.. بضاعتنا ردت إلينا!! ثلاث كلمات أوجزت ما حدث أمس الأول الجمعة قالها النائب عبدالفتاح الشافعي رئيس لجنة انتخابات رئاسة حزب الغد وهو يكشف عن إرادة الجمعية العمومية للحزب التي شرفتني بإعادة انتخابي رئيساً ل «الغد» بعد انقطاع استمر خمس سنوات كاملة. .. كنت أول رئيس لحزب «الغد» ولمدة أشهر وبعد اعتقالي وقبل صدور حكم ضدي استقلت من رئاسة «الغد» لتختار الجمعية العمومية رئيساً جديداً هو سعادة السفير ناجي الغطريفي، وبعد عام ترك السفير موقعه لتجري انتخابات تنافسية بين الزميلين وائل نوارة وإيهاب الخولي ليفوز الأخير بفارق محدود في الأصوات لتختاره الجمعية العومية «صاحبة الحق الوحيد في اختيار رئيس الحزب» رئيساً ثالثاً ل «الغد». .. وما أن ترك الخولي موقعه بعد حكم قضائي في 4/ 7/ 2010 حتي استردت الجمعية العمومية للحزب حقها وأعملت إرادتها الحرة كاملة في اختيار رئيس رابع ل «الغد» من بين متنافسين هما الزميل ياسر عبدالحميد عضو الهيئة العليا ل «الغد» وكاتب هذه السطور زعيم الحزب ومؤسسه. .. مارس أصحاب الحق حقهم، ولا شأن لغيرهم به وقالوا كلمتهم عالية واضحة في رسالة بالغة الحسم والتحدي لإرادة آثمة سعت مراراً لأن تصادر حزب «الغد» فإذ بها تصدر شهادة ميلاد جديدة لحزب جديد. .. ما حدث بإيجاز هو «ميلاد جديد» لحزب يتألف من المؤمنين والمناضلين الذين يعطون بلدهم فكرهم ودمهم وعرقهم وأرواحهم!! حزب من الهواة لا من المحترفين حزب من الوطنيين لا من السياسيين بالأجرة أو بالصفقة أو بالصدفة المحمولين علي أكتاف الحكومة وأمنها وإعلامها!! .. «الغد» الجديد سيكون قلعة للحرية، لا سجناً للاستبداد سيكون سيفاً لاسترداد حقوق الأمة، لا حذاء في قدم مغتصبي هذه الحقوق!! حارساً علي المبادئ الوطنية لا سجاناً لها!! .. حزباً جديداً يتكون من أقوياء في الحق يصمدون في الأحداث يقاومون العواصف والأنواء، يقدم نفسه بديلاً حقيقياً وحضارياً لنظام انتهت صلاحيته السياسية والشعبية. .. أول قرار أعلنته عقب انتخابي بنسبة 87% من الأصوات هو أن يكون ل «الغد» صوت يُعلي صوت مصر الحقيقية بأشواقها الجارفة للتغيير وأوجاعها المزمنة من تردي طال كل شيء، ويأس سيطر علي الناس في بديل مدني عاقل قادر علي أن يقود باتجاه مصر حديثة أكثر عدلاً وحرية وكرامة!! .. أهم قرار اتخذته عقب انتخابي هو فتح باب عضوية «الغد» ليكون حضناً واسعاً لكل المصريين ولكل الشرفاء وشباب هذا الوطن، شرط عضويتنا الوحيد هو الولاء لمصر والاستعداد للعطاء من أجل مصر «جديدة» نحلم بها وتحلم بنا.. ننتظرها ونراها قريبة وتنتظر منا أن نقف إلي جوارها. .. الحديث عن ميلاد حزب جديد لا يهدر ما بذله «الغد» وكل قياداته من جهد وعرق وتضحيات بالحرية والمال من أجل معادلة الاستمرار رغم قرار الاغتيال الذي صدر لهذا الحزب وما زال سارياً!! .. الحديث عن انشقاقات وصراعات لن يفت في عزمنا علي مواصلة النضال من أجل قضيتنا المحورية وهي حرية مصر واستردادها من تلك اليد الآثمة التي تتوحم علي لحم ودم كل بديل يسعي للتغيير. .. حزب المؤتمر الهندي ولد ثلاث مرات وله ثلاثة أجيال وأحزاب تحمل ذات الاسم، كذلك حزب «نواز شريف» في باكستان وقبلهما حزب «الوفد» الذي كان كتلة واحدة عندما تألف في 1919 ثم ظهر في الوفد جناح «عدلي يكن» الذي استقل لاحقاً وألف حزب «الأحرار» الدستوريين وبعد 10 سنوات ظهر جناح «السبعة ونصف»، الذي ألف حزب الوفديين المستقلين، ثم في 1937 ظهر جناح ماهر والنقراشي الذي ألف الهيئة السعدية ثم جناح مكرم الذي ألف الكتلة الوفدية!! كل هذا وعاش «الوفد» وسيظل «الغد» الرقم الصعب!! .. في المعركة من أجل الحرية يوماً نكسب ويوماً نخسر، يوماً نتقدم ويوماً نتأخر يوماً نحتل إحدي قلاع الحرية ويوماً آخر نجلو عن قلعة من قلاع الحرية ليحتلها رجال الأمن وأنصار الاستبداد. .. أيام يكفهر الجو ويبدو لبعض الناس أن الحكمة هي أن تستسلم في معركة خاسرة، بينما يبدو للبعض الآخر أنه أشرف لنا أن نموت واقفين ولا نعيش راكعين، وأن حريتنا وحقوقنا تؤخذ ولا تعطي تنتزع ولا تلتمس تفرض من طرف واحد طالماً تجاهلتها الأطراف الأخري، وتعامت عنها. .. هكذا كانت رحلتنا مع حزب «الغد» منذ أن كان حلماً وليداً في قلوبنا وأفكاراً وسطوراً في عقولنا. .. حلمنا برئة واسعة ونظيفة فسمموا لنا الهواء والأجواء، أصابتنا الأمراض لكننا لم نمت كلما كان النظام يتوهم أنه أجهز علينا، وقتلنا بإسفكسيا الخنق أو الغدر أو السجن أو الدس والتشويه يكتشف الناس أن النظام أعطانا قبلة جديد لحياة!! كل ضربة وجهت لنا دفعتنا للأمام. .. بأحلامنا قادمون.. يا شرفاء مصر يا شبابها يا رجالها ونساءها يا أوجاعها وآمالها قادمون بكم، ولو توقف الآخرون.. فمعاً ويداً بيد سنعيد بناء «الغد».. كونوا معناً فالحق معكم.