لماذا تدخل نقابة الموسيقيين طرفاً لمناصرة «حلمي بكر» في الصراع الدائر بينه و«أصالة»؟ التراشق بالكلمات الجارحة حيناً والخارجة دائماً صار هو وعلي مدي 10 سنوات عنوان علاقة الموسيقار الكبير بالمطربة الشهيرة.. «حلمي بكر» يهاجمها في برامجه التي يحل ضيفاً عليها ولا تسلم من لسانه حتي في تلك البرامج التي يقدمها في إذاعة الأغاني مثل «صوتين وغنوة» بالإضافة إلي ما تيسر من المقابلات الصحفية.. وهي في المقابل لا تتواني وترد له الصاع صاعين والشتمة شتمتين وأحياناً ثلاثة!! الساحة الوحيدة التي ينبغي أن يلتقي فيها الخصمان هي القضاء طالما يشعر كل منهما بأن الآخر قد أهانه وتجاوز في حقه ولكن التلويح بمعاقبة «أصالة» عن طريق نقابة الموسيقيين المصرية بمنعها من الغناء لمجرد أنها ردت علي تجاوزات «حلمي» بتجاوزات أخري أراه سلاحاً لا يجوز أن نشهره في وجه أي فنان مصري أو عربي خاصة أنه أقرب إلي تهديد ووعيد من «حلمي» إلي «أصالة».. اعتذري وإلا! العلاقة بين «حلمي» و«أصالة» شهدت مراحل عديدة من الشد والجذب هو يعتقد أنه قد خلقها فنياً بعد أن انطلقت في مساحات غنائية أبعد مما بدأه «حلمي» صحيح أنه منحها واحدة من أشهر الأغنيات العربية «ع اللي جري» حتي إن جمهور هذا الجيل ينسبون «ع اللي جري» إلي «أصالة» وينسون أن مطربتها الأولي الراحلة «عليا».. «حلمي» كان أحد الملحنين الذين دعموا بدايات «أصالة» بمصر والتي انطلقت وهي طفلة في سوريا من خلال والدها المطرب «مصطفي نصري».. كثيراً ما يشير «حلمي» إلي أنه احتضن «أصالة» وساعدها مادياً وليس فقط أدبياً في القاهرة وقد يكون هذا صحيحاً ولكن لا يحتاج «حلمي» إلي أن يذكر علي الملأ أياديه البيضاء في هذا المجال وكما لحن لها «حلمي» كان لمحمد سلطان و«سيد مكاوي» و«محمد الموجي» ألحان ناجحة بل إن نصيب «سلطان» أكبر والحقيقة أن لقاءها مع «محمد ضياء الدين» هو من ملحني التسعينيات هو الذي صنع لها الجماهيرية الطاغية في مصر والعالم العربي حيث حدث نوع من الكيميائية بين النغم والصوت مثل «لما جت عينك في عيني»، «يا مجنون مش أنا ليلي»، «يمين الله»، «ما ابقاش أنا».. الغريب أن نهاية المشوار مع «محمد ضياء الدين» جاءت بعد زواجه القصير من شقيقتها وأيضاً تصدعت علاقتها مع «حلمي» بعد طلاقه السريع من ابنة خالتها إلا أن المأزق الحقيقي بينهما اشتعل عندما غنت قصيدة «اغضب» لنزار قباني.. «حلمي» لديه هاجس قهري بأن «أصالة» لم تمنح القصيدة ما تستحقه من عناية ولهذا لم تحقق النجاح المرتقب بينما «أصالة» لديها قناعة بأن اللحن لم يصل إلي المستوي المطلوب ولهذا خفت وجوده عند الجمهور!! التراشق بالكلمات التي لها مذاق اللكمات سمة في الحياة الفنية.. «جمال سلامة» كان يردد و«عبد الوهاب» علي قيد الحياة أن الريس «متقال» أكثر ثقافة موسيقية من «عبد الوهاب» و«محمود الشريف» قال و«أم كلثوم» علي قيد الحياة إنها والحشيش السبب في هزيمة 67، لم يسمع أحد أن النقابة منعت «جمال سلامة» أو«محمود الشريف» من مزاولة المهنة قد يقول البعض لا تنسي أنهما مصريان يهاجمان مصريين.. وكأن الهجوم المصري المصري مسموح والعربي المصري مدان.. بالطبع أنا ضد إهانة «حلمي بكر» كما أنني بالدرجة نفسها ضد أن يواصل «حلمي» إهانته لأصالة وإذا كان ينبغي للنقابة أن تلعب دوراً فهو أن تطلب من الطرفين إيقاف تلك «الشرشحة» التي تتجدد فصولها في الفضائيات؟!