في ثاني جلسات نظر قضية غرق مركب المعادي قضت محكمة جنح المعادي برئاسة المستشار وليد منتصر وبحضور أحمد حزين وكيل النيابة بمعاقبة علي عويس علي «18 سنة» قائد المركب حضورياً بالسجن عشر سنوات مع الشغل والنفاذ ومعاقبة شقيقه محمد «26 سنة» غيابياً بالحبس ستة أشهر مع الشغل وكفالة ألف جنيه وإيقاف المركب المنكوب، وذلك عن تهم التسبب في مقتل 10 فتيات وإصابة 9 آخريات وتشغيل مركب دون ترخيص. شهدت الجلسة حضوراً إعلامياً مكثفاً، وجاء الحكم صادماً للكثيرين خاصة هيئة الدفاع عن المتهمين، حيث قال «عدوي عبدالنبي» المحامي علي الرغم من الغضب الشديد الواضح علي ملامح وجهه فإن ذلك حكم قضائي ولا تعليق علي أحكام القضاء، ولكن هناك قصور بين في التحقيقات وإخلال بحق الدفاع في الطلبات التي قدمها للمحكمة بإدخال متهمين جدد في القضية، خاصة مشرفات الرحلة، كما أن المحكمة لم تستجب للطعن في تقرير هيئة الملاحة عن المركب المنكوب وسنتقدم بالاستئناف اليوم، وأضاف: أن المحكمة لم تراع صغر سن المتهم وأصدرت حكماً قاسياً لم نشهده من قبل. وتساءل: هل «سالم إكسبريس» الذي غرق فيها حوالي 1500 شخص وصدر حكم بحق صاحبها 3 سنوات وهي أقصي عقوبة للجنح أفضل من «علي عويس» المراكبي البسيط؟! وأيضاً هناك «عبارة السلام 98» وصاحبها ممدوح إسماعيل الذي صدر حكم بحقه 7 سنوات هل هؤلاء لم يرتكبوا جرماً مماثلاً لما ارتكبه المتهم في هذه القضية مع الإشارة للفارق الكبير في عدد الضحايا؟! التقت «الدستور» أهالي الضحايا الذين انتابتهم حالة من البكاء الشديد بعد سماع الحكم وأجمعوا علي أن الحكم غير كافٍ. وكان أبرزهم والد الضحية «روزفين رفعت» التي لم يتم العثور علي جثتها بعد، حيث قال: سبب حضوري الوحيد اليوم هو مشاهدة من تسبب في مقتل ابنتي الصغيرة وحرماني منها، وأضاف: أن حكم المحكمة عادل، لكنه لن يعوضني عن فقدان ضغيرتي 10 سنوات سجناً للمتهم. وقالت الطفلة «هبة سيد علي» 13 سنة ابنة عم المتهمين، التي كانت شاهدة علي الحادث: إن المشرفة الكبيرة حضرت، وأشارت إلي مركب كبير في المرسي وطلبت تأجيره لكن أصحاب المركب لم يكونوا موجودين فأشارت إلي مركب «علي»، وقالت عاوزين نطلع نزهة في النيل فحذرها «علي» أن المركب صغير وسوف يقلهن علي مرتين فوافقت في البداية، لكنها عادت وطلبت أخذهن دفعة واحدة للرجوع مبكر طبقاً للميعاد التي حددته الكنيسة واستقلن المركب وبعد شوية البنات قعدت ترقص وتهزر، وبدأ المركب تغرق فقال لهم «علي»: أرجعن للخلف عشان أرجع للمرسي، ولكن البنات عدت شددن بعضهن وغرقن في النيل وأنقذ ابن عمي 3 بنات وأنا أحضرت المركب بتاعنا ومعايا أختي «ياسمين» واثنان كمان وطلعنا باقي البنات. وأضاف عم المتهم «سيد علي» أن الحكم ظالم.. أين المشرفات؟! «علي» مجرد طالب وكان ذاهباً بالصدفة للاطمئنان علي المركب إلا أنه تقابل مع المشرفة وطلبت منه الذهاب في نزهة إلا أنه رفض وقال: إحنا عندنا حالة وفاة فأصرت وقالت: سأعطيك «15 جنيهاً»، وعندما وافق أصرت أيضاً علي الذهاب في دفعة واحدة وعند اعتراضه قالت له: «علي مسئوليتي». وأثناء الحديث مع عم المتهم اشتبك أحد المواطنين بالمحكمة مع أهالي المتهم، وقال إنه يستحق الحكم وهذا نتيجة الجشع والطمع. جاء في حيثيات الحكم أن المحكمة عاقبت المتهم الأول بأقصي العقوبات نظراً لظروف وملابسات الجريمة وتقديراً لحياة الطالبات المجني عليهن ومصاب أسرهن وجسامة أخطاء المتهم، مشيرة إلي أنها لم تجد ما يحول دون إنزال أقصي العقوبات به ليكون عبرة لغيره وتحقيقاً لأسمي آيات عقوبة الردع في شقيها الخاص والعام ولتكون تلك العقوبة لمن تسول له نفسه الاستهانة بأرواح البشر تحقيقاً لكسب سريع. كما تناشد المحكمة كل مسئول وولي علي حياة الناس وخاصة مشرفي الرحلة المنكوبة والمسئولين عن سلامة الملاحة البحرية وشرطة المسطحات المائية بأن يراعوا الله في هذا الوطن ويؤدوا الأمانات إلي أهلها. أما المتهم الثاني فإنه يمتلك المركب دون تجديد التراخيص الخاصة به ولم يوفر أدوات الإنقاذ والسلامة للركاب، كما أنه وضع محركا دون الحصول علي ترخيص من الهيئة العامة للنقل النهري، ولذلك فإن ما أطمأنت إليه المحكمة من تقرير هيئة الملاحة الداخلية وتقرير اللجنة المنتدبة ومطالعتها لترخيص المركب المنكوب الأمر الذي تقضي معه المحكمة بمعاقبة المتهم الأول بالحبس لمدة عشر سنوات والثاني بالحبس ستة أشهر مع الشغل وكفالة ألف جنيه. جدير بالذكر أن المركب كان يحمل مجموعة من الطالبات خرجن للتنزه في رحلة نيلية، والذي حمل 16 فتاة و3 مشرفات غير أنه سرعان ما تسربت المياه إلي المركب، مما أدي إلي غرقه ونجح المارة الذين تنامي إلي سمعهم صرخات الاستغاثة في إنقاذ 9 فتيات فيما ابتلعت المياه 10 آخريات.