استطلاع: 52 % من الكاثوليك البريطانيين يرون ان الفضائح الجنسية هزت ثقتهم بالكنيسة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر بدأ بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، ابرز واهم رجل دين مسيحي في العالم وزعيم المسيحيين الكاثوليك، اول زيارة دولة في التاريخ لبريطانيا، التي يتبع غالبية سكانها الكنيسة الأنجليكانية المنشقة عن الكاثوليكية. واثارت الزيارة جدلا واسعا في بريطانيا حيث سيستقبل البابا بمظاهرات منددة بسبب قضية اعتداء قساوسة على أطفال، وتكاليف الزيارة الباهظة على دافعي الضرائب البريطانيين. وهذه هي اول زيارة منذ آخر زيارة قام بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في عام 1982. كما يشار إلى أن هذه أول "زيارة دولة" يقوم بها البابا إلى بريطانيا، فزيارة البابا السابق يوحنا بولس الثاني لم تكن رسمية، وجرت بدعوة من الكنيسة الكاثوليكية التي تحملت مصاريف الزيارة. ويرى مراقبون إن المظاهرات المنددة بالزيارة لا تقتصر فقط على سياسات الفاتيكان المتعلقة بفضائح الاعتداءات الجنسية على الاطفال التي ضربت الكنيسة الكاثوليكية بقوة، وموقف الكنيسة من الاجهاض والمثلية الجنسية؛ وإنما تتعدى ذلك إلى جوانب اقتصادية حيث تتجاوز تكلفة الزيارة عشرة ملايين جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب البريطانيين. وتقدر تكلفة زيارة البابا لبريطانيا -عدا التكلفة الأمنية- نحو 12 مليون جنيه إسترليني (18.6 مليون دولار). ويأتي ذلك وسط سياسة بريطانية للحد من الإنفاق في الميزانية. وفي هذا السياق ستكلف الإجراءات الأمنية لزيارة البابا لأسكتلندا وحدها مليون جنيه إسترليني (1.55 مليون دولار)، وفق بيانات للحكومة البريطانية. ووصل البابا أولا إلى أدنبره في أسكتلندا، حيث يقابل الملكة إليزابيث الثانية ملكة انجلترا، ثم يتوجه إلى مدينة جلاسكو لإقامة قداس تراجع عدد الحضور فيه إلى 65 ألفا، على عكس القداس الذي أقامه سلفه يوحنا بولس الثاني قبل ثلاثين عاما وحضره نحو 300 ألف شخص. وفي اليوم الثاني للزيارة سينتقل البابا إلى لندن حيث سيلتقي سياسيين وزعماء دينيين من مختلف الأديان بينهم مسلمون ويهود. وقد يعقد البابا لقاء غير رسمي مع عدد من ضحايا الاعتداءات الجنسية يقدر عددهم بعشرة أشخاص على الأقل. كما سيدخل البابا لأول مرة إلى كاتدرائية ويست منيستر التي يتوج فيها ملوك بريطانيا وتعتبر مركز الكنيسة الأنجليكانية، وينهي زيارته للندن بتجمع كبير يعقده في حديقة هايد بارك الشهيرة يوم السبت، ثم يختتم زيارته لبريطانيا في مدينة برمنجهام. ومن المقرر أن تشهد المدن التي يزورها البابا عدة مظاهرات منددة بالزيارة وباعتداءات القساوسة على الأطفال. وقد أعلنت منظمة تطلق على نفسها اسم "آباء من أجل العدالة" أنها ستحرق نسخا من الإنجيل في أماكن عامة بلندن لإظهار الاعتراض على فشل الكنيسة الكاثوليكية في الوقوف مع العائلات والآباء وتطبيق تعاليم الإنجيل. كما يخيم على الزيارة تصريحات أدلى بها كبير مساعدي البابا الكاردينال والتر كاسبر والتي وصف فيها بريطانيا أنها دولة من العالم الثالث. ولن يرافق الكاردينال البابا في زيارته لأسباب وصفها بالصحية، لكن الصحافة البريطانية أشارت إلى أنه منع من مرافقته بسبب تصريحاته التي أكد الفاتيكان أنها لن تؤثر سلبا على الزيارة. لكن زيارة البابا واجهت اعتراضات من عدة اوساط كان منها رسالة بتوقيع اكثر من من 50 شخصية عامة بريطانية، نشرتها صحيفة الجارديان، عبروا فيها عن اعتراضهم على منح الجولة صفة "زيارة دولة". يشار إلى أن استطلاعا للرأي أجري لحساب شبكة "بي بي سي" الاخبارية البريطانية مؤخرا أشار إلى أن حوالي 70 بالمائة من الكاثوليك البريطانيين يتوقعون أن تؤدي زيارة البابا لبريطانيا إلى دعم الكنيسة الكاثوليكية في بلادهم. وقال 52 بالمائة من الكاثوليك البريطانيين ال 500 الذين شملهم الاستطلاع، أن فضائح الاعتداءات الجنسية قد هزت ثقتهم بقيادة الكنيسة.