قمة المتناقضات.. هو العنوان الأمثل للمواجهة المصرية بين الأهلي والإسماعيلي التي يستضيفها استاد القاهرة في الثامنة والنصف مساء اليوم «الأحد» في الجولة الثانية للمجموعة الثانية في دور الثمانية لدوري أبطال أفريقيا فالمواجهة بين ناديين يعيشان ظروفاً قمة في التناقض إدارياً وفنياً ومعنوياً إدارة الأهلي قامت بتدعيم الفريق بستة لاعبين احتار البدري في قيد خمسة منهم في القائمة الإفريقية بينما ظلت إدارة الإسماعيلي نائمة في العسل واكتفت بالتعاقد مع شادي محمد مدافع الاتحاد السكندري وعندما اكتشفت فجأة أن الفريق لا يضم مهاجمين سوي أحمد علي ومحمد محسن أبوجريشة قامت بضم مصطفي جعفر والمغربي عبد السلام بن جلون والنيجيري جودوين قبل غلق باب القيد بساعات قليلة ومعهم الأنجولي جارسيا «تحت السن»، إدارة الأهلي تصرف مستحقات اللاعبين بانتظام وإدارة الإسماعيلي تطلب من اللاعبين الكبار إقناع زملائهم بتأجيل الحصول علي نسبة 25% من عقودهم لمدة شهر وعندما يحين موعد الدفع يحصل اللاعبون علي نسبة 5،12% فقط. علي المستوي الفني يحظي الأهلي بالاستقرار بوجود الجهاز الفني بقيادة حسام البدري الذي قاد الفريق الموسم الماضي بينما تعاقدت إدارة الإسماعيلي مع الهولندي مارك فوتا لقيادة الفريق هذا الموسم.. الأهلي استعد بمعسكر أوروبي والإسماعيلي بمعسكر داخلي لم يشارك فيه المعتصم سالم وبن جلون وجوروين وجارسيا والغريب أن فوتا يراهن عليهم في مباراة اليوم رغم عدم اكتمال لياقتهم البدنية وعدم انسجام الجدد مع الفريق لظروف انضمامهم في فترة متأخرة. معنوياً الأهلي فاز بكأس السوبر يوم الأحد الماضي علي حساب حرس الحدود وبالتالي معنويات لاعبيه في السماء بينما يكافح لاعبو الإسماعيلي لمحاربة الإحباط بعد الهزيمة أمام شبيبة القبائل الجزائري بالإسماعيلية في الجولة الأولي. كل ذلك يعني أن فوز الأهلي هو النتيجة المنطقية لمباراة اليوم لكن الدراويش يراهنون علي التاريخ الذي يؤكد أن الإسماعيلي دائماً ما يجيد أمام الأهلي في القاهرة ويراهنون أيضاً علي حماس اللاعبين ورغبتهم في إثبات الوجود والتأكيد أنهم لن يكونوا لقمة سائغة للأهلي. حسام البدري - المدير الفني للأهلي - لم يجد صعوبة في اختيار التشكيل رغم غياب بركات لوفرة الأوراق الرابحة لذلك سيقوم بإجراء بعض التغييرات ومنها الدفع بأحمد فتحي في مركز الظهير الأيمن لإبعاده عن زحمة الوسط والدفع بشريف عبدالفضيل كقلب دفاع بجوار وائل جمعة أو جلوسه علي مقاعد البدلاء واستمرار اشتراك أحمد السيد الذي أجاد تماماً في مباراتي هارتلاند النيجيري وحرس الحدود والدفع بجدو أو أحمد شكري مكان محمد بركات لكن البدري يعاني من نقص عدد المهاجمين لإصابة محمد فضل وعدم اكتمال لياقة أسامة حسني وصعوبة الدفع باللبناني محمد غدار الذي يحتاج لوقت للانسجام مع الفريق ولا يجد أمامه سوي فرانسيس الذي فشل في التعبير عن نفسه وإقناع الجميع بأحقيته في ارتداء الفانلة الحمراء ومعه الصاعد محمد طلعت الذي يفتقد خبرة المباريات الإفريقية لكن البدري يعتمد في المقام الأول علي خبرة وفاعلية الثلاثي أحمد حسن ومحمد أبوتريكة وجدو أو شكري، وفي المقابل لا توجد بدائل مناسبة أما مارك فوتا الذي يرتكب خطأ فادحاً إذا دفع بالمعتصم سالم أساسياً خاصة أنه غير مكتمل اللياقة وما زال يعاني نفسياً من آثار فشل صفقة انتقاله للأهلي إضافة إلي أن الثلاثي أحمد خيري وشادي محمد وإبراهيم يحيي علي درجة عالية من الكفاءة ومعهم أحمد صديق في الجانب الأيمن وعبدالله الشحات في الجانب الأيسر وثلاثي الوسط عمرو السولية ومحمد حمص وأحمد سمير فرج وقد يلعب فوتا بأحمد علي مهاجماً وحيداً خلفه مهاب سعيد وقد يحتفظ بمهاب كورقة رابحة علي مقاعد البدلاء ويدفع بعبدالسلام بن جلون أو جودوين بجانب أحمد علي. يخطئ من يعتقد أن مباراة اليوم هي الفرصة الأخيرة للفريقين وأن الخاسر سيودع أحلام المنافسة علي الصعود لنصف النهائي، صحيح أن الأهلي رصيده نقطه واحدة والإسماعيلي دون رصيد من النقاط لكن الخاسر لن يخرج من دائرة المنافسة لوجود أربع مباريات متبقية لكل فريق حصيلتها 12 نقطة لكن يمكن القول إن مهمة الخاسر اليوم ستزداد صعوبة وسيكون عليه إعادة حساباته من جديد وتجنب الهزيمة في المباريات الأربع المتبقية، أما التعادل فيزيد صعوبة المهمة للفريقين لكنهما سيحتفظان بآمالهما في بلوغ الدور نصف النهائي.