كعادتها كل صباح استيقظت هدير السيد مجدي ابنة العشرين عاماً والطالبة بالسنة الثانية بكلية التربية الرياضية، وتوجهت إلي كليتها بعد أن ألقت تحية الصباح علي والدها ووالدتها وهي لا تدري أنها تودعهما وتودع بيتها، وبعد الانتهاء من اليوم الدراسي خرجت مع زميلاتها من الكلية، وتوجهت لركوب قطار «أبوقير» متجهة إلي منزلها وداخل القطار شاء حظها العثر أن يلاحظها أحد الأشخاص المجهولين، وقام بشد حقيبتها الصغيرة من يدها في محاولة منه للفرار بها، إلا أنها تشبثت بها فقام علي إثرها بشدها هي والشنطة خارج أبواب القطار المفتوحة دائماً، وسقطت هدير أسفل العجلات. المأساة تحكيها أوراق القضية رقم 22929 لسنة 2009 إداري قسم شرطة ثان المنتزة، عندما فوجئ الأهالي بسقوط فتاة خارج قطار أبوقير أثناء سيره، ولقيت مصرعها في الحال متأثرة بإصابتها. انتقل ضباط القسم لمحل البلاغ، وتبين وجود جثة لفتاة في العقد الثاني من العمر وبمعاينة الجثة تبين وجود كسور متفرقة بأنحاء الجسم وبتر بأمشاط القدم اليمني وجروح متهتكة متفرقة بالجسم، وتم نقلها بسيارة الإسعاف لمشرحة كوم الدكة. وخلال تحقيقات الشرطة قرر أحمد علي محمد «55 سنة» بالمعاش زوج عمتها بأنه أثناء وجوده في المنزل فوجئ بصراخ أهل الضحية، وعلم أنها لقيت مصرعها بعد أن سقطت من القطار أثناء قيام أحد الأشخاص المجهولين بسرقة حقيبتها من يدها فسقطت بها ووقعت خارج القطار. أمرت نيابة المنتزة بندب كبير مفتشي الصحة لتوقيع الكشف الطبي علي الجثة وبيان سبب وكيفية حدوث الوفاة، وعما إذا كان بها شبهة جنائية من عدمه، كما طلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها. والغريب في الأمر أنه بعد شهادة الشهود بأن هدير لقيت مصرعها إثر تعرضها لحادث سرقة داخل القطار وسقطت أسفل عجلاته، فوجئ أهل الضحية بتحريات المباحث التي تؤكد أنها لم تتوصل إلي شبهة جنائية في الوفاة. وتم التكتم علي الحادث وراحت هدير بلا ثمن بين طيات التقارير والأوراق الرسمية وكأنها هي التي قفزت خارج أبواب القطار.