أحال المستشار «عبدالمجيد محمود» النائب العام «محسن شعلان» رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة المتهم الرئيسي في واقعة سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود خليل بالجيزة وخمسة من أفراد الأمن ومديرة ووكيلة المتحف ومدير الإدارة الهندسية بالقطاع والمشرف علي اللوحة وموظفة بالمتحف لمحكمة جنح الدقي التي حددت جلسة 14 سبتمبر المقبل كأولي جلسات المحاكمة. كانت النيابة قد استمعت لأقوال 32 عاملاً ومسئولاً بالمتحف والقطاع، وأكدوا أن المتهمين أهملوا في أداء عملهم بالإضافة لأقوال «فاروق حسني» وزير الثقافة الذي أكد أن «شعلان» هو المسئول عن المتحف وتسبب في هذه الكارثة. من ناحية أخري، تواصل النيابة الإدارية بإشراف المستشار «تيمور مصطفي» تحقيقاتها حول الواقعة، حيث اتهمت «ألفت الجندي» رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية بقطاع الفنون التشكيلية «محسن شعلان» ورئيس الإدارة المركزية للمتاحف بالتسبب في سرقة اللوحة. وجدد قاضي المعارضات بمحكمة شمال الجيزة حبس باقي المتهمين من أفراد أمن متحف محمود خليل بالدقي 15 يوماً علي ذمة التحقيق بعد أن وجهت لهم النيابة تهم الإهمال والتقاعس في أداء عملهم، مما تسبب في سرقة اللوحة من داخل المتحف. بدأت نيابة شمال الجيزة الكلية برئاسة محمود الحفناوي في استكمال التحقيقات في القضية أمس، حيث استمعت النيابة إلي أقوال «محمد زكريا» فني الصيانة بالمتحف الذي أكد أن كاميرات المتحف لا تصلح للصيانة وكان لابد من استبدالها وأن عملية الاستبدال سوف تتكلف مبلغ 700 ألف جنيه. كما استمعت النيابة إلي أقوال «صبحي محمد» - مدير أمن المتحف - حيث أكد عدم وجود تعليمات تفيد بتفتيش زوار المتحف أثناء دخولهم وخروجهم من المتحف، وأضافت «مني محمد» - مدير شئون العاملين - أن وظيفتها تتضمن جمع بيانات العاملين بالمتحف فقط، وليس من اختصاصات عملها توزيع العاملين في المتحف علي أماكن العمل. أكد مصدر مطلع أن نيابة شمال الجيزة الكلية انتقلت لمعاينة حديق نشب في قطاع الفنون التشكيلية بالدقي الذي نشب في نفس توقيت سرقة اللوحة من داخل المتحف.. حيث كشفت المعاينة وتقرير الأدلة الجنائية أن سبب الحريق هو ماس كهربائي ولا توجد شبهه جنائية في اندلاعه.. وهو ما أكدته تحريات المباحث. وأضاف المصدر أن نشوب الحريق داخل قطاع الفنون التشكيلية في نفس توقيت سرقة اللوحة من داخل متحف «محمود خليل» أثار الشكوك حول وجود تنظيم مكون من عدة أشخاص مدربين جيداً لسرقة اللوحة، بحيث تتجه جميع أنظار العاملين وأفراد الأمن والمسئولين إلي حريق القطاع ويهملون حراسة المتحف ليتمكن السارق من الخروج بأمان من داخل المتحف وبحوزته اللوحة. من جهته نفي مصدر أمني بمديرية أمن الجيزة وجود عامل مشترك بين حريق قطاع الفنون التشكيلية وسرقة اللوحة، وإن هذا تأكد من تحريات المباحث وتقرير الأدلة الجنائية اللذين أثبتا عدم وجود شبهه جنائية في إشعال النيران داخل القطاع وأن سببها هو ماس كهربائي.. مؤكداً أن نشوب الحريق مجرد صدفة تحدث بنسبة واحد في المليون. وأضاف المصدر أن رجال مباحث الجيزة بإشراف اللواء كمال الدالي - مدير الإدارة العامة للمباحث - يعملون في القضية في جميع الاتجاهات ويحاولون الإمساك بطرف الخيط الذي يمكنهم من كشف ملابسات عملية سرقة اللوحة، مشيراً إلي أن التحريات لم تثبت حتي الآن إن كان مرتكب واقعة السرقة يعمل منفرداً أو معه أحد آخر وإن كان ينتمي إلي تنظيم أو مافيا من عدمه.. مؤكداً أن رجال مباحث الجيزة ومباحث أمن الدولة ومباحث السياحة والآثار ورجال الأمن العام بإشراف اللواء عدلي فايد - مساعد أول وزير الداخلية للأمن وقطاع الأمن العام - يعملون علي مدار الساعة لكشف غموض واقعة السرقة وضبط الجاني أو الجناة وإعادة اللوحة إلي المتحف قبل تهريبها إلي خارج البلاد، وذلك بتشديد الرقابة علي جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية بعموم الجمهورية باتباع عمليات تفتيش ذات تقنية عالية. وفي سياق متصل أخلت نيابة الدقي برئاسة علي داود سبيل المتهم «سامحين» من سراي النيابة لاتهامه بمحاولة النصب علي رئيس قطاع الأمن بوزارة الثقافة والاستيلاء علي مبالغ مالية منه بحجة الإدلاء بمعلومات عن سارق اللوحة.. وذلك بعد أن تبين من التحقيقات وتحريات المباحث أن المتهم غير متزن عقلياً وليس مسئولاً عن أفعاله.