المصحف اليوم لم يعد بشكله التقليدي بل أصبح مصحفاً محمولا إلكترونيا الذي يتم تحميله علي الموبايلات عبر المواقع الإلكترونية المختلفة دون التأكد من مرجعية تلك المواقع وحقيقة النسخ المحملة وهل هي صحيحة ومعتمدة من اللجان المختصة أم لا؟. كما ظهر المصحف برايل المكتوب بطريقة برايل للمكفوفين وكذلك مصحف الإشارة والمترجم عبر الإنترنت بلغة الإشارة الصم والبكم. وبالرغم من أن هذه الصور ساهمت بشكل إيجابي في انتشار المصحف عالميا ووصوله لفئات كثيرة لا تعرف كثيراً عن الإسلام والقران الكريم فإن الدعوات المسيئة لإسلام وللمصحف الشريف جعلت كثيرا منهم يذهبون للشبكة العنكبوتية رغبة وبحثاً عن ذلك الكتاب الذي يحرك ملياراً و300 ألف من سكان العالم. القرآن لم يسلم أيضا من أخطاء أتباعه، حتي أن كثيراً من الرسائل البريدية التي تصل إلي إيميلات الآلاف وتتحدث عن قيم دينية يجب الالتزام بها وتستشهد بآيات من القرآن الكريم تحفل بعضها بأخطاء في القرآن الكريم وأشهر الأخطاء الخطأ الوارد بالآية 38 من سورة القلم «إن لكم فيه لما تخيرون»، حيث وردت في إحدي النسخ الإلكترونية «إن لكم فيه لما يتخيرون». ويري الدكتور عبد المعطي بيومي عميد كلية أصول الدين سابقا أن ظهور أشكال جديدة من المصحف يعد ظاهرة إيجابية لتوصيل القرآن الكريم إلي الجميع بطرق سهلة إلا أنه يجب وضع ضوابط صارمة لتجنب وجود الأخطاء علي حد قوله ويضيف: توجد لجنة مختصة بمراجعة جميع نسخ المصحف بالأزهر اسمها لجنة المصحف الشريف ويجب علي جميع الشركات أو الأفراد الراغبين في إصدار مصحف بأي شكل سواء إليكترونياً أو ورقياً أو غيره أن يحصلوا علي موافقة الأزهر قبل الإصدار ثم مراجعة المصحف من قبل اللجنة المختصة بالأزهر بعد إصدارها للتأكد من مطابقته للرسم العثماني وخلوه من الأخطاء». ويستشهد د. بيومي بواقعة حدثت معه شخصيا عندما وجد خطأ فادحاً في نسخة القرآن الكريم المحملة علي تليفونه المحمول، حيث لم يجد فيه سورة آل عمران كاملة، مستدركاً: «الضوابط واجبة حتي لا تكون هناك فوضي في نشر المصحف تؤدي إلي أخطاء فادحة».