هل فكرت وأنت تحمل المصحف وتقرأ في سطوره وتتمعن في معانيه العظيمة أن تسأل من هذا الرجل الذي خط القرآن الكريم خاصة وأن أدوات التكنولوجية لم تغز هذا الرسم العثماني بعد فتدمر جماله وتنهي زخارفه الروحانية؟ منذ عشرات السنين ويتربع الخطاطون المصريون علي عرش كتابة القرآن الكريم، ويظل خضير البورسعيدي -الذي كتب القرآن الكريم 6 مرات- واحداً من أهم وأشهر الخطاطين في ذلك المجال الذي يشرف به صاحبه دوما. يقول: لم أكن أعلم أني سأكتب المصحف بيدي وأنا طفل عمري خمس سنوات.. فقد كنت أكتب عبارات ضد الاحتلال علي الجدران في بورسعيد ولكني رأيت أن خطي سييء ..فأخذت أبحث عن مدارس الخطاطين لتحسين خطي لكي أقلدهم إلي أن بدأت عملي كخطاط بمكتب خاص بي وأنا لم أتجاوز الثماني سنوات. وعن كتابته للمصحف الشريف يقول: كتبت المصحف لأول مرة عام 1963 بالتليفزيون، حيث كنت أكتب لوحات المصحف التليفزيوني والذي كان يبلغ 6 آلاف لوحة وقد كتبته ل 13 محطة ، أما المصحف المطبوع فقد بدأت كتابته لأول مرة عام 1970 وكان عملاً شاقاً وشعرت بخوف شديد أثناء إعداده. وعن مراحل إعداد المصحف الشريف يقول: «يمر بعدة مراحل للمراجعة والتدقيق حيث يتم نسخ الصفحة الواحدة 11 مرة ليراجعها 11 شخصاً في الوقت نفسه كل منهم يراجع جزئية معينة مثل التشكيل أو الوقفات، وبعد الانتهاء من هذه المراجعة يتم طبعه ثم مراجعة المطبوع مرتين بالطريقة نفسها وذلك للتأكد من مطابقته للرسم العثماني وخلوه من الأخطاء. ويؤكد خضير أن في مصر خطاطين بارعين وأنهم قادرون علي كتابة المصحف للعالم الإسلامي كله مضيفا: خطاطو مصر يكتبون المصحف منذ عهد أحمد بن طولون، ولكننا في مصر أهملنا تاريخنا حتي بدأت بعض الدول الأخري تنسبه إلي نفسها، ولكننا نجد أن الدولة نفسها لا تهتم بالخط العربي أو الخطاطين فلدينا 390 مدرسة لتعليم الخط العربي منع وزير التربية والتعليم إلحاق طلاب جدد بها هذا العام مما يهدد بانقراض المهنة بعد فترة. بدأت كتابة المصحف بالخط الكوفي الذي يتميز بأن حروفه تكتب دون نقاط، ثم تمت كتابته بالخط الريحاني ثم الخط المحقق ثم خط النسخ الذي يكتب به المصحف الآن نظراً لوضوح حروفه وسهولة قراءته... ويمر المصحف بعدة مراحل حتي يصل إليك في هذه الصورة هي بالترتيب: الحصول علي تصريح الطبع من الأزهر ثم مرحلة تصوير الأفلام ثم المونتاج ثم مرحلة الطباعة ثم المراجعة أثناء الطباعة ثم مرحلة توضيب الملازم ثم الفرز ثم التجميع ثم القص ثم يدخل مرحلة التجليد والتغليف ثم تتم مراجعته مراجعة أخيرة قبل النشر. وعن الرسم العثماني للمصحف الشريف يقول خضير: يجب عدم الاقتراب من الرسم العثماني للمصحف أو تغييره فقد وصلنا هكذا بعد أن مر بعدة مراحل وهو الآن في أبهي صوره نحن أحيانا نزيد المسافات بين الكلمات أو نكتب الحروف بشكل أوضح ولكن في إطار الرسم العثماني مشيراً إلي أن أشهر الخطاطين الذين كتبوا القرآن لقب بحافظ القرآن واسمه عثمان علي.