عشر سنين مرت علي استشهاد الطفل محمد الدرة في مشهد مأساوي لن يمحي من ذاكرة التاريخ؛ فلن ينسي أحد صورة الصبي محمد الدرة والرصاص الإسرائيلي يخطف روحه وهو يحتمي بوالده الذي عجز عن فعل أي شيء.. واليوم، وبالرغم من مرور عشر سنوات علي ذلك المشهد الأليم يعيش «جمال الدرة» والد الطفل الشهيد في معاناة رصدتها «الدستور» في حديث سريع معه، تحدث فيه عن مرارة الألم التي مازالت تلازمه حتي اليوم بعد أن فقد فلذة كبده أمام عينيه دون أن يملك ما يدافع به عنه. وقال الدرة الأب: إن مشهد استشهاد نجله بين يديه مازال يلازمه حتي اليوم دون أن يفارقه لحظة، وقال«أتذكره وأنا أحاول أفاديه من رصاص الجيش الإسرائيلي ولكنني لم أستطع، وحتي اليوم وإلي هذه اللحظة أتذكر ذلك المشهد الأليم». وقال والد الطفل الشهيد: «إحساسي بالألم يتجدد يوميًا بموت كل طفل من الأطفال الفلسطينيين، وتجدد بموت عائلة كاملة كعائلة «السلموني» التي أبيدت بكاملها خلال حرب غزة، وتجدد أيضًا باستشهاد الطفل«فارس عودة»؛ فكل أبناء الفلسطينيين يذكرونني بابني محمد الدرة وبيوم استشهاده». وأكد الدرة أن المرض يلازمه منذ يوم الحادث، وأنه لا يتحرك من السرير بسبب الإصابات التي تعرض لها جراء إطلاق الرصاص عليه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقال «أعيش ما بين الإبر والمسكنات التي لا تفيد لأنني حتي يومنا هذا لم أستكمل عمليات جراحية معقدة وضرورية لأسترد صحتي من جديد؛ لكن الحصار منعني من السفر واستكمال علاجي. وقال «أرسلت رسائل استغاثة للرئيس أبو مازن ليرفق بحالي ويسمح لي بالسفر للخارج، ولكن للأسف المحاولات باءت بالفشل ولم يُسأل في أحد، وأناشد كل الرؤساء العرب أن يساعدوني لاستكمال علاجي لأنني أموت يوميًا من الألم، ويكفيني ألم فراق ابني أمام عيني». وأكد الدرة الأب أن إسرائيل لا تريد سلامًا، وأن قادتها رجال حرب وليسوا رجال سلم، وقال: «نتنياهو مثل ما سبقوه رجل حرب وليس رجل سلم، وبالرغم من أننا كشعب فلسطيني نقبل بالتنازلات ونحن أصحاب الأرض؛ فإن إسرائيل لن تتنازل يومًا، وعلي رأي المثل «رضينا بالهم والهم مش راضي بينا».