بعد أزمة مصر والجزائر بسبب التعادل بين المنتخبين القوميين (واحد صفر!) ظهرت علي الفور أزمة جديدة استدعت تدخل القاصي والداني. والأزمة الجديدة أكثر طرافة من الأزمة القديمة. فالثانية ليست جديدة تماما، لأن البعض يتداولها كنكتة في المجالس الخاصة، وفي لقاءات المجاملة، خاصة إذا كانت هناك إحدي السيدات اللائي يرفعن راية مساواة المرأة بالرجل. كلنا نعرف الأزمة الجديدة الخاصة بتعدد الأزواج أسوة بتعدد الزوجات. والفكرة القديمة جدا طرحتها الصحفية السعودية نادين البدير. وعلي الفور ظهرت حملة استهجان مقرونة برفع قضية. ثم ظهر تعليق المفتين الروس بأن هذا الطرح غير مقبول في المجتمع الإسلامي، بل حتي مجرد مناقشته غير جائزة. وصرح الناطق الرسمي باسم مجلس مفتي روسيا بأنه من الصعب التعليق علي الوضع الكائن حول مقالة الصحفية السعودية، ذلك أن ما ذكر في مقالتها أمر غير جائز ويناقض الشريعة الإسلامية. وقام النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا ألبير كرجانوف بمناصرة موقف مجلس مفتي روسيا، مؤكدا أن الشريعة تحرم تعدد الأزواج وأنه علي المؤمنين الالتزام بقوانين الدين، وصنَّف مبادرة البدير بالاستفزاز السلبي. وأضاف كرجانوف أنه ممكن للنساء التزوج أربع مرات ولكن ليس في آن واحد و«قد يصبح ذلك ممكنا في حال وفاة الأول والطلاق من الثاني أو الثالث علي سبيل المثال». مباراة مصر والجزائر شغلت الرأي العام العربي لأسابيع طويلة. ولكن يبدو أنها لم تأت بالثمار المرجوة منها بشكل كامل. فكان من الضروري تسليط الضوء علي أزمة جديدة تخص كل المسلمين في العالم. فهل سنقع في الفخ مرة أخري؟ هل نتذكر موضوع «الرضاعة إياه»؟. الهندسة الإعلامية لا تمل ولا تكل من تنفيذ أجندتها، خاصة إذا كانت هذه الأجندة تخص السياسة الكبري، وصناعة النجوم والأنظمة السياسية. وأعتقد أننا أخذنا درسا تاريخيا من موضوع «الرضاعة» و«مباراة مصر والجزائر»، وبالتالي أشك في أن نقع في الفخ من جديد، وإلا كان الذنب ذنبنا في النهاية.