في الغالب هناك لعبة كبري تتم استعداداً لانتخابات مجلس الشعب المقبلة وهي ليست وليدة اللحظة بل يعد لها منذ فترة طويلة ولها حسابات دقيقة. هذا المجلس المقبل ليس كأي مجلس فائت. هذا المجلس سيلعب دورا كبيراً في انتخابات الرئاسة، كما أن المجلس الذي سيسلم الحكم للرئيس المقبل لو سارت الأمور بأمرها الطبيعي، لذلك لا مجال للصدف أو المفاجآت. تزوير المجلس شيء عادي سيتم مثله مثل إخوته السابقين من المجالس المزورة في كل مصر، لكن التزوير هذه المرة سيكون بحساب وليس كتزوير انتخابات الشوري السابقة بفضيحتها المدوية. انتخابات الشعب دوائرها أكثر بكثير وهناك صراعات في بعض المناطق أقوي من التزوير وأقوي من الحزب الوطني ولأننا نتفق أنه لا شيء صدفة في السياسة عموماً وفي مصر خصوصاً فكل ما يحدث مدبر أولها هو وصول الدكتور السيد البدوي لرئاسة الوفد في انتخابات نزيهة، الدكتور البدوي لم يأت من فراغ بل هو تابع لجهات ودوائر قوية في أعلي النظام ممهداً له الطريق لينتزع الحزب بسلاسة ويسر دون خناقات ومحاكم وضرب نار وشتائم في الفضائيات إذن البدوي جاء لدور محدد وهو بالأمانة يقوم به في سلاسة وثبات واستطاع في وقت قليل أن يجمع حوله ويستقطب للحزب رموزاً مهمة في الحياة السياسية، فهو الحزب القوي الكبير صاحب التاريخ، ذو الاتجاه الليبرالي المعروف ووصوله كحزب منافس للحزب الوطني أمر مقبول في حدود ما يتاح له وتحركات الرجل لها دلالات لا يمكن أن تمر علي قارئي السياسة هو يرسل رسائل في أوقاتها وكل رسائله تصل دون لغط واضحة. الرجل لا يكل عن مقابلة كل التيارات السياسية بما فيها الإخوان وكانت زيارته الأخيرة للإخوان لها ألف دلالة فهو ذاهب إليهم بتوصيات محددة من الحكومة هكذا رأي هذه الفترة بالتحديد لن يكون هناك تفاوض بين الحكومة وبين الإخوان، والطريقة الكلاسيكية لإملاء توصيات النظام علي الإخوان عن طريق القبض علي مجموعة معينة من القيادات الإخوانية أصبح قديماً ولكنه محتمل في أي وقت، النظام عندما يريد أن يملي توصياته عليهم يكون اللقاء في مباحث أمن الدولة وعندما يكون هناك تفاوض يكون في سيتي ستارز «الفندق الشهير»، وهناك فرق هذه المرة، ذهب إليهم السيد البدوي بأغراض عدة، منها توصيات النظام وأوامره، ومنها البحث عن مقاعد أكثر للأحزاب داخل البرلمان، وفي المقابل الإخوان وصلتهم الرسالة منذ انتخابات الشوري، لم يمر واحد منهم الإخوان قدموا السبب بابتعادهم عن الدكتور البرادعي قبل الشوري، وخذلتهم الحكومة فانضموا إلي البرادعي فور إعلان نتيجة الشوري وخروجهم بصفر شهير، وكان البرادعي هو ورقة التفاوض الباقية، الإخوان يعرفون أن ما حدث في الانتخابات الماضية لن يتكرر وهذا الكم من النواب الإخوان - 88 عضواً - لن يتكرر مرة أخري، كانت لعبة للأمريكان وانتهت، لذلك الإخوان يبحثون علي الممكن في مقاعد مجلس الشعب، وحزب الوفد إحدي الطرق المؤدية للمجلس، برغم معرفتهم أن ما حدث مع فؤاد سراج الدين في أواخر الثمانينيات لن يتكرر، الظرف التاريخي والسياسي اختلف، وكل أملهم في عشرين مقعدًا أو حتي 15 مقعداً علي الأقل، إذاً المصلحة واحدة، الإخوان والوفد وورقة البرادعي كارت يلعب به الإخوان، وعندما يتخلي الإخوان عن البرادعي تعرف أن الصفقة تمت، هذا رأي، وهناك رأي آخر غير بعيد، وهو أن النظام يريد أن يورط حزب الوفد مع الإخوان، النظام يتحدث عن الدولة المدنية العلمانية الليبرالية الذي هو شعار الوفد، وبدخول التيار الديني في الحزب حتي لو كان مقعداً واحداً يضرب الحزب في مقتل، ويظهر للناس وللغرب أن حزب الوفد يضم إسلاميين، بعبع الغرب الجديد. النظام يمكن أن يخسر مقعدًا في المجلس الغرب ليكسب الحرب أمام الحزب، ففي السياسة يمكنك أن تضغط لتخسر. لتفوز الفوز الكبير في النهاية، ولا أستبعد أن يلعب النظام هذه اللعبة ليضرب الوفد والإخوان بحجر واحد، فليس خفياً علي أحد أن مجلس الشعب المقبل معروف رجاله بالاسم، حزب وطني ومعارضة ومستقلون، بل إن الحزب الوطني سيحرق بعض مرشحيه لتكتسب المعارضة مقاعد. الحزب الوطني سيرشح في كل دوائر الدولة مرشحين له فئات وعمال ومرأة، لكنه سيرشح في دوائر بعينها متفق عليها مرشحًا وطنيًا فاسدًا أو غير محبوب أو بعيد عن الدائرة وليس من أبنائها ليرسب ويكون الطريق مفروشاً للمعارضة في تلك الدوائر، ويمكن أن أذكر لك أسماء تلك الدوائر لكن مساحة المقال لا تسمح ولن أنسي كلمات البدري فرغلي عندما قابلته في بور سعيد في الانتخابات الماضية وكان يبكي غير مصدق رسوب، فهو الأشهر في نواب البرلمان، قال الرجل وهو يبكي: الحكومة اختارت معارضيها هذه المرة ويقصد الإخوان وهو ما حدث هذه المرة، النظام اختار معارضيه من حزب الوفد والتجمع وبعض المستقلين لذلك التزوير سيكون أقل وغير فاضح وسيظهر للغرب أنها انتخابات نزيهة وهادئة كما قال الرئيس مبارك هذا ما سيكتبه مخبرو النظام من رؤساء التحرير وكتابهم، إذن الخطة واضحة لا مكان لإرادة الشعب فيها ولا مكان للديمقراطية المزعومة التي صدعونا بها. ولي كلمة أخيرة في أذن جمال مبارك وأحمد عز حركات اللاب توب و«البيبر» ما تكوش عند الناس شفتم أوباما باللاب توب ده بيعمل الساندوتش بإيده لبوتين شفتم بوتين وهو يقود الدراجة البخارية هذا هو الفرق الذي لا تعرفونه مصر أكبر من اللاب توب بكثير!!!