لجنة تقييم مشروعات المبادرة الوطنية الخضراء الذكية تختتم عملها بالأقصر.. صور    الخارجية السعودية: اقتحام نتنياهو منطقة الأغوار استفزاز بهدف توسيع الاستيطان    جيش الاحتلال ينسحب بشكل كامل من مدينة طوباس بالضفة الغربية    إقامة حفل فني على مسرح 23 يوليو بالمحلة الكبرى احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف    وكيل صحة سوهاج يتفقد مستشفى دار السلام ويشيد بأداء الفريق الطبى.. صور    لوفتهانزا تمدد تعليق رحلاتها إلى بيروت حتى 15 أكتوبر    غدًا.. الاجتماع الفنى لمباراة الزمالك والشرطة الكينى بالكونفدرالية    قبل انطلاق الجولة الثالثة.. جدول ترتيب الدوري السعودي    استعدادا للموسم الجديد.. الاتحاد السكندري بقيادة بابا فسيليو يفوز على الجياد بثلاثية وديا    أسرة الشاب المشطور نصفين بالغربية تتعرف عليه    تكريم أوائل إعدادية أبوتشت    تحرير 67 محضرا تموينيا متنوعا خلال حملات على الأسواق والمخابز في الإسكندرية    مدبولي: أنشأنا عشرين جامعة أهلية خلال عشر سنوات    للمرة الثانية.. خفض تنسيق الدبلومات الفنية بالأٌقصر    «القاهرة الإخبارية»: الجيش الأمريكي يدمر نظاما صاروخيا للحوثيين    أحمد الشيخ يستعيد ذكرياته وعلاقته مع إيهاب جلال (فيديو)    أمين الفتوى: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جائز بشرط    تعرف على إيراد فيلم "عاشق" في يومه الأول بدور العرض السينمائي    رئيس جامعة المنوفية يكلف الدكتور أسامة عبدالرؤوف بالإشراف على إنشاء الجامعة الدولية بالسادات    بمناسبة المولد النبوي الشريف.. طارق فؤاد طرح ألبومه الجديد ولد الحبيب    الصحة العالمية تدعو للمساعدة العاجلة في إعادة التأهيل الطبي بقطاع غزة    أجمل عبارات تهنئة المولد النبوي الشريف 2024    أبل تطرح iOS 18 في 16 سبتمبر.. ميزات جديدة وخيارات مرنة للمستخدمين بين تحديثات الأنظمة    ديوان نتنياهو ينفي تشكيل مجلس أمني مصغر    بليغ «عاش هنا»    حملة ل«بيطرى سوهاج» بقرية الجلاوية للقضاء على الكلاب الضالة والتوعية بمرض السعار    الرئيس الألماني: مصر أهم شريك تجاري لنا وحضارتها غيرت العالم    الرئيس الألماني يتفقد سوق السمك بالجيزة (صور)    كيف تستفيد مصر من توجه شركات الاتصالات نحو تصنيع الراوتر؟    محافظ القاهرة يخفض تنسيق القبول في مدارس للتعليم الفني    أحمد الزيني: أسعار الأسمنت والحديد لن تتأثر برفع الدعم عن غاز المصانع لهذا السبب    بليغ أبوعايد: بعض مسؤولي الزمالك يسعون لتجميل صورتهم الشخصية فقط    مراسل «القاهرة الإخبارية»: استمرار القصف الروسي على سومي وخاركيف ودونيتسك    «القاهرة الإخبارية» تكشف تفاصيل الخلاف بين بن غفير وسموتريتش: وصل للصراخ    طريقة عمل كيكة الشوكولاتة بالكاكاو، أوفر وأسرع وصفة    المنصورة يعلن التعاقد مع لاعب وادي دجلة    المجرى الملاحي تمر به 10% من التجارة البحرية و12% من الدولية.. «التموين» و«اقتصادية قناة السويس» تناقشان الفرص الاستثمارية المرتبطة    مباحث الغربية تضبط قاتل مسنة لسرقة هاتفها المحمول ببسيون    السبت.. كريم عبد العزيز وياسمين صبرى يبدآن تصوير فيلم «المشروع»    كاظم الساهر.. ناظر مدرسة الغناء بالفصحى ورائد الرومانسية    التعليم تعلن فتح باب التقدم لمدرسة NTG 2 لعام 2025.. تستمر ل 19 سبتمبر    حملات تفتيشية مفاجئة.. ضبط 120 مخالفة تموينية في المنيا    برواتب مجزية.. «العمل» تعلن وظائف جديدة للشباب بالإسماعيلية    إزالة 204 تعديات ضمن المرحلة الثالثة من الموجة ال23 في بني سويف    هل يحتاج الطفل إلى تطعيم الإنفلونزا مع دخول المدارس؟    