العلاقة بين طهران والسلطة تمرّ بأسوأ مراحلها والتلاسن متواصل علي خامنئي شنت حركة "فتح" الفلسطينية هجوماً حاداً على إيران واتهمتها بالسعي إلى "تمزيق الوطن العربي"، كما انتقدت تحالف حركة "حماس" مع طهران، ووصفته بأنه يشكل تهديداً للأمن القومي العربي. وقال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي في تصريحات له مساء أمس الأول إن تحالف "حماس" مع طهران "أضر بالقضية الفلسطينية وبمصلحة الشعب الفلسطيني العليا، وساهم بشكل مباشر في حالة الانقسام الراهنة، نتيجة لرغبة طهران في استخدام الورقة الفلسطينية كأداة في أروقة المحافل الدولية، دون أي اهتمام بالمخاطر المحدقة بمستقبل ومصلحة الشعب الفلسطيني." وأكد القواسمي، في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن لطهران "أجندة دولية وإقليمية خاصة بها، وهي في سبيل تحقيق أجندتها تستعمل وتستغل بعض ضعاف النفوس، الذين أعطوا الولاء الأعمى لها مقابل الأموال التي يتم دفعها." ودعت فتح، في بيانها، حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، إلى "عدم التمادي في تحالفها مع طهران، التي تهدد الأمن القومي العربي بشكل مباشر، وإلى إعادة صياغة تحالفاتها بشكل يخدم المشروع الوطني الفلسطيني." والسبت الماضي، رفضت حركة “فتح” التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة تصريحات مرشد النظام الإيراني علي خامنئي التي هاجم فيها السلطة الفلسطينية بسبب استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. وقال بيان صادر عن اللجنة المركزية للحركة إن تصريحات خامنئي “مزايدات رخيصة على نضال الشعب الفلسطيني وقيادته وتعبر عن الرغبة الإيرانية في مصادرة القضية الفلسطينية لصالح أطماع إقليمية”. وطالب البيان مرشد "نظام الولي الفقيه" الإيراني بالكف عن التدخل بالشأن الفلسطيني والتوقف عن بث “الفتنة والفرقة” بين أبناء الشعب الفلسطيني وتعميق الانقسام في صفوفه. وكان خامنئي قد وصف في خطبة له بمناسبة عيد الفطر ، قبول السلطة الفلسطينية بإجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل برعاية أميركية مؤخرا بمثابة تغطية على “جرائم” إسرائيل.
وكانت السلطة الفلسطينية قد شنت هجوماً حاداً على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في الخامس من سبتمبر الحالي ، واتهمته ب"سرقة" السلطة، وذلك رداً على انتقادات وجهها نجاد إلى رئيس السلطة، محمود عباس، على خلفية مشاركته في مفاوضات مباشرة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وكان نجاد قد وجه انتقادات حادة إلى السلطة الفلسطينية، خلال خطاب وجهه إلى آلاف الإيرانيين الذين احتشدوا في جامعة طهران، بمناسبة "يوم القدس"، الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، قائلاً إن مفاوضات السلام في الشرق الأوسط "محكومة بالفشل." وبينما وصف نجاد رئيس السلطة الفلسطينية، دون أن يذكره بالاسم، بأنه "رهينة" في يد الإسرائيليين، قال الرئيس الإيراني إن "مصير فلسطين سيتقرر على الأرض في فلسطين، وليس في واشنطن أو في لندن أو في باريس".