الصحيفة تستبعد تورط المخابرات الغربية والإسرائيلية لعلمها أن طهران لن تتغير بمقتله نجاد رأت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد تعرض بالفعل لمحاولة اغتيال خلال زيارته لمدينة همدان الإيرانية، نافية بذلك ما أورده مسئولون نجاد من أنه لم يتعرض لمحاولة اغتيال، وأن الانفجار الذي وقع لم يكن إلا «ألعابًا نارية غير مؤذية» وليست قنبلة يدوية أو عبوة ناسفة، وحاولت الصحيفة الإجابة عن السؤال الأهم وهو: هل تورطت إسرائيل أو أي جهاز غربي في تلك المحاولة، مجيبة بالنفي. وكان مسئول بمكتب الرئيس الإيراني قد نفي تعرض موكبه لهجوم، مؤكدًا في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرينا» أن صوت الانفجار الذي تم سماعه كان ناجماً عن «ألعاب نارية»، وذكرت قناة العالم الإيرانية الناطقة باللغة العربية أن الألعاب النارية أطلقت للاحتفال بزيارة الرئيس إلي مدينة همدان الإيرانية، موضحة أن مطلقي تلك الألعاب النارية أرادوا فقط «إبهاج الرئيس». كما أعلن فيليب كرولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة ستجري تحقيقًا لمعرفة ما حدث للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مدينة همدان، مشيرًا إلي «أننا نستخدم ما يتاح لنا الوصول إليه من مصادر بما فيها قنوات الأجهزة الخاصة، لنعرف ما حدث». وقالت «هاآرتس» في تقرير لمحللها الاستخباري يوسي ميلمان إنه إذا كانت عملية الاغتيال قد نجحت وقتل الرئيس الإيراني فإن شيئًا لم يكن ليتغير في طهران بعد مصرع نجاد، نظرًا لأن الدولة الإيرانية دولة دستورية وتسير وفقًا لنظام تبادل السلطة بشكل منظمي ومرتب لا فوضوي، كما أن نظام الحكم هناك في يد آية الله علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الإيرانية لذلك فإن اغتيال نجاد لن يؤدي إلي تغييرات تجاه برنامج بلاده النووي وخطره علي تل أبيب أو أي تغيير في سياستها الخارجية، فإيران ستظل جمهورية إسلامية ولن تتغير بوفاة نجاد ،واستبعد المحلل الإسرائيلي وقوف أجهزة المخابرات الغربية وراء محاولة اغتيال نجاد، واصفًا ذلك الاحتمال بالضعيف . وأضاف ميلمان في تقريره أن تل أبيب تورطت عبر تاريخها في عمليات لتصفية رؤساء وقادة لكن هذه العمليات تمت بشكل مدروس وموزون، مؤكدا أن إسرائيل كانت ترغب في تصفية جمال عبد الناصر الرئيس المصري الأسبق- لكن هذه الرغبة لم تخرج لحيز التخطيط والتنفيذ الجدي، كما أنه كانت هناك خطة لاغتيال الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 1992 لكن الخطة لم تنفذ نظرًا لرفض إسحاق رابين- رئيس الحكومة وقتها- التصديق عليها، وقال المحلل الإسرائيلي في نهاية تقريره إن رغبة تل أبيب في تصفية صدام حسين تختلف في حالتها عن تصفية نظيره الإيراني. خاصة أن صدام كان الحاكم الوحيد والمنفرد للعراق بينما نجاد هو مجرد «مسمار» في ماكينة نظام الحكم الإيراني . في سياق متصل قال رجب سفروف الخبير الروسي في الشئون الإيرانية إن نجاد يعد من أهم أهداف القتلة المأجورين، موضحًا في تصريحات لصحيفة «جازيت» الروسية أمس أن التطورات الأخيرة أثبتت أنه لا يمكن لأي عقوبات وتهديدات أن توقف الجمهورية الإسلامية بقيادة أحمدي نجاد عن تحقيق أهدافها وتنفيذ مشروعها النووي، موضحا إمكانية أن يتعرض نجاد لمحاولات اغتيال جديدة علي أرض الواقع.