تستطيع أن تقرأ مسلسلات رمضان القادم باعتبارها تعبر عن الصراع العائلي بين أكبر نجمين في الدراما كل منهما اصطحب معه أفراد من عائلته ليساندوه في ساحة الوغى.. عائلة "عادل إمام" يعود عميدها إلى الدراما التليفزيونية بمسلسل "فرقة ناجي عطا الله" بعد غياب دام أكثر من ربع قرن كان آخر مسلسل له "دموع في عيون وقحة".. أما عائلة "الفخراني" المكونة من زوجته "د. لميس جابر" الكاتبة وابنه "شادي الفخراني" المخرج يقدمون مسلسل "محمد علي" إنهم بالتأكيد يشكلون قوة ضاربة ولا أدري لماذا لم يشارك أو ربما سوف يشارك لكن لم يتم الإعلان عن ذلك ابنه الثاني "طارق" الذي كان له وهو طفل أكثر من تجربة في تمثيل عدد من الأفلام التي لعب بطولتها أبيه.. لن يذكر أحد من الزعيمين.. نعم ليس "عادل إمام" فقط هو الزعيم لأن "الفخراني" صار زعيماً في الفيديو بينما زعامة "عادل" امتدت تخومها إلى دائرتي السينما والمسرح فقط ولم تصل بعد إلى هضبة التليفزيون التي يعتليها منفرداً حتى الآن "يحيى الفخراني".. أقول أن لا أحد من الزعيمين سوف يذكر الحقيقة وهي أنه السبب الرئيسي والمباشر وراء تواجد أبناءه.. "عادل" سوف يقول أن "رامي" مخرجاً ناجحاً وأن تجربته التليفزيونية في رمضان الماضي "عايزة أتجوز" هي التي رشحته لمسلسل "فرقة ناجي عطا الله" وأن ابنه "محمد" لعب البطولة السينمائية في فيلم "البيه رومانسي" وأن هذا يعد تنازلاً منه أن يوافق على أن يمثل بجوار والده بطولة مشتركة في هذا المسلسل.. "الفخراني" قدم ضربة استباقية عندما أسند لابنه إخراج المسلسل فور اعتذار المخرج "حاتم علي" لارتباطه بتصوير مسلسل "عمر بن الخطاب" أي أنه جاء كما يريد "الفخراني" أن يؤكد لإنقاذ الموقف رغم أن أي مسلسل يلعب بطولته "الفخراني" سوف تجد عشرات من المخرجين الموهوبين وهم ينتظرون إشارة منه لكي يلهثون وراء التعاقد على إخراجه.. لم يكتف "الفخراني" بهذا القدر ولكنه قال إن ابنه حتى الآن لم يوافق على إخراج المسلسل لأن له شروط خاصة بفريق الفنيين الذي يصاحبه اشترط موافقة شركة الإنتاج على تلبية طلباته قبل التعاقد أي أن ابنه في أول تجربة له أيضاً شروط مسبقة ينبغي أن توفرها له شركة الإنتاج؟! الكل يعلم أننا نعيش عصر سطوة النجوم على مقدرات المسلسل التليفزيوني وأنهم يملكون كل شيء ولكن هل يملك لنجوم فرض أبناءهم؟! في دنيا السياسة يختلف الأمر عن دنيا الفن.. في السياسة من الممكن في ظل شروط معينة وقبضة دولة قوية تستطيع بالفعل أن تفرض التوريث ولو إلى حين على الناس ولكن في الحياة الفنية لا يملك كبار النجوم سوى الدفع بأبنائهم في بعض الأعمال الفنية ووضع شروط مجحفة تفرض على شركات الإنتاج قبول – البيعة – يصلح أن نقرأها من فعل "يبيع" أو "يبايع".. ولكن في النهاية توجد ولا شك قوة تستطيع مقاومة ذلك وهي إرادة الناس.. "عادل" يحاول فرض ابنيه في أعمال درامية كلما تسنى له ذلك وأحياناً نجد أن هناك معادلات فنية ليس فيها الوالد طرفاً مباشراً ولكن له حضور في المعادلة لا يمكن إنكاره مثلما رأينا في رمضان الماضي "محمد إمام" في مسلسل يسرا "بالشمع الأحمر" عادل ليس منتجاً ولا مخرجاً ولا بطلاً ولكن البطلة ترد له الجميل لأنه يحرص على أن يرشحها دائماً لمشاركته البطولة في أفلامه فلا بأس أن تسند البطولة بجوارها إلى ابنه.. إن كل هذه المحاولات بالتأكيد لن تنجح في فرض فنان على الحياة الفنية ولكنها قد تمنع موهوبين من أن يحصلوا على فرصة يستحقونها بسبب إصرار الآباء على فرض أبناءهم إلا أن كل ذلك لن يستمر طويلاً ستسقط سطوة الآباء مع الزمن.. يحاول الآباء فرض قانون يتناقض مع علوم الوراثة التي تشير إلى أن نسبة لا تتجاوز 10% فقط من أبناء الفنانين هم فنانون انتقلت إليهم جينات الإبداع من آباءهم بينما الحياة الفنية تزخر بنسبة تقترب من 100% حيث أن أغلب أبناء الممثلين والمطربين صاروا مطربين وممثلين الكل يرث مهنة الوالد أو الوالدة.. قد تستطيع فرض التوريث سياسياً لكن أبداً لن تفرضه على مشاعر الناس.. وسوف نرى بالتأكيد فصولاً مثيرة من صراع الأبناء وخلفهم آباءهم وتابعوا الجولة الأولى من المعركة الرمضانية في 2011 بين عائلتي "عادل إمام" و "يحيى الفخراني"؟!