تقدم عميد الشرطة السابق محمود قطري باستقالته من حزب الوفد احتجاجا على تدمير صحيفة الدستور -على حد قوله- وفيما يلي نص الاستقالة التي تقدم بها.. - لطالما أحجمت عن الإنضمام للأحزاب لأننى أرى أنها عديمة الجدوى ، و قد أضعفتها الحكومة تماماً ، ولكن أحد أصدقاء الطفولة و هو رئيس حزب الوفد فى البحيرة طلب منى الإنضمام للوفد و ألّح فى ذلك رغم اعتراضى على ضعف كل الأحزاب ، و لمّا كان عزيزاً علىّ أجبته إلى طلبه بعد حديثه عن صحوة فى حزب الوفد (غير صحوات العراق ) تأكدت فى إنتخابات أقامها محمود أباظة نجح فيها السيد البدوى ، الذى و كأنه بلّل ريقنا المتعطّش للديمقراطية . - و لا أدعى أننى انضممت للوفد كرهاً ، و لكننى أُؤمن بالرأسمالية المهذبة كأفضل نتاج طبيعى للحكم و إدارة شئون أى بلد ، و أًؤمن بأنها تعبّر عن التطوّر الطبيعى للمجتمعات البشرية ، و ربما أن هذا يتفق مع الوفد . - ذهبت إلى الوفد و تعجبت عندما وجدت صوّر باهتة معلقة على الحائط للزعماء سعد زغلول و النحاس و سراج الدين ، و خجلت من التعليق على هذا لأناس عرفتهم للتوّ فلا يصّح حتى لا يفهموها على أنها سباب و قلة ذوق ، و لكننى عندما جلست أتحدث مع بعض الأعضاء وجدت أنهم خائفون من الحكومة حذرين فى انتقادها مفضلين المشى بجوار الحائط أو فى داخله ، و هذا لا يتفق مع ميولى و رأيى الحر الشجاع فى الإصلاح الذى كلفنى عداوة أساطين وزارة الداخلية بجلالة قدرهم ، فأدركت أن الحكمة أصابتنى رغماً عنى إذ تريثّت فى الحديث عن الصوّر الباهتة . - كان بعض الأعضاء يتحدثون عن صفقة مع الحزب الوطنى مستدلين بانتخابات المحليات و لو أنهم كانوا غير متأكدين إلا أنهم كانوا موافقين !! و الحجة هى أن يكون للحزب أعضاء فى البرلمان و فقط ، ربما لتحقيق الخدمات و المصالح الشخصية . - و جلست مع آخرين تحدثوا عن صحوة الوفد و أن رموزاً لها قدرها قد انضمت إليه مثل أحمد فؤاد نجم الذى تربيّت على أشعاره . - و لكننى فوجئت بفتح باب الحزب على مصراعيه لاحتضان مطاريد الحزب الوطنى فتوجّست خيفة ، إلى أن قام السيد البدوى بتحطيم الرأى الحر المنتقد الشجاع فى صحيفة الدستور التى كانت لا تخاف و تقوم بنشر إنتقاداتى الحادة المحقة للشرطة المصريّة . - و لا يمكن الإدعاء بأن ما حدث كان لأى سبب آخر سوى تقديم خدمة للنظام ، فما هو الثمن ؟! هل الثمن هو إشاعة الصفقة مع الحكومة ، إذا كانت هناك صفقة فهذه هى خيبة الأمل بعينها ، لأن الوفد ساعتها سيكون دلدولاً خائناً ، رضى بالفتات الذى تلقيه إليه حكومة الحزب الوطنى. - كنت أعتقد بشفافية أن الوفد يسعى إلى الحكم ، فلما اشترى السيد البدوى الدستور (بلاش سوء ظن أقصد صحيفة الدستور ، و ليس مثل النكتة الشائعة بأنه عدّل الدستور ) كان الأحرى به دعم إبراهيم عيسى و ابراهيم منصور لأنهما وطنيان مخلصان ، و استخدموا كوادر وطنية ، و لأنهما شجاعان و صحفيوهم شجعان أيضاً ، و كانوا سيعدون من أهم العناصر التى توصّّل السيد البدوى و حزب الوفد إلى الحكم أو على الأقل أن يكون الخصم القوى و من ورائه الوفد كسابق عهده ، و لكنه أسكت إبراهيم عيسى و إبراهيم منصور (و على فكرة أنا لم أُقابل الأول أبداً و الثانى علاقتى به سطحية ) و لكننى كنت أراهما بصيص أمل و شعاع ضوء وسط الظلام الدامس رغم ما قيل عن إبراهيم عيسى و الأموال التى يتقاضاها التى أرى أنه لا عيب فيها ، فالغنى و المكسب المادى ليس عيباً بذاته إلا فى ظروف معيّنة هى بعيدة تماماً عن هذا الرجل ، فكان و أعتقد أنه مازال من الوطنيين المخلصين التاريخيين . - سمعت أن السيد البدوى إعتذر ، و ماذا يفيد الإعتذار ، مهما اعتذر السيد البدوى فإننى أعتقد أن الله لن يغفر له و لو جاء بملىء الأرض ذهباً . - يا خسارة أمن سعد زغلول و مكرم عبيد و النحاس و سراج الدين (إلى ) نعمان جمعه و محمود أباظة (ثم) السيد البدوى ، فالرئيس القادم ربما كان كمال الشاذلى أو صفوت الشريف و ربما تغيّر إسم الحزب كما تغيّر من قبل من حزب الوفد إلى حزب الوفد الجديد إلى حزب الوفد الوطنى الديمقراطى الجديد قوى ، رأيى الشخصى (لقد مات الوفد و لو فيها رفد ) . - لقد بحثت فى الوفد عن سعد زغلول و رفاقه و النحاس و رفاقه و سراج الدين فوجدتهم قد استقالوا جميعاً ، و لهذا فإننى أستقيل من الوفد ، وفد السيد البدوى الذى لم يعد وفداً . عميد شرطة سابق محمود قطرى