لا جديد ... تزييف و تزوير و تقفيل و بلطجة و شراء اصوات و تغيير نتائج ، انتخابات مصرية مائة في المائة ، يحمل اختامها السيد احمد عز و يشرف عليها بالكامل السادة قيادات وزارة الداخلية الذين كان لهم الكلمة العليا منذ بداية الانتخابات و حتي نهايتها . لا مفاجآت مطلقا ، و ان كان الشعب المصري الذكي قد لمح عدة مفاجآت بحسه الساخر اهمها كما تقول النكتة " عدم فوز كمال الشاذلي بمقعد الباجور " . الان فقط استطيع ان اعلن – بمنتهي الفخر – انتصار وجهة نظر المعارضة الحقيقية التي دعت الي مقاطعة هذه الانتخابات الهزلية منذ بدايتها ، تلك المعارضة التي انحازت لفكرة الخروج من ملعب النظام و الانتقال لسيناريو اخر يدعو الي وحدة المعارضة بكل اطيافها في مواجهة نظام الحكم الديكتاتوري الفاسد الذي يجثم علي انفاسنا منذ عشرات السنين و الدعوة الي انتخابات موازية و برلمان " شعبي " بجد ، و البدء في عصيان مدني للضغط علي هذا النظام للقبول بتحول ديمقراطي حقيقي يشتاق اليه و يستحقه وطن غارق في القمع و الطغيان و التزوير منذ سنين ، بل ان المنطق الطبيعي اضحي يؤكد ان وطننا لن يتقدم ٍالا بنظام سياسي قائم علي التعددية و المنافسة السياسية المفتوحة بعد ان يتخلص من استئثار حزب واحد بالسلطة لعشرات السنين . علي كل حدث ما حدث ، و يبدو المكسب الوحيد - حتي الان - هو الدرس الذي يجب ان تكون قوي المعارضة قد تعلمته و هو باختصار ان النظام الحاكم و عصابته لن يقبلا ابدا بأي انتخابات حقيقية و لا بأي منافسة من اي نوع و ان الحرية الحقيقية التي يستحقها الشعب المصري لن تأتي الا عبر نضال حقيقي في الشارع و بين المواطنين الذين طحنهم الجوع و الفقر و الغلاء و القمع . لذلك فإن قادة المعارضة في هذا الوطن – اذا كانوا قادة بشكل حقيقي – عليهم الاستفادة من درس المهزلة التي تسمي انتخابات و البدء الفوري في سيناريو اخر يعتصم بقوة المواطنين الغاضبين - والذين شهدوا المسخرة من بدايتها - و ذلك بالدعوة الي مظاهرات حاشدة يوم الاحد القادم و هواليوم الذي يوافق الفصل الثاني من مسرحية الانتخابات او ما يسمي بجولة الاعادة . علي المعارضة المصرية و النواب الذين خسروا مقاعدهم بالتزوير ان يطالبوا انصارهم الي النزول الي الشارع يوم الاحد القادم في مظاهرات حاشدة تطالب بالديمقراطية الحقيقية و تناشد نظام الحكم الحالي الرحيل بعد مسئوليته عن كل المشكلات و الكوارث التي تعيشها مصر بداية من تزوير الانتخابات مرورا بالبطالة و الغلاء و الفساد و التعذيب في اقسام الشرطة و نهب اموال البنوك و اراضي الدولة و الاف المصابين بالسرطان و فيروس سي و الفشل الكلوي . هل يدعو نواب الشعب السابقين - و كل الذين تم تزوير الانتخابات ضدهم - انصارهم الي النزول في مظاهرات – و ليكن في ميدان التحرير – يوم الاحد القادم لفضح هذه اللعبة الهزلية امام العالم و للبدء في الدعوة لعصيان مدني لكل المصريين ؟ هل ننتظر دعوة للتظاهر يوم الاحد يوجهها حمدين صباحي و جمال زهران و سعد عبود و مصطفي بكري و جميلة اسماعيل و محمد البلتاجي و البدري فرغلي و سعد الكتاتني و حمدي حسن و محسن راضي و علاء عبد المنعم و غيرهم كبداية للخلاص من النظام القائم ؟ و هل ننتظر ان ينضم الي هذه الدعوة انصار الجمعية الوطنية للتغيير و شباب 6 ابريل و حركة كفاية و شباب العدالة و الحرية و حزب الغد – جناح ايمن نور – وحزب الجبهة الديمقراطية و اساتذة الجامعات و المحامين و الصحفيين و كل الشخصيات المستقلة التي تناضل من اجل ديمقراطية حقيقية ووطن حر و مواطن يعيش بكرامة ؟ و هل ينضم الي هذه الدعوة المصريون بالخارج و يبدأون في تنظيم مظاهرات او اعتصامات امام السفارات المصرية لدعم موقف الذين يدافعون عن مستقبل ابناء مصر و حقهم في حياة كريمة ؟ و هل ينضم الي الدعوة – او يوجهها – الدكتور محمد البرادعي لكل انصاره و الذين امنوا به و بقدرته علي احداث تغيير ما في النظام الديكتاتوري القائم ؟ هل تتحول مهزلة انتخابات مجلس الشعب الي البداية الحقيقية لفرض ارادة المصريين و الاستماع الي صوتهم بعد ان تعلم الجميع الدرس ؟ اتمني هذا !