بعد سلسلة من البرامج الناجحة والمميزة قرر الإعلامي عمرو الليثي دخول السباق الرمضاني للمرة الأولي في تاريخه، بعد أن كان يرفض باستمرار تقديم برنامج في شهر رمضان، ليس لعدم قدرته علي المنافسة، ولكن لأسباب لها علاقة بعدم رغبته في تقديم تيمة مكررة و«منحوتة»، لكنه هذه المرة لم يقاوم الفكرة، وفضل أن يتواجد في رمضان بحلقات مختلفة تكشف عن أسرار وتصريحات يتحدث عنها الضيوف للمرة الأولي في برنامجه الذي يحمل عنوان «أنا»، وهو أول برنامج من نوعه يعطي للضيف فرصتين خلال الحلقة.. الفرصة الأولي لتقييم نفسه بنفسه والأخري للتغيير. ما الذي حمسك لعمل برنامج رمضاني رغم رفضك الفكرة من قبل؟ - لقد امتنعت فعلا عن تقديم أي برامج في شهر رمضان، والموضوع لم يكن علي أجندتي، لأن فورمات البرامج في رمضان واحدة لا تتغير.. الفورمة العادية هي المذيع الجريء والضيف الذي يجلس أمامه ليجيب عن أسئلته المستفزة، وأنا أرفض هذه الطريقة في إدارة الحوار، حتي فاجأني محمود بركة ومحمد هاني بفكرة البرنامج والتي أعجبتني بشدة، لأنها تقترب بشكل أو بآخر من تقسيم «ماسلو» لاحتياجات الإنسان.. الحاجة للأكل والحاجة للشرب والحاجة لتحقيق الذات، والبرنامج له شق نفسي ويعطي للضيف الفرصة لاختبار نفسه بنفسه وتقييمها، وفي النهاية أعرض عليه صفقة أن يتنازل عن شيء مقابل شيء.. فيه ناس ضحت بالفلوس عشان تنام بعمق مثلا، وبعضهم بيقبل الصفقة وبعضهم يرفضها.. هذه هي فكرة البرنامج باختصار، فهو لا يعتمد علي استفزاز الضيف، ولا علي السخونة المفتعلة في معظم البرامج الحوارية في رمضان. كيف تضمن المنافسة ببرنامج هادي وسط عشرات البرامج الساخنة التي اعتاد المشاهد مشاهدتها في رمضان؟ - أنا ضد هذه النوعية من البرامج بدليل أنني اعتذرت لكل من إيناس الدغيدي وطوني خليفة ونضال أحمدية عن الظهور كضيف في برامجهم التي تعرض في رمضان، لأني ضد المتاجرة بالضيوف، لكن في الوقت نفسه أنا مش بأقدم برنامج «بارد»، بالعكس فالعبرة ليست بطريقة إدارة الحوار، ولكن بالناتج النهائي والتصريحات التي تخرج من الضيف، فاعترافات ضيوف برنامج «أنا» لن يجدها المشاهد في أي برنامج من البرامج «الجريئة»، كما يفضل البعض أن يطلق عليها.. محمد صبحي مثلا قال: إنه يخشي المرض ولا يخشي الموت، ويسرا أعلنت للمرة الأولي عن أنها غير نادمة علي عدم الإنجاب، ونادية الجندي بكت عندما تحدثت عن زوجها الأول عماد حمدي، وهيفاء وهبي أكدت أنها تخشي علي جمالها لما تكبر لأنها لا تعتبر نفسها مطربة، لكنها مغنية تعتمد علي شكلها، أما الشيخ صالح كامل فحكي عن تجربته المريرة مع المرض، بينما اعترف أحمد عز بأنه فاشل في علاقاته العاطفية، وفي النهاية اكتشفت أن معظم ضيوف البرنامج بيناموا بمهدئات. في رأيك ما سبب انتشار مثل هذه النوعية من البرامج في الفترة الأخيرة؟ - دي مسئوليتنا إحنا كإعلاميين وليست مسئولية المشاهد، إحنا لازم نغير ثقافة الجمهور زي ما عودناهم علي البرامج الحنجورية والشجار علي الهواء مباشرة، لازم نعرفهم أن في برامج تانية مهمة وعميقة من غير خناقات ولا تجاوزات. هل تحدثت مع طبيب نفسي قبيل تسجيل حلقات البرنامج للتعرف من خلاله علي تفاصيل قد تفيدك في إدارة الحوار خصوصا أنه يحتوي علي شق نفسي؟ - أنا مش بطلب من الضيوف يمددوا علي الشزلونج واشغلهم مزيكا، زي ما الناس فاهمة.. الموضوع له جانب نفسي، لكنه ليس برنامجا نفسيا، وبعدين أنا مهتم بطبعي بعلم النفس، وخصوصا المعاصر ولدي العديد من المراجع المتخصصة.