جاء افتتاح بطولة الأمم الأفريقية السابعة والعشرين بين أنجولا ومالي دراماتيكيا بعد انتهاء المباراة بالتعادل بأربعة أهداف لكل منهما في سيناريو غريب كان بمثابة الصدمة للجماهير الأنجولية التي لم تتوقع أن تنتهي بهذا الشكل وكانت نقطة التحول في المباراة تتمثل في الربع ساعة الأخيرة التي شهدت إحراز الفريق المالي أربعة أهداف نجح فيها في إدراك التعادل وحرموا أصحاب الأرض من تحقيق فوز تاريخي ولكن سيدو كيتا- صانع ألعاب فريق برشلونة الإسباني والمنتخب المالي- كان له رأي آخر ليكون افتتاح أمم أفريقيا السابعة والعشرين مباراة إعجازية بكل المقاييس في نتيجة ستظل عالقة بالأذهان. وجاء سير المباراة متوقعاً، حيث بدأت بهجوم متواصل من جانب المنتخب الأنجولي حتي نجح في إنهاء الشوط الأول لصالحه بهدفين وأحرزهما أمادو فلافيو وجاء الهدف الأول نسخة كربونية من الأهداف التي أحرزها اللاعب مع الأهلي بكرة عرضية من زميله في المنتخب والأهلي جيلبرتو أما الهدف الثاني فجاء من كرة عرضية من الناحية اليمني من عرضية جوزيه ألبرتو. وظهرت بصمات البرتغالي مانويل جوزيه- المدير الفني- لأنجولا علي أداء الفريق خلال الشوط الأول من خلال الأداء الهجومي ولكن الأمر نفسه تغير في الشوط الثاني. ومع بداية الشوط الثاني كان بإمكان الفريق المالي إدراك التعادل في الخمس دقائق الأولي بعد أن أضاع مهاجموه أكثر من فرصة محققة ولكن استمر الهجوم الأنجولي حتي أحرز الفريق هدفين متتاليين من ضربتي جزاء صحيحتين احتسبهما الحكم المصري عصام عبدالفتاح الذي نجح في إدارة المباراة بكفاءة كبيرة وظهرت شجاعته من خلال احتسابه ضربتي الجزاء دون تردد واللافت للنظر هو تجاهل عبدالفتاح مصافحة الأنجولي جيلبرتو- لاعب الأهلي- قبل بداية المباراة لإبعاد الشبهات عنه مع وجود اللاعب ضمن لاعبي الدوري المصري. وكانت الدقيقة 79 من المباراة نقطة التحول في مجريات الأمور بعد أن أحرز سيدو كيتا الهدف الأول لمالي. وفي الوقت الذي توقع فيه الجميع انتهاء المباراة بفوز أنجولا الكبير قلص فريدريك كانوتيه النتجية لصالح مالي بإحرازه الهدف الثاني قبل نهاية المباراة بدقيقتين واستمر الإصرار المالي علي التعادل حتي نجح سيدو كيتا في إحراز الهدف الثالث في الوقت بدل الضائع ولم ييأس لاعبو مالي رغم ضيق الوقت ونجحوا في إحراز الهدف الرابع بعد دقيقة من الهدف الثالث عن طريق مصطفي ياباري لتنتهي المباراة بتعادل غريب ومثير بين أنجولا- صاحب الأرض والجمهور- ومالي الذي قدم لاعبوه درساً في الإصرار والتحدي واللعب حتي الثانية الأخيرة من المباراة وظهر واضحاً من خلال الشوط الثاني الأخطاء الواضحة من جانب الدفاع الأنجولي الذي فشل في التماسك حتي نهاية المباراة وتسببت أخطاؤهم في نتيجة المباراة وكان بإمكان البرتغالي مانويل جوزيه التعامل مع الشوط الثاني بشكل أفضل في حالة إجراء أي تغييرات للخروج بالنقاط الثلاث ولكن الصدمة جعلته لا يقدر علي تغيير أي شيء في اللحظات الأخيرة ليفشل جوزيه في تحقيق أول فوز له مع الغزلان السود في أولي مبارياته الرسمية.