شعبنا شعب مصر، احتار فيه علماء الاجتماع،ما الذي يجعله يغضب ويثور،ما الذي يحركه بخلاف كرة القدم كيف يواجه أزماته ويتعامل مع حياته، وكيف رغم طيبته وتساهله في حقوقه إلي درجة الهوان أحيانا ومع ذلك هو قاهر التتار وصاحب تاريخ كبير في الإبداع العسكري من عين جالوت إلي عبور القناة وتحطيم خط بارليف علي رؤوس أصحابه، وهو أيضا صاحب الإبداعات الفنية والفكرية والثقافية ومتفوق في صناعة السينما حتي علي بعض الدول الأوروبية المتقدمة؟ الشيء الوحيد الذي لم يختلف عليه اثنان هو أن المصري رغم كل الإفساد الذي تتعرض له روحه في هذه الأيام يظل محتفظا بضحكة صافية وخفة ظل لامتناهية تقول لي إن البذرة لا تزال سليمة،متوقدة الذكاء،تسمع وتري وتتكلم وتصف،حتي ولو كان هذا يبقي مفتقرا إلي قدر أكبر من الحركة الفعالة،حاجة غريبة أفكار شديدة بل والرشاقة تقابل شعبا لا يريد أن يتحرك ولو حتي من أجل مستقبل أيامه. إنه مرة أخري هو ذات التويتر إياه الذي أدمنته في الفترة الأخيرة،عالم كبير مليء بالحركة والضجيج علي الطريقة المصرية التي لا مثيل لها في الدنيا. أفكار طريفة ذكية مبدعة أردت أن أعرض لكم عينات منها :تحت عنوان ماذا لو جمال مسك مصر؟،يقولون:حيطلع هو اللي أوحي بفكرة أول طلعة جوية،لو جمال مبارك مسك مصر حأمسك سلك كهربا عريان،لو جمال مسك مصر إحنا نسيبها. وعن التأميم قال أحدهم :طيب إنت تعرف إن أغلب المصريين هيصوا يوم تأميم القناة وهما سامعينها «تأمين»؟ ولحد تاني يوم ماحدش كان عارف يعني إيه تأميم أصلا، وعن المدونين قالوا: اتنين مدونين بيواجهو تهم عقوبتها الإعدام في إيران، «أحيّه!» أنا حأبيع الكمبيوتر،و عن علاقة المدونين بالحكومة كتبوا....كلمة مدون بتعملهم اليومين دول التهاب وتسلخات،و علي طريقة تويتات البرادعي قالوا إن مصادرة سلاح التلميذ دليل علي تخبط النظام وقطار التغيير قادر علي مواصلة رحلته بكتاب الأضواء والمراجعة النهائية، وعن موقعة الكتب الخارجية قالوا كويس إن خالد سعيد مات قبل ما هوجة الكتب الخارجية دي تحصل،أكيد حشر لفافة بانجو في حنجرته أسهل كتير من حشر سلاح التلميذ.تعليق آخر يقول نداء من حكمدارية العاصمة للمواطن أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس..لا تشتري الكتاب الخارجي الذي أرسلت ابنتك في طلبه، الكتاب فيه حبسة يا معلم ! عودة إلي ما يمكن أن يحدث لو جمال مبارك مسك مصر وكان لهذا الموضوع نصيب الأسد من التعليقات،أسامة سرايا حيقول إن جمال مبارك هو سبب التقدم الذي يعيش فيه الشعب الأمريكي وعلاء مبارك حيمسك حركة كفاية، وماما خديجة حتمسك مكتبة الأسرة كما ستطلع علينا المصري اليوم لتقول انفراد: جمال مبارك مسك مصر، أما جريدة صوت الأمة فستقول انفراد بالوثائق جمال مبارك مسك مصر، أما التعليق الأخير الذي أسوقه عن التوريث باعتباره حديث الساعة والولاعة هو أنه لو جمال مبارك مسك مصر كمان ييجي 30سنة محمود محيي الدين حاييجي يدعم الحركة المصرية للتغيير ضد توريث جمال لابنه. هذا هو جانب مما يقوله المصريون عن جوانب سياسية مختلفة،أضحكني كلامهم كثيرا،بصراحة انبهرت من الذكاء الحاد الذي تنطق به هذه التدوينات القصيرة، وتدوينات كثيرة أخري قرأتها علي التويتر ورغم الطرافة الشديدة التي تميزت به بعضها أيضا إنني رأيت أنه من الملائم عدم نشرها لكن هذه عينة من كلام مصر عن نفسها وعن حالها،علي الأقل فنحن مازلنا قادرين علي أن نتكلم مع بعضنا بعضا وأتمني ألا نصل إلي مرحلة«كل واحد بيكلم نفسه».