9 نوفمبر المقبل.. انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الأول لكلية طب الأسنان بجامعة أسيوط    كرة يد - الكشف عن قرعة دوري أبطال إفريقيا بمشاركة الأهلي والزمالك    المشاط: بحث استعدادات إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة لتمويل أهداف التنمية المستدامة في مصر    شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف    نقيب الأشراف: القراءة العصرية لسيرة النبي وتطبيقها أصبحت ضرورة ملحة    "دماء في المصحة".. الداخلية تكشف كواليس مقتل طالب خلال محاولة علاجه من الإدمان    هل هي بدعة؟.. الأزهر للفتوى يوضح حكم شراء حلوى المولد النبوي    رئيس جامعة بنها يتفقد أعمال الصيانة والكشف الطبي على الطلاب الجدد بكلية العلوم    صراع بين برشلونة وريال مدريد على ضم نجم منتخب إسبانيا    القاهرة الإخبارية: العملية العسكرية في مخيم طوباس مستمرة    فريق طبى من حميات بنى سويف يجرى الكشف على طفل مصاب باشتباه متلازمة ستيفنز جونسون    وزير الدفاع يشهد تنفيذ مشروع مراكز القيادة الإستراتيجي للهيئة الهندسية    لماذا التزم إيهاب جلال الصمت بعد الإطاحة به من تدريب المنتخب؟.. حتحوت يرد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



40 نائبا في البرلمان ضباط شرطة سابقون.. المجلس عندما يتحول ل"وزارة داخلية مصغرة"!

* محمود قطري: الضابط ينظر للمواطن نظرة دونية .. ورجال الداخلية لا يصلحون كمشرعين
* د محمد المهدي: التركيبة الذهنية لضباط الشرطة تقتصر على تنفيذ القوانين وليس تشريعها
* د.حسام عيسى: الداخلية تختار كل موظفي الدولة وتتحكم في الصحف والأحزاب .. وسيطرتهم على مجلس الشعب أمر طبيعي
وزير الداخلية لديه 40 نائبا من رجاله أسفل قبة البرلمان

يبدو أن رجال الداخلية لم يكتفوا "تمثيلا" وتنكيلا بالمواطنين خارج مجلس الشعب في المظاهرات والأقسام والسجون، وإنما أرادوا أن "يمثلو" الشعب كله داخل المجلس، حيث استطاع أكثر من 40 نائبا من رجال الداخلية السابقين دخول مجلس الشعب كنواب في دورته الجديدة، بعد انتخابات وصفت بأنها مزورة وباطلة، مما سيحول البرلمان المصري إلى "مجلس أمني" تسيطر عليه وزارة الداخلية بحوالي 8% من مقاعده يحتلها نواب من مختلف الرتب ما بين لواء وعميد وعقيد ومقدم وضابط، موزعين علي كافة الدوائر بمختلف محافظات مصر.
الطريف أن ذلك يأتي في الوقت الذي حصل فيه نواب المعارضة على 15 مقعدا حصد الوفد منهم 7 مقاعد- ثم أنهم مجمدين تقريبا- والتجمع 5 مقاعد – كادوا أن يكون 6 بعد تعيين أمينة شفيق لولا وفاته نائبه في حدائق القبة محمد عبد العزيز شعبان– وحصل كل من الغد والجيل والعدالة الاجتماعية والسلام الجمهوري علي مقعد واحد لكل منهم، أي أن نواب الداخلية أصبحوا قرابة ثلاث أضعاف نواب المعارضة!
