قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه وفقًا لمسح أجرته منظمة "فريدوم هاوس" الأمريكية يوم الخميس الماضي، إن 25 دولة من بينها مصر قد شهدت تراجعاً ملحوظا في الديمقراطية دون وجود جهود حقيقية من جانب دول العالم الديمقراطي لإصلاح هذا الوضع، في حين تقدمت 11 دولة أخرى في عام 2010. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ديفيد جيه كرامر - المدير التنفيذي لمجموعة المراقبة – إن تلك الدول ليست فقط منخرطة في ممارسة القمع والاستبداد ، ولكنها يقوموا بذلك بعدوانية غير مسبوقة وثقة مرتفعة بالنفس. كما أن المجتمع الديمقراطي لا يتقدم إلى مستوى التحدي. وأشارت الصحيفة إلى نتائج المسح الذي شمله التقرير والذي ضم على 194 دولة و14 إقليم حول العالم، وكان من بينها إن مصر والصين وإيران وروسيا وفنزويلا من أهم الدول التي تستمر فيها ممارسة الإجراءات التعسفية القمعية مع وجود مقاومة ضئيلة لذلك من قبل الديمقراطيين. كما أشارت الصحيفة إلى أن نسبة الديمقراطية الانتخابية قد انخفض إلى 115، وهو المستوى الأدنى منذ عام 1995، بعد وصوله إلى مستوى مرتفع 123 عام 2005. وقالت استنادا للتقرير، إن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مازالا المناطق الأقل ممارسة للحرية. كما تراجعت أوكرانيا والمكسيك من تصنيف "حرة" إلى "حرة جزئيًا." وتقدمت قيرغيزستان وغينيا من "غير حرة" إلى "حرة جزئيا" بعد إجراء انتخابات حرة ونزيهة نسبيًا. وقد أشار التقرير إلى أكثر الأنظمة الاستبدادية المتزمتة في العالم عام 2010. وكان من بين الأمثلة التي ذكرت، ضغط الصين على الحكومات الأجنبية لمقاطعة احتفال جائزة نوبل التي كانت تكرم المدافع عن الديمقراطية والمسجون ليو شياوبو. وفي روسيا، "التجاهل الصارخ" للاستقلال القضائي في الحكم على الملياردير النفطي ميخائيل كورودوفيسكي بعد محاكمة مزورة. مما أدى إلى خروج عدد هائل من المتظاهرين عشية رأس السنة الميلادية يطالبون رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين للإفراج عن كورودوفيسكي، الذي تعتبر مقاضاته عقابًا على تحديه لسلطة بوتين. وقالت الصحيفة إنه رغم ذلك، وفي الوقت الذي كانت إدارة أوباما تتخذ موقفًا مناصرًا لحقوق الإنسان، عملت على تطوير العلاقات مع روسيا والصين اللتان تعتبرا من أهم القوى الاقتصادية في العالم ومن أكبر منتجي النفط والغاز والمعادن. ونقلت الصحيفة عن أرش بودينجتون – مدير البحث بفريدوم هاوس – في بيان مصاحب للتقرير السنوي عن مستوى الحرية في دول العالم، إن الأنظمة الاستبدادية ستتمتع بسلطة أكبر وحرية أكبر في إسكات النقاد المحليين، إذا لم تكن هناك مقاومة جدية من العالم الخارجي.