منعوا نشر المقال الأسبوعي للأستاذ علاء الأسواني في صحيفة الشروق، والذي رفض التعليق علي الخبر بالنفي أو التأكيد لكن مقربين منه أكدوا أن ناشر الشروق الأستاذ إبراهيم المعلم أبلغ الأسواني أنه يتعرض لضغوط حكومية كبيرة بسبب ما يكتبه الأخير حول صحة الرئيس وعن جمال مبارك مما أغضب قيادات عليا بالبلد. هذا هو ملخص الخبر الذي وجدته في بريدي الإلكتروني من مجموعات بريدية متنوعة..قلبت الخبر يمينا ويسارا وانتهيت إلي عدم دقته لأسباب كثيرة منها أن الأستاذ الأسواني ليس من غلاة المعارضين لنظام حكم الرئيس مبارك بل يسبقه كثيرون وداخل صحيفة الشرق نفسها مثل الأستاذ فهمي هويدي الذي يكتب يوميا بالصفحة الأخيرة، ويحمل هجوما وانتقادا أكثر حدة مقارنة بمايكتبه الأسواني..كما أن نفس المساحة التي يشغلها الأسواني أسبوعيا يكتب فيها الأستاذ حمدي قنديل، وهو الذي لا يجد مساحة يتنفس فيها حرية، إلا ويغلقها بعد أن يمنح خصومه الفرصة للضغط علي صاحب الفضائية أو الجريدة فيعتذر للأستاذ قنديل. وعندما نشرت الشروق إعلاناتها عن بدء كتابة حمدي قنديل لمقال أسبوعي علي صفحاتها اتصلت بالأستاذ قنديل كي أنقل له رغبتي الشخصية في أن يحافظ ما أمكن علي تلك المساحة لأنه لم يعد باقيا له إلا الشروق..قلت له هذا مازحا، ومازلت أندهش من ذكر بعض الكتاب تعرضهم لضغوط شديدة من الحكم..وسبب دهشتي أنه لم يعد هناك خط أحمر لم يتجاوزه المصريون في أحاديثهم الجماعية، ومن يطالع منتديات المصريين علي الإنترنت ومدوناتهم سيتأكد مما سبق. لذا يصبح من العبث الظن أن النظام يتربص بهذا الكاتب أو تلك الصحيفة أو ذاك البرنامج، فالمؤكد أنه لاعودة عن الحرية، وجماعة الحكم تدرك ذلك وتعرف أن الخبر الصغير يتم نشره في الحال وتداوله في جميع أنحاء العالم..لذلك فإن الحكومة تحسبها ألف مرة قبل تضييق الخناق علي تلك الفضائية أو هذه الصحيفة. وقد اتصلت بإدارة تحرير الشروق التي نفت لي أن يكون الأسواني ممنوعا من الكتابة علي صفحات الشروق، وأكدت أنه في أجازة سنوية وقد نشرت الصحيفة مايفيد ذلك، وحتي الآن لا أعرف سبب انتشار خبر منع الأسواني من الكتابة..هل بسبب الصيف وفيه تكثر الشائعات؟. في سياق الضغوط الحكومية علي الإعلاميين قرأت حوار الزميل عمرو الليثي مع «المصري اليوم» حول برنامجه الاجتماعي الإنساني الناجح «واحد من الناس» وذكر الأستاذ الليثي أنه يعرف حجم الضغوط التي تمارس علي الدكتور أحمد بهجت لإلغاء البرنامج، لكن بهجت رجل حر لايخضع لابتزاز ولا أنكر-الكلام لليثي- أنني واجهت ضغوطا كثيرة لإلغاء البرنامج لكنني لسه صابر وبعافر (!!). ليسمح لي الزميل الليثي بالاختلاف معه فيما قاله، لأن الحكم لايضغط بل يطلب إيقاف البرنامج أو عدم إيقافه، كما أن هذا النظام سبق وطلب من أحمد بهجت إيقاف (برنامج هيكل) ففعل، وطلبوا منه إيقاف برنامج حمدي قنديل ففعل، حتي إنه مؤخرا وبعد اتفاقه مع حمدي قنديل علي تقديم برنامج حواري أسبوعي نفض يديه من الاتفاق مثلما ذكر قنديل في مقال له مؤخرًا. الحكم لايضغط بل يطلب إيقاف بث ما لا يريده، وأصحاب القنوات ينفذون ذلك دون نقاش، وجميع مقدمي البرامج لا يملكون حق الاعتراض، فلا صاحب القناة يملك حق مواجهة تلك الضغوط ولا مقدم البرنامج، ولو كانت الحكومة ترغب في إيقاف برنامج الزميل الليثي ليتم إيقافه فورا و دون نقاش. في انتظار عودة الأسواني إلي مقاله الأسبوعي واستمرار الليثي في برامجه علي التليفزيون المصري أو الفضائيات الخاصة.