وبغض النظر عن أن الشعب المصري لن يأمل خيرا في مجلس به كل هذا العدد من "البشاوات"، ناهيك عن نواب الوطني، ولن يطمع في أن تمرر أي قوانين تحقق مصالحه وترفع عنه البلاء المستحكم، إلا أننا نتساءل – من باب العشم – هل يصلح رجال الداخلية الذين نشأوا في حضن قانون الطوارئ، وتربوا على الفكر الأمني القمعي الذي يرى كل الشعب المصري مواطنين من الدرجة العاشرة، أن يسنوا التشريعات ويناقشوا القوانين ويمارسوا رقابة حقيقية على الحكومة وممارستها؟
وقبل الإجابة على هذا السؤال، يقدم "الدستور الأصلي" للقراء قائمة برجال "الداخلية" الفائزين في انتخابات مجلس الشعب (2010 - 2015)، وعلي رأس "نواب الداخلية" يأتي لواءات الحزب الوطني ومنهم اللواء فادي الحبشي – مدير المباحث الجنائية سابقا – الفائز بمقعد الفئات بدائرة شبرا واللواء عاطف مسعود – لواء أمن دولة سابق - والفائز بمقعد العمال بدائرة قسم أول شبر الخيمة، واللواء بدر القاضي – المسئول عن النشاط الديني بأمن الدولة سابقاً - الفائز بمقعد الفئات بدائرة بولاق أبو العلا، واللواء سعد الجمال الفائز بمقعد الفئات عن دائرة الصف بحلوان واللواء عادل عبد الغني الفائز بنفس المقعد بمحافظة الإسماعيليلة، وفي دائرة الدلنجات بالبحيرة فاز اللواء فاروق حافظ بمقعد الفئات – وهو النائب السابق عن الدائرة في الدورة الماضية، واللواء نبيل جمال سمك – رئيس مباحث أمن الدولة بالبحيرة سابقا - والفائز بمقعد العمال بايتاي البارود، واللواء محمد الجرواني بدائرة بركة السبع علي مقعد العمال واللواء سليمان صبحي عن دائرة المراغة مقعد الفلاحين واللواء وجدي بيومي بدائرة بنها علي مقعد العمال، وفي القليوبية اللواء محمد مصطفي شديد - شقيق اللواء عبد الرحمن شديد أمين الحزب الوطني بالقليوبية.
- عن دائرة قليوب فئات واللواء السيد البدوي محي الدين - مساعد وزير الداخلية الاسبق - بدائرة كفر شكر ومن محافظات الصعيد، فاز اللواء عز الدين منير عن الدائرة الثانية مركز قسم شرطة كوم أمبو بأسوان بمقعد العمال، وفي المنيا كلا من اللواء فاروق طه – رئيس لجنة الدفاع والامن القومي - عن دائرة أبو قرقاص واللواء سامح أبو الليل عن دائرة سمالوط، وفي سوهاج فاز اللواء حازم حمادي - ضابط أمن الدولة السابق - الفائز بمقعد الفئات، ونظيره بمحافظة قنا اللواء محمد عبد الفتاح محمد عمر - وكيل لجنة الدفاع والامن القومي - علي مقعد الفلاح.
ومن المستقلين، فاز اللواء علي الدين النجار بمقعد الفئات دائرة فاقوس الشرقية، واللواء عبد الوهاب حسن خليل – مدير أمن 6 أكتوبر السابق - الفائز بمقعد الفئات بدائرة أطفيح حلوان، واللواء محمد أمين مقيشط الفائز بمقعد الفئات بالدائرة الجنوبية بالبحر الأحمر - سكرتير عام محافظة البحر الأحمر سابقاً - والذي ترشح مستقلا قبل أن ينضم إلى الحزب الوطني بعد فوزه في جولة الاعادة، واللواء خالد خلف الله –مفتش مباحث أمن الدولة بسوهاج - الفائز بمقعد الفئات بالدائرة السادسة بمحافظة قنا، واللواء خالد حماد – نائب مدير الأمن بدمياط - بالدئرة الثالثة ببني عبيد بالدقهلية، ومن المعارضة مرشح الوفد اللواء سفير نور – مساعد وزير الداخلية الأسبق - علي مقعد العمال بدائرة الدقي.
ومن العمداء فاز العميد سلامة الجوهري بدائرة زفتي محافظة الغربية والعميد مشهور الطحاوي - وكيل إدارة المرور بالشرقية - بدائرة الحسينية محافظة الشرقية، وكذلك العميد جمال عبد الظاهر الفائز بمقعد الفئات في الدائرة الخامسة بمركز شرطة طلخا، والعميد طارق عمار عن الدائرة الثالثة بورسعيد علي مقعد الفئات والعميد أحمد سعد أبو عقرب بالدائرة السادسة بأسيوط والعميد سيف النصر محمد إبراهيم فراج - مأمور مركز القرنه بالأقصر - بالدائرة الثالثة نقادة الفائز بمقعد الفئات.
