مرحلة ما بعد سقوط بن علي غامضاً، إلا أن الشئ الوحيد الواضح هو تأثير الثورة التونسية على المنطقة العربية. فالعرب يعيشون كل الضغوط التي انتحر الشاب التونسي بسببها، فالبطالة والفساد وحكم الفرد وغياب العدالة وحقوق الانسان كلها مشكلات وضغوط مشتركة يعيشها ويدركها جيداً أبناء المنطقة العربية، إلا جانب حقيقة ضياع الكرامة العربية. الأكثر من ذلك أنه في عصر العولمة لا تستطيع الأنظمة المستبدة في منع مواطنيها من متابعة الأخبار ومعرفة ما يجري حولهم. فالاعلام العربي حتى في الدول التي تفرض قيودا عليه، استطاع استشعار تعطش الجمهور العربي لمعرفة المزيد عن حادث انتحار بوعزيزي والتطور الدراماتيكي الذي تسبب فيه الحادث. ولكن إذا كان التونسيون قد نجحوا في إيصال رسالة إلى الحكام العرب، فقد استطاعوا أيضا ايصال رسالة أخرى إلى الغرب. فطوال عقود كانت الحكومات الغربية ترى تونس على أنها واحة الهدوء والنجاح الاقتصادي، فهي بالنسبة لهم مكان مناسب يمكن الاستثمار فيه. وتغاضت تلك الحكومات عن القمع الرهيب الذي يمارسه نظام بن علي المعارضة وتجاهلت حقيقة الواقع التونسي حيث تنعم النخبة بالثروة بينما يصارع الشعب التونسي من أجل البقاء. و تابعت بي بي سي بالقول إنه قد يكون سقوط تونس في فوضى عارمة سببا يدفع الحكام العرب لفرض مزيد من السيطرة على الحكم بدلا من السماح بتبادل السلطة. أما الاحتمال الآخر فهو أن ينتشر الاحتجاج الشعبي ليتخطى الحدود، وهو ما حدث بالفعل في الجزائر. و أضافت إنه في عدة دول عربية يظهر موضوع الخلافة بشكل جلي حيث يواجه معظم القادة العربية السن المتقدمة إلى جانب أنهم عاجزون عن تلبية طموحات شعوبهم التي تتزايد بوتيرة مرتفعة. من ناحيتها، قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية اليوم في افتتاحيتها إنه على الطغاة العرب الالتفات إلى الأحداث في تونس، مشيرة إلى أن الرؤساء مدى الحياة الذين يقدمون الحماية الوهمية من الإرهابيين الأشباح ليسوا أصدقاء يمكن الوثوق بهم. وأضافت الصحيفة البريطانية بالقول إن سقوط الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي هو مثال على تحولات الأحداث التي كانت غير مُتوقعة على نطاق واسع، وذلك إلى حد بات معه إطلاق التسميات السريعة بعد فوات الأوان أمرا لا مفر منه. وتابعت "الأنظمة السلطوية الفاسدة هي بشكل عام هشة، ولم يكن بن علي يشكل استثناء في هذا المجال". كذلك طرحت صحيفة الإندبندنت أون صنداي السؤال التالي: "بعد تونس، هل ستتداعى الأنظمة الأخرى في شمال أفريقيا، وما هي المخاطر؟" وترفق الصحيفة التقرير بصورة كبيرة للعلم التونسي على صفحتها الأولى، لتتماهى مع ظل متظاهر ملثَّم يرفع يده ليرمي حجرا، كناية عن "ثورة" التونسيين الذين تمردوا على نظام بن علي فأسقطوه في غضون ساعات. وعلى كامل صفحتيها الثانية والثالثة تفرد الصحيفة مساحة واسعة لتقريرها المصوَّر عن تطورات الأحداث في تونس أيضا، والذي جاء بعنوان: "الانتفاضة تجلب الفرحة لتونس والخوف لمستبدي المنطقة". وإلى جانب صورة الرئيس التونسي المخلوع والثائرين في وجهه من المحرومين والمضطهدين في تونس، تنشر الصحيفة أيضا صورا لقادة كل من مصر، حسني مبارك، وليبيا، معمَّر القذافي، والجزائر، عبد العزيز بوتفليقة، بالإضافة إلى رئيس الوزراء المغربي، عباس الفاسي. وترفق الصحيفة أيضا الصور والتحقيق بخريطة للمنطقة، وبمعلومات وحقائق تتعلق بتلك البلدان، بما في ذلك عدد سكان كل منها، وطبيعة نظام الحكم فيها، وإضاءة على ما ينذر بالخطر أكثر من غيره في تلك البلدان. ومن وراء كل هذا وذاك رسالة لمن يهمه الأمر بشأن ما يمكن أن تؤول إليه ألأمور بعد أحداث تونس الأخيرة، وانعكاساتها على دول المنطقة.