جاء قرار محكمة القضاء الإداري ببطلان انتخابات نادي الزمالك الأخيرة والذي تبعه قرار المجلس القومي للرياضة بحل مجلس إدارة النادي برئاسة ممدوح عباس وتعيين المستشار جلال إبراهيم خلفا له ليعطي تحذيراً مهماً للجميع عنوانه «محدش يلعب مع الأسد»، وأقصد بالأسد هنا المستشار مرتضي منصور الذي لم يدخل قضية إلا وفاز بها، ولم يدخل أزمة إلا وانتصر فيها، وذلك بخبرته الكبيرة بالقانون وتصميمه علي الحصول علي حقه مهما طال به الزمن. فمرتضي دخل في معركة قوية مع الإعلامي أحمد شوبير خرج فيها مرتضي منتصرا وخرج شوبير خاسرا وخسر الكثير، فمرتضي منع شوبير من الظهور الإعلامي لفترة تعدت الأربعة أشهر وهو أمر صعب علي إعلامي بحجم شوبير كما أنه خسر من جراء ذلك ماليا وخسر أيضا كثيرا من شعبيته وجماهيريته، ومع عودة شوبير لم يعد بنفس القوة أو الطلة التي كان بها من قبل خاصة أنه عاد في قناة وليدة مازالت تحبو خطواتها الأولي، وقلت نسبة مشاهدة برامجه أقل من النصف تقريبا. أما أزمة مرتضي مع عباس فكانت هي الأهم والأكبر، ورغم نجاح عباس في أول جولة بالفوز في الانتخابات فإن مرتضي أسقطه في الجولة الأخيرة وبالضربة القاضية وأزاحه عن رئاسة المجلس، وفي رأيي الشخصي أنه لم يزحه بصفة مؤقتة بل أزاحه بصفة دائمة ونهائية عن نادي الزمالك بعدما اهتزت صورته بقرار حل المجلس بسبب نجاحه بأساليب غير شرعية، كما أن فترة ولايته امتلأت بالمشاكل والأزمات التي خسرها الزمالك جميعا وظهر فيها في موقف ضعيف ومخز رغم الكثير من الكلام المعسول، ولكن مجلس عباس كان مجلس أقوال وليس أفعال، ورأينا كيف خسر الزمالك في أزمة لقائه أمام حرس الحدود الذي شارك فيه أحمد عيد عبد الملك، كما خسر أزمة جدو بصورة مهينة أهانت اسم وتاريخ نادي الزمالك. عباس أيضا لم يف بوعوده بدعم فريق الكرة وجلب صفقات سوبر من ماله الخاص ولكنه تعاقد مع أنصاف لاعبين، وخسر في كل صراع خاضه أمام الأهلي للتعاقد مع لاعبين جدد مثل جدو وشوقي وغالي وأبو السعود وحتي متعب، ومن قبلهم عبد الفضيل وأحمد حسن، ويكفي أن فريق الكرة بالزمالك لم يحقق سوي بطولة واحدة فقط طوال خمس سنوات استمر فيها عباس علي رأس المجلس سواء بالتعيين أو الانتخاب وهي بطولة كأس مصر، والتي فاز بها الزمالك بفضل جماهيره وبفضل الحظ الذي خدمه باللعب جميع مبارياته الخمس في البطولة علي ملعبه ووسط جماهيره ولم يلاق أياً من الفرق الكبيرة الجماهيرية مثل الأهلي والإسماعيلي والمصري والاتحاد. ولعل أطرف ما سمعته بعد قرار حل مجلس إدارة الزمالك هو أنه عندما سئل ممدوح عباس عن إمكانية خوضه انتخابات الزمالك المقبلة أجاب قائلا: آه ياني ياني ياني .. مش هعمل كده تاني. مرتضي أيضا انتصر في أزمته مع شيكابالا الذي هاجمه أثناء مباراة الزمالك وسموحه ليتوعده مرتضي ويلاحقه ببلاغ للنائب العام وشكوي لاتحاد الكرة مما جعل اللاعب الأسمر يهرول للاعتذار «للأسد» فوراً خوفاً من أن يلقي مصيرا لا يعلمه إلا الله خاصة بعدما علم باقتراب رحيل عباس أبوه الروحي. ولعلي أختلف مع الكثيرين الذين يحملون مرتضي منصور مسئولية تراجع مستوي الزمالك، فالرجل بعيد عن جدران النادي الأبيض منذ خمس سنوات كاملة، ورغم ذلك لم ينصلح حال النادي وكان النادي يسير من سييء إلي أسوأ، كما أن مرتضي رغم أنه حصل علي حكم قضائي بإجراء الانتخابات خلال ثلاثة أشهر فإنه لم يعترض علي تعيين مجلس لمدة عام كامل، وهو ما يعني أنه غير مهتم بالجلوس علي كرسي الزمالك ولا يهمه مصلحته الشخصية مثلما يردد البعض ولكن يهمه مصلحة نادي الزمالك فقط. فاصل إعلاني بعد هزيمة الأهلي برباعية أمام الإسماعيلي .. انقذ البدري واشرب مانجالوب. بلاوي الشمس رغم الأزمات التي عصفت بنادي الزمالك في الفترة الأخيرة، فإن هناك العديد من الأندية داخل مصر تعج بالمشاكل والأزمات أكثر كثيرا من نادي الزمالك ولكنها لا تحظي بمتابعة إعلامية مثل الزمالك لكونه نادياً جماهيرياً وذا شعبية كبيرة، ولعل أبرز هذه الأندية هو نادي الشمس الذي يعد الأكبر في مصر سواء من حيث المساحة أو من حيث عدد الأعضاء، فنادي الشمس يمر بأزمة كبيرة وينطبق عليه المثل «من شاف بلاوي الشمس، هانت عليه بلوة الزمالك». فمجلس إدارة نادي الشمس ينقسم إلي قسمين، الأول يتزعمه رئيس النادي نبيل ثروت، والقسم الثاني يتزعمه ياسر الملاح عضو المجلس ونجل رئيس النادي السابق، ووصلت الأمور إلي طريق مسدود داخل النادي مما جعل ثروت يطالب من حسن صقر إصدار قرار بحل المجلس وهي سابقة تحدث للمرة الأولي في تاريخ الأندية المصرية أن يطالب رئيس نادي بحل مجلسه، وهو موقف محترم يستحق عليه اللواء نبيل الإشادة. ويعول اللواء نبيل ومجموعة المعارضة داخل النادي علي إسقاط المجلس خلال الجمعية العمومية التي ستقام في الرابعة عصر الخميس المقبل من خلال رفض ميزانية المجلس، ومن هنا أناشد جميع أعضاء نادي الشمس الذين لا يعجبهم حال ناديهم بالحضور يوم الخميس وحضور الجمعية العمومية ورفض الميزانية، كما أناشد المسئولين عن الأمن والإعلام في مصر بالتواجد المكثف داخل النادي في هذا اليوم لمنع أي كوارث أو أزمات قد تحدث وقد تسفر عما لا يحمد عقباه.