ومن شباب "الداخلية" فاز العقيد محمد إسماعيل الجبالي - الرئيس السابق لشعبة تحريات أمن سوهاج – بمقعد الفئات بدائرة جرجا، والعقيد أمين طنطاوي - رئيس مباحث مركز سوهاج - بدائرة صدفا بمقعد العمال، والعقيد عماد الدرجلي - رئيس مباحث مركز سوهاج – بمقعد العمال بدائرة البدرشين بمحافظة 6 أكتوبر، والعقيد علاء عابد - رئيس مباحث الهرم - بدائرة الصف حلوان، والعقيد علي أحمد العساس عن الدائرة الرابعة مركز شرطة الزرقا، والمقدم صلاح عفيفي الفائز بمقعد الفئات والذي ترشح مستقلا بدائرة قسم أول شرطة أسوان، والضابط السابق محمد الصحفي الذي فاز بمقعد الفئات بدائرة بندر أسيوط.
وحول صلاحية رجال الداخلية في تمثيل فئات الشعب المختلفة داخل المجلس وممارستهم لدور تشرعي ورقابي في الوقت الذي تمارس فيه الداخلية أشد أنواع القمع والتعذيب ضد المواطنين، قال العميد محمود قطري - عميد الشرطة السابق: إن رجال الداخلية لا يصلحون كمشرعين على الإطلاق، مرجعا ذلك إلى أن الواقع يكشف أن الداخلية هيئة عسكرية رغم أن القانون ينص على أن جهاز الشرطة هيئة مدنية، بل وأقسى وأكثر انضباطا من العسكرية بدعوى الانضباط والالتزام، وأن نظرة ضابط الشرطة للمواطن نظرة دونية بسبب الفساد المستشري في مراكز إعداد رجال الداخلية سواء الضباط أو الأمناء.
وأضاف قطري: أن رجال الداخلية تربوا على الفساد الشرطي وعايشوا فساد وزارة الداخلية ورأوه رأي العين، مما قتل داخلهم حس الإبداع بالإضافة الي إن قواعد التعامل والترقي داخل الشرطة التي أفرزها الإهمال والفساد حالت دون تأهيل رجال الشرطة لوظيفتهم، وأصبحوا غير مؤهلين للمناصب القيادية بعد افتقادهم للمقومات التي تتطلبها، فالضباط ينتشر بينهم ظاهرة الخوف الوظيفي، ويصل الأمر ببعضهم إلى الخوف من التوقيع على أي أوراق رسمية تخص المواطنين، والبعض منهم ممن وصلوا لرتبة مأمور يعجزون عن اتخاذ القرارات، وهذا نتيجة أنهم تربوا على الخوف، وأصبحوا رجال ينفذون تعليمات القيادات حتى ولو كانت خاطئة أو مخالفة للقانون.
ويستطرد قطري بقوله: بالتالي فإن الضابط غير مؤهل للاهتمام بالشأن العام، لأنه يعيش في برج عاجي بعيدا عن الناس، فكيف يستطيع في النهاية بهذه النفسية المعيبة أن يفكر في صالح المواطنين ويسن القوانين؟!
وأضاف، إذا كان الشعب اختار ضباط الشرطة ليمثلوه في المجلس فهو حر، ولكن أغلب الضباط موالين بطريقة مطلقة للسلطة والنظام وفي نفس الوقت يعملون ضد مصالح الشعب، ويلتحقون بالحزب الوطني دون فهم لأفكار الحزب أو سياساته.
وعن سبب التجاء الوطني لهذه النوعية من النواب، يؤكد قطري أن الحزب الحاكم يستعين بهم لأنهم مطيعين ومسالمين، يبحثون عن مصالحهم فقط، كما أنهم سلسين في القيادة والتعامل مع القيادات، وتربوا على "عبادة" مصلحة النظام وعلى أن يستهتروا بمصلحة الشعب، وهي النوعية التي يفضلها الحزب الوطني.
