استطاعت قنوات الحياة ذات الثلاثة أعوام أن تجد مخرجاً لحالة التنافس بينها وبين قنوات التليفزيون المصري الذي احتفل منذ أيام بيوبيله الذهبي.. الحياة اختارت أن ترفع شعار «الحصري بجد.. مش عند أي حد».. قد يري البعض أنها مجرد جملة إعلانية تحاول القناة أن تلفت بها نظر جمهورها، لكنها في الحقيقة تعبر بشكل واضح عن حالة المنافسة المشتعلة بينها وبين التليفزيون المصري، والتي يدخل في إطارها المنافسة بين الجهتين علي اختيار الشعارات الرمضانية.. حول المنافسة وأسبابها ومعايير اختيار الأعمال المعروضة علي شاشة الحياة، وفكرة العرض الحصري التي أصبح المشاهد لا يفهم تفاصيلها كان لنا هذا الحوار مع محمد عبدالمتعال - رئيس مجلس إدارة شبكة تليفزيون الحياة -، والذي فند لنا فيها كل هذه التفاصيل. كيف كان استعدادكم لبرامج رمضان وما الذي راعيتموه في وضع خرائط العرض في الحياة وإعدادها؟ -العدد ليس مهمًا، فالجمهور الذي عرفنا العام الماضي والعام الذي سبقه، يعلم أن إرضاء المشاهد هو طموحنا واهتمامنا الأول، ومبدأنا الأول هو تقديم نوعية مختلفة من الأعمال التي لن يراها المشاهد إلا علي قنواتنا، فلن أكون سعيدا إذا عرضت خمسين مسلسلاً تعرضها كل القنوات الأخري. ما رأيك في ظاهرة الإعلان عن العرض الحصري للأعمال والتي نكتشف في كل عام أنها تعرض علي كل القنوات؟ - كلمة «حصري» أصبحت مصطلحًا مبتذلاً، فالمفهوم المصري لكلمة الحصري مختلف تماما عن المعمول به عالميا، ففي كل القواعد الإعلامية يتم تحديد عرض الأعمال بالمناطق الجغرافية مثلما حدث في كأس العالم التي حصلت قنوات الجزيرة علي حقوق عرضه في منطقة الشرق الأوسط، لكننا في العالم العربي، ونتيجة لزيادة عدد القنوات الخاصة اخترعنا مفهوما جديدا للحصرية بناء علي اتفاق عرفي بين المنتجين وأصحاب القنوات، لتصبح هناك مسلسلات حصريه للقنوات الخليجية وأخري للقنوات المصرية، وأصبحت هناك مسلسلات حصرية للعرض الفضائي وأخري للعرض علي الأرضي، وثالثة علي المشفر، لكننا هذا العام نعرض ثماني مسلسلات لا توجد علي أي قناة مصرية أخري، وهي «شيخ العرب همام» و«العتبة الحمرا» والفوريجي» و«شاهد إثبات» و«قضية صفية» و«بيت الباشا» و«أغلي من حياتي» و«راجل وست ستات» الجزء السابع. لماذا لا يحدث تنسيق بينكم وبين التليفزيون المصري مثلما يحدث التنسيق بينكم وبين أبو ظبي؟ - في السوق المصرية نحن نتنافس مع كل القنوات، سواء كانت تليفزيونا رسميا أو فضائيات خاصة علي نفس الكعكة الإعلانية، والتليفزيون المصري تحديدا له شروطه التي يحاول فرضها علينا بحجة أنه كبير في السوق وصاحب تاريخ كبير. لماذا نستشعر وجود منافسة شديدة بين التليفزيون المصري وقنوات الحياة دون غيرها من القنوات؟ - لا أعرف السبب تحديدا، لكن تخميني أن التليفزيون المصري تربطه علاقات طيبة بالوكيل الإعلاني لقنوات دريم، مما يجعلهم يقومون بالتنسيق سويا مثلما حدث هذا العام، لكن هذا ليس موجودا مع الحياة، والسبب الثاني هو أن نسب مشاهدة قنوات الحياة أكثر من قنوات التليفزيون المصري حسب تقارير ثلاث جهات لقياس نسب المشاهدة، وهو ما يضعنا في موضع المنافسة. لكن نحن نريد أن نعرف تحديدا معيار اختياركم لمسلسلات هذا العام، خصوصا وهي تخلو من أسماء نجوم مثل يسرا وليلي علوي ونور الشريف؟ - نحن نحاول إرضاء كل الأذواق، فلا نشتري الأعمال بناء علي اسم النجم فقط، فنحن تعاقدنا منذ وقت طويل علي ست مسلسلات لأننا نعمل بالورقة والقلم لجذب المشاهد، فالإعلانات ليست عملي، والشركات التي تعاقدنا معها علي عرض أعمالها حصريا تعرضت لضغوط كبيرة جدا ليتم عرض أعمالها علي التليفزيون المصري مثلما حدث مع «شيخ العرب همام» و«أغلي من حياتي». هل سيكون يحيي الفخراني سعيدًا عندما لا يعرض مسلسله علي التليفزيون المصري لأول مرة؟ - النجوم أصبحوا يفهمون، جيدا فمحمد فؤاد علي سبيل المثال اشترط أثناء التعاقد أن يعرض المسلسل علي الحياة، ونفس الأمر حدث مع أحمد آدم في مسلسل الفوريجي وأكثر من نجم طلب منا أن نعرض أعماله.. يكفي أن أذكر أن مسلسل «ابن الأرندلي» عرض للمرة الأولي علي التليفزيون المصري في رمضان الماضي، لكنه لم يحقق نجاحًا كبيرًا، وعندما عرض علي «الحياة» تصدر قوائم المشاهدة. عندما تكون هناك منافسة مع كيان كبير عمره خمسون عاما مثل التليفزيون المصري أليس من الوارد أن تتعرضوا لبعض الضغوط؟ - لا أنكر أننا تعرضنا لضغوط في البداية، لكن العلاقة أصبحت جيدة حاليا، صحيح أن التنافس بيننا وبين التليفزيون المصري مستمر، وقد يتطور هذا التنافس ليصيح خلافا، لكن وزير الإعلام أنس الفقي كان حريصا في لقاءات متكررة بيننا أن يوضح لنا أنه خارج هذه المسائل، وأنه وزير اعلام مصر كلها، ولن يتدخل في هذه المنافسة. دائمًا يسيطر القلق علي كل مسئولي القنوات في رمضان، فما مصدر قلقك أنت شخصيا؟ - مصدر القلق لي حاليا هو أن أظل محافظا علي رقم واحد في نسب المشاهدة والذي نتربع عليه منذ شهر مايو 2009، وحتي الآن، فنسب مشاهدتنا في السوق هي 37 % من اجمالي القنوات المصرية، بما فيها التليفزيون المصري بكل قنواته بحسب أكثر من دراسة وبحث أجرتها معاهد وشركات متخصصة من بينها «إيبسوس» الفرنسي. التليفزيون المصري بدأ الاستعداد من الآن لمعركة رمضان العام المقبل وأعلن عن التعاقد علي عرض مسلسل عادل إمام حصريا، فما استعداداتكم للعام المقبل؟ -نحن بالفعل تعاقدنا علي عرض ست مسلسلات لرمضان 2011 من بينها "الشحرورة" الذي يقدم قصة حياة الفنانة صباح، والتي تشارك هي شخصيا في حلقاته الأخيرة، بينما تقوم بدورها وهي شابة اللبنانية كارول سماحة.