15سنة سجناً لهشام طلعت والمؤبد للسكري.. تأييد حبس عماد الجلدة 3 سنوات في قضية رشوة البترول.. الأموال العامة تفاوض «غالي» لسداد مصاريف علاجه بالخارج.. القبض علي مدير عام «إسكان الجيزة» بتهمة تلقي الرشوة.. انتحار تلميذ لرفضه الذهاب للمدرسة بقنا.... طالب يثأر من مدرسه في الدقهلية ب«قنبلة مولوتوف».. مذبحة بالمطرية.. فران يقتل حماه وابنة زوجته ويصيب حماته وزوجته. كانت هذه عينة من الأخبار والحوادث تقريبا كلها وقعت في يوم واحد، أمس الأول الثلاثاء إن لم يكن في توقيت واحد، لا أعرف لماذا أحسست بأن هناك رباطًا وثيقًا بين هذه الأخبار وبعضها، وشعرت بأنني أعيش حالة من الطبقية في الأخبار. أخبار تخص طبقة غنية حاكمة كلها تشير إلي أن هذه الطبقة لا تفعل شيئا في هذا البلد سوي أنها تقتل وتسرق وترتشي وتفعل كل ما يحلو لها وفي النهاية هي كام سنة سجن علي كام جلسة تفاوض وكل شيء يعود إلي أصله.. وطبقة فقيرة معدمة دائما هي مغلوبة علي أمرها ولا خيارات أمامها سوي أنها تموت وتنتحر ولا عزاء في الفقراء والمعدمين. إنها مجرد محاولة لربط الأشياء ببعضها ولكني متأكد أنك ستتفق معي علي هذا الربط، رغم أني لست متخصصا ولا باحثا في العلوم الاجتماعية، فالأغنياء وأصحاب رءوس الأموال والنفوذ والسلطة إذا ما وقعوا في شر أعمالهم هناك ألف من يدافع عنهم ويدللهم ويطبطب عليهم، بالأصح أموالهم التي هي ليست أموالهم في غالب الظن وفي مثل هذه الظروف وقد تحولت فجأة إلي صحف وبرامج وفضائيات وصحفيين وإعلاميين يحللون ويبحثون ويبررون أفعالهم، إلي شخصيات عامة ورجال قانون ينقبون عن كل ثغرة وكل خرم يمكن أن يتسع حتي يسمح بخروج الفيل من المنديل، وأما الفقراء فقد وصلوا إلي أس البلاء وعلة العلل ألا وهو الوقوع في شر أعمال هؤلاء الأغنياء والموت انتحارا وقتلا وحرقا لأجل أن يعيش الأغنياء وتعيش تصرفاتهم وسلوكياتهم وأفعالهم. فما الذي جعل هذا الفران يرتكب جريمته ويقتل حماه وابنة زوجته ويصيب زوجته وحماته، بالتأكيد هي ضائقة مالية أو خلافات عائلية وراها ضائقة مالية، وإذا قلنا «فران» يعني كد وتعب وسهر وجنيهات قليلة يادوب تكفي لشراء عيش حاف من الفرن الذي يعمل به، وهنا لابد أن نقف ونتأمل هل هذا الفران كان يعيش حياة كريمة آدمية، بالطبع لأ، منين يا حسرة والسيد وزير المالية أنفق وحده 2 مليون جنيه من أموال الدولة التي كان للفران نصيب فيها ولم يأخذه، فضاقت به الدنيا والحال ولم يعد قادرا علي التصرف ولا الصرف علي أسرته وأهل بيته، فضاعت هيبته واحترامه وفقد عقله وجن جنونه وقتل ليستريح. لا تتصور أني أدافع عن هذا الفران أو غيره من القتلة الفقراء، فتفاصيل الجريمة لم تتضح بعد، ولكن بحكم الحوادث الفائتة والسابقة يكاد يكون هذا هو السيناريو المكرر الذي يقف وراء مثل هذه النوعية من الجرائم بين طبقة الفقراء والمعدمين. قد تسمع وتقرأ أسباب أخري.. ولكنك أبدا.. ستسمع وتصل في النهاية إلي أن الفلوس وضيق ذات اليد وبئس الحال الذي وصل إليه الناس هو السبب الرئيسي وراء ارتكاب هذه الجرائم، وطبعا هنا من حقك أن تكمل والفلوس أخدها اللصوص، واللصوص أنا وأنت نعرفهم. بالطبع لن أتطرق بالتعليق علي الأحكام الصادرة بحق هشام طلعت والسكري لأنه لا تعليق علي أحكام القضاء - كما قالوا لنا - لكن بطبيعة الحال لا يجب أن ننسي أنه لولا الفلوس والأموال التي جناها هشام طلعت مصطفي من وراء طبطة ودلع وتسهيلات الدولة التي منحتها له في مشروعاته وحصوله علي الأراضي، لما هانت عليه فلوسه ولا تردد ألف مرة قبل أن يتورط في قضية سوزان تميم، فكما يقولون هذه فلوس لم يتعب فيها.