وعن احتمال أن يشكل نواب الداخلية في المجلس تكتلا أو أن يصبح كتلة واحدة، لها تأثير وتفكر بشكل جماعي في مصالحها، أكد قطري أن هذه الفكرة مستحيلة استحالة مطلقة لأن الضباط لا يجتمعون أبدا من تلقاء أنفسهم.
ومن جانبه، يقول الدكتور محمد المهدي – أستاذ الطب النفسي: ضباط الشرطة عموما لهم تركيبة ذهنية ونواحي سلوكية تقتصر على التنفيذ، وهي العقلية التي تطبق القوانين وتنفذ الأوامر، وهو ما يختلف عن العقلية والتركيبة الذهنية للمشرع الذي يتمتع بنظرة أوسع تراعي مصالح الجماهير خاصة في حال تعارضها، مؤكدا أن دور مجلس الشعب ليس تشريعيا فقط وإنما له دور رقابي كذلك، وهذه الفكرة خاصة يصعب على رجال الداخلية استيعابها، لأنهم لم يتعودوا على انتقاد الحكومة والرقابة عليها، وإنما ترى دائما الحكومة على حق وأنها لا تخطئ ولا تستطيع انتقاد ممارساتها، وأنها تربت لسنوات طويلة على تلقي الأوامر من قيادات أعلى وتنفيذها.
ويضيف المهدي، لو أن ضابط الشرطة يعمل في قطاعات تحتك بالحياة اليومية للمواطنين، فربما كان صالحا لهذا المنصب، أما إن كان في قطاعا بعيدة عن التواصل مع المواطنين بشكل طبيعي كالأمن المركزي ومصلحة السجون فيكون الأمر غاية في الصعوبة.
ويبرر المهدي التجاء الحزب الوطني لهذه النوعية من النواب لأنه يضمن ولائهم وتعودهم على الطاعة، لأنه جزء من تركيبة الشخصية لديهم، وفي الغالب يكون لهم سطوة وسيطرة في دوائرهم بحكم عملهم السابق وبذلك يتمكنوا من منافسة المناوئين للحزب أيا كانت الوسائل.
وأشار المهدي إلى أن شخصية وعقلية رجال الشرطة ترى أن المدنيين غير ملتزمين بالقواعد والقوانين كمبدأ عام، وأن رجال الشرطة فقط هم القادرين على التنظيم والضبط، وهو نفس الفكر الذي تتبناه الدولة حاليا، لذلك تجد رجال الداخلية منتشرين في كافة قطاعات الدولة وليس في مجلس الشعب فقط، فتجدهم رؤساء أحياء ومدن ومحافظين ورؤساء هيئات، وهذا فكر غير سليم، لأن الإدارة المدنية تحتاج لمهارات وملكات كثيرة لا تتوافر في رجال الشرطة، لأنهم لا يؤمنون بمبدأ التعددية في الرأي ويفتقدون لقدرة الاختلاف التي يرونها خروجا على الأوامر.
وعن احتمال أن يشكل نواب الداخلية كتلة واحدة داخل المجلس أو يكون لهم رأي موحد تضعه الحكومة في حسبانها، أكد المهدي أن ذلك مستبعد تماما، وغير وارد على الإطلاق، ولو فرض واتخذوا موقفا موحدا تجاه قضية معينة، فسيكون موقفهم متوافق مع الحكومة والحزب الوطني والتوجه الرسمي للمجلس ككل، وذلك لأنهم لم يعتادونا التفكير خارج سرب النظام.
من جانبه، أبدى الدكتور حسام عيسى، أستاذ القانون بجامعة عين شمس، عدم اندهاشه من تزايد أعداد رجال الداخلية بالمجلس مشيراً إلي أن الداخلية تحكم مصر كلها، وأن جهاز مباحث أمن الدولة يقوم بتعيين عمداء الكليات ورؤساء الجامعات ويسيطر على الصحف والأحزاب السياسية، وبالتالي فليس مستغربا أن يزداد عددهم داخل المجلس أو يلجأ إليهم الوطني، في ظل تردي الأوضاع وارتفاع الأسعار وانتشار الفساد والقمع والتعذيب.
وأضاف عيسي أنه لا يوجد أحد في مصر يصدق ما يحاول الوطني تصديره من ادعاءات بازدهار الحياة السياسية وسلامة العملية الانتخابية في ظل تحول مجلس الشعب إلي مجلس"أمني" لأن الناس أصبحت واعية وتفهم كل هذه الادعاءات.



انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.