كثّفت موسكو جهودها لمواجهة هجوم الحرائق علي المدن والقري الروسية وأعلنت حالة الطوارئ في 14 إقليماً وسط تصاعد الانتقادات بسبب حال العجز عن مواجهة الموقف وتدني الاستعدادات اللازمة لمكافحة كوارث من هذا النوع. وقدر وزير المال ألكسي كودرين قيمة الخسائر حتي الآن ب128 مليون يورو. وارتفع العدد الرسمي المعلن لضحايا الحرائق التي امتدت من الغابات وأتت علي قري بكاملها في محيط موسكو ومدن روسية أخري. وقال مسئولون أمنيون إن 28 شخصاً علي الأقل قتلوا بسبب الحرائق خلال الأسبوع الاخير، بينما تحدثت مصادر طبية عن مئات المصابين بحروق واختناقات عشرات منهم في حالة خطرة. وأعلن رئيس هيئة الدفاع المدني في وزارة الطوارئ سيرجي شابوشنيكوف، الدفع ب240 ألف شخص وأكثر من 25 ألف آلية، منها 225 طائرة ومروحية، في جهود مكافحة الحرائق ومحاصرة نتائجها. وكتبت وسائل إعلام روسية أمس أن «روسيا تحترق»، في انتقاد مباشر للتجهيزات والبني التحتية التي عجزت عن مواجهة الحرائق الممتدة في مناطق الغابات. وطاولت ألسنة النيران محيط موسكو وعشرات آلاف الهكتارات في مناطق نيجني نوفجورود وفورونيج وغيرها. وحسبما أعلنته وزارة الطوارئ، فإن القسم الأوروبي من روسيا بدا الأكثر تضرراً، وأفادت تقديرات بأن النيران قضت كلياً علي 10 آلاف هكتار في محيط موسكو وحدها ودمرت قري بأكملها، فيما عمدت السلطات إلي إجلاء آلاف عن منازلهم بعد اتساع نطاق النيران في اليومين الماضيين. وبحسب شابوشنيكوف، فإن أكثر من 700 حريق ضخم اندلع في مناطق مختلفة من البلاد، ولم تتمكن السلطات من السيطرة علي جزء كبير منها علي رغم تعزيز الجهود في الأيام الأخيرة. وفي موسكو ومحيطها، نصح أطباء بوضع كمامات بعدما زادت صعوبة التنفس. كما لفت خبراء إلي تشكل سحابة في مناطق عدة في جنوب العاصمة وجوارها بسبب الحرائق. وفي نيجني نوفغورود، علي بعد 440 كم شرق العاصمة، لم تتمكن الطائرات من الهبوط في مطار المنطقة لكثافة الدخان والرماد العالق في الهواء. وكان رئيس الوزراء فلاديمير بوتين زار مناطق منكوبة وتعهد بتقديم مساعدات إلي الضحايا، وهدد بطرد المسئولين من وظائفهم إذا لم تتم السيطرة علي الموقف في أسرع وقت.