تأكيدا لما سبق ونشره "الدستور الأصلي" مؤخرا تم الكشف عن أن توقف قناة المتوسط المحسوبة على شركة الغد للخدمات الإعلامية - الذراع الإعلامي لسيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافى- كان بسبب تشويش مستمر يقوم به جهاز المخابرات الليبية. قالت قناة المتوسط في بيان رسمي لها اليوم الخميس أنها تتعرض للشهر الثاني على التوالي إلى تشويش مستمر وقرصنة غير مسبوقة وعلى مدار 24 ساعة منعتها من استمرار بثها الفضائي، والذي تزامن مع الحملة الأمنية والمصادرة التي تعرضت لها مجموعة الغد للخدمات الإعلامية في ليبيا قبل شهرين. ولفتت إلى أنه على الرغم من محاولات الشركة البريطانية المستضيفة للقناة تجنب التشويش بإستبدال التردد القديم بتردد جديد ثاني ثم تردد ثالث إلا أن التشويش لم ينقطع واستمر خلال الشهرين الماضيين على نحو غير مسبوق، حيث تم استهداف جميع الترددات وتخريبها، الأمر الذي كلف القناة والشركة البريطانية المالكة خسائر مالية ضخمة. وأعلنت قناة المتوسط التي انطلقت في بثها التجريبي الأول من شهر رمضان الماضي (أغسطس 2010) وبمضمون لم يحمل في طياته أي برامج سياسية (مسلسلات ذات طابع اجتماعي وكوميدي ليبية ومغاربية وعربية)، أنه بعد تتبع مكثف تأكد بأن مصدر التشويش يأتي من مقر تابع لجهاز المخابرات الليبية (كما هو موضح بالصور) يقع في منطقة صلاح الدين بالهضبة الخضراء بالعاصمة الليبية طرابلس وتحديدا أمام مستشفى صلاح الدين الحكومي وملاصق لمعهد ابن منظور. وأشارت إلى أن هذا المكان هو مقر إداري فني تابع لجهاز المخابرات الليبية ويرأسه عقيد في الأمن واسمه "أحمد أبو زيد"، وهو ذات المقر الذي استعمله الجهاز في التشويش على كافة القنوات العربية التي استضافت متحدثين ليبيين غير مرغوب فيهم لدى جهاز المخابرات مثل قناة الجزيرة وقناة الحوار وقناة المستقلة. وقالت القناة في بيانها أنها باشرت بإجراءات أمام المؤسسة البريطانية المنظمة للاتصالات الدولية (أوفكوم)، وتقديم شكوى عاجلة للإتحاد الدولي للاتصالات، كما باشرت بإجراءات رفع قضية أمام المحاكم البريطانية وملاحقة جميع المتورطين في عملية القرصنة بالإضافة إلى إلزامهم بدفع التعويض المادي عن كافة الخسائر التي تكبدتها القناة. وكانت مصادر ليبية مطلعة قد كشف ل"الدستور الأصلى" مؤخرا النقاب عن التشويش على القناة، والذى تزامن مع الحملة الأمنية التي تعرضت لها مجموعة 'الغد الإعلامية' التابعة لسيف الإسلام القذافي، على نحو أدى إلى توقف القناة عن البث، بعد طلب الشركة المستضيفة للقناة إيقافها، بسبب الأضرار التي تعرضت لها 8 قنوات أخرى تبث على ذات الحزمة التي تبث عليها قناة المتوسط. وكشفت النقاب عن أن التشويش الذي تم تتبعه ولنحو أسبوعين وكما تبينه الأقمار الصناعية، يأتي من مبنى يعتقد بأنه تابع للمخابرات الليبية، يقع في منطقة تقع جنوب غرب طرابلس 'الهضبة الخضراء'، وتحديدا بقرب مستشفى حكومي "صلاح الدين". وكانت مجموعة سيف الإسلام الإعلامية والمعروفة ب 'ليبيا الغد' قد تعرضت لسلسلة من الإجراءات التصعيدية من قبل الدولة الليبية قبل نحو أسبوعين، أدت إلى إغلاق صحيفة 'أويا'، واستصدار صحيفة بذات الشعار تحت اسم 'صباح أويا'، أنكرتها شركة الغد في وقت سابق. كما تعرض أكثر من 20 صحفيا تابعا لوكالة ليبيا برس التي تمتلكها نفس المجموعة للاعتقال قبل أن يتم الإفراج عنهم بأمر من العقيد القذافي. وكانت تقارير صحيفة غربية قد اتهمت ليبيا بالتشويش على عدة محطات عربية أثناء استضافتهما لمعارضين ليبيين بالخارج، كما جرى مع إذاعة 'الأمل' التي تمتلكها المعارضة الليبية بلندن قبل أربع سنوات، والتي توقفت بعد تشويش أدى إلى حدوث فوضى لدى محطات وفضائيات تبث على القمر الأوروبي 'هوت بيرد'.