في الوقت الذي تنتظر فيه لبنان النتائج الفعلية لزيارة الملك السعودي والرئيس السوري إلى بيروت السبت الماضي، قالت مصادر سياسية لبنانية إن الملك عبد الله أظهر خلال قمة بيروت نية جادة في الحفاظ على الاستقرار اللبناني، لكنه كان حريصا في الوقت نفسه على الإشارة الى ان السعودية لا تستطيع التدخل في عمل المحكمة وتعديل مساره، وبالتالي فإن الايجابيات التي حققتها القمة ما زالت تفتقر الى خطوات عملية محددة. وفي الوقت نفسه، بدا موقف حزب الله ثابتاً في مواجهة اتهامات المحكمة الدولية بتورط المقاومة في اغتيال رئيس الوزراء الحريري، وقالت صحيفة السفير اللبنانية أمس إن كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله المقررة اليوم ستكون مؤشرا على حصيلة القمة الثلاثية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن نصر الله لم يُدخل أي تعديل على مضمون كلمته. كما جدد "حزب الله" موقفه الثابت على مواجهة أي مشروع للفتنة الداخلية، أو أي مشروع عسكري عدواني، مرحباً بالمساعي العربية لإحتواء الأزمة، دون الإعتماد عليها بشكل كامل. وقال مسؤول الحزب في الجنوب الشيخ نبيل قاووق أمس في احتفال بالذكرى السنوية لمجزرة قانا التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي 2006 إن المقاومة لا تخشى التهديدات الدولية والمناورات السياسية والاتهامات الزائفة، ولكنها تقرع جرس الإنذار لتفادي الأسوأ، ولتحمي لبنان والمنطقة، وتقفل الأبواب أمام أي تسلل اسرائيلي او أمريكي للعبث في الداخل وإثارة الفتن. من جهته رحب عضو كتلة الوفاء المقاومة النائب نواف الموسوي في احتفال في بلدة بليدا بزيارة "أي شقيق عربي للبنان"، في إشارة إلى زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس الأسد، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. لكنه شدد على ان "العبر تكون في النتائج التي ستخلص إليها المبادرات". وأشار إلى "أن القرار الظني المرتقب عن المحكمة الدولية هو أحد تجليات محاولة القضاء على المقاومة". كما قال إن القرار الظني المرتقب هو "أحد تجليات محاولة القضاء على المقاومة" وقال إن لحزب الله الحق في "الدفاع عن نفسه بكل ما يراه مناسبا في مواجهة أي حملة تستهدفه في سمعته وسمعة مجاهديه". كما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن محمد ياغى، مسئول منطقة البقاع فى حزب الله، قوله، "إن حزب الله يرحب بالمواقف العربية، ولكنه يشدد على أنه "ليس ضعيفاً ولا يتوسل أحداً.. ومن يرد أن ينال من مقاومتنا وقيادتها يتحمل المسئولية كاملة، مهما علا كعبه وفى أى موقع كان". وتتنامى المخاوف من وسيلة الرد التى يمكن أن يتبعها حزب الله فى حالة توجيه الاتهامات إليه ويخشى البعض أن يكرر ما فعله فى مايو 2008، عندما سيطر بقوة السلاح على شوارع بيروت. يذكر أن التليفزيون الإسرائيلى أشار لعزم المحكمة الدولية توجيه الاتهام بقضية الحريرى إلى القيادى فى حزب الله مصطفى بدر الدين، صهر قائد الجناح العسكرى بالحزب، عماد مغنية، الذى اغتيل بدمشق عام 2008.دون أن تحدد مصدر هذا الخبر الذى أثار حفيظة حزب الله وأعاد القلق من جديد إلى الشارع اللبنانى فى انتظار قرار المحكمة المرفوض مسبقا من حزب الله.