تحتل قرية كفر حجازي التابعة لمركز المحلة الكبري المراكز الأولي بين قري محافظة الغربية في المعاناة من الأزمات المعتادة الخاصة بجميع أشكال المرافق إلا أن الأزمة الأولي التي تواجه الأهالي هناك والتي دفعتهم طوال الوقت إلي إرسال عشرات الشكاوي إلي المسئولين، هي انقطاع الكهرباء بشكل دوري عن منازل القرية وهو ما يؤدي إلي استمرار حالة الاستياء لدي أهالي القرية خاصة في فترات الامتحانات ومع درجات الحرارة المرتفعة هذا الصيف. وتعتبر قرية كفر حجازي من القري المشيدة حديثاً، حيث يرجع تاريخ نشأتها إلي عام 1700 ميلادية حيث تشكلت القرية من طرح النيل، حتي انتقل إليها المواطنون وتم تأهيلها للسكن بعد بناء السد العالي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فالقرية تقع علي أحد ضفاف النيل ويسمي بحر شبين لذلك كانت قبل بناء السد العالي عرضة لخطر الفيضان، ويعتبر الأهالي الموقع الجغرافي للقرية أهم مميزاتها فالطقس ربيعي طوال العام خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف إلا أن تلك الميزة تحولت إلي أزمة خطيرة يعاني منها الأهالي، بعد أن استباح العديد من المواطنين خاصة الأثرياء منهم الكورنيش المطل علي النيل والتعدي علي تلك الأراضي دون أي سند قانوني وبناء المحال التجارية عليها بالإضافة إلي المنازل والفيلات في غياب تام من الأجهزة التنفيذية . وتعد قرية كفر حجازي امتدادا عمرانيا لمدينة المحلة الكبري حيث لا يفصلها عنها سوي 10 دقائق، ولذلك فهي شهدت ظاهرة جديدة الفترة الماضية تمثلت في انتقال أهالي المدينة إليها للبحث عن سكن بعد أن ضاقت المحلة واختنقت بسكانها، وهو عكس ما كان يحدث في السبعينيات من انتقال أهالي الريف إلي المدن، وهو ما أدي في النهاية إلي ارتفاع إيجار العقارات بالقرية خاصة أن سكان القرية القدامي الذين انتقلوا إلي المدينة كانوا قد تركوا خلفهم مساحات من الأراضي الخالية التي كانت تباع بأسعار زهيدة، ليعودوا لها مرة أخري لبناء المساكن بعد ارتفاع قيمة الأراضي. كما أن قرية كفر حجازي تتميز بأنها معقل أساسي لجماعة الإخوان المسلمين، ويتم الاعتماد عليها في انتخابات مجلس الشعب حيث إنها ترفض دائما إعطاء صوتها لمرشح الحزب الوطني، ويبلغ عدد سكان القرية ما يقرب من 60 ألف نسمة، وهي قرية متمدنة تنتشر بها المحال التجارية المتنوعة، وتحولت إلي ملجأ لترويج تجارة المخدرات . ولا يكاد يمر عام علي القرية إلا وتشهد حادثاً جديدا يقصد أخبار وسائل الإعلام، كان آخرها الانفجار الذي هز مساكن القرية في منتصف أحد أيام فصل الشتاء الماضي بعد انفجار بعض اسطوانات الغاز داخل مخزن يمتلكه أحد الأهالي بمنزله كان يستخدمه في تجارة الاسطوانات مستغلا الأزمة التي يعاني منها الأهالي من نقص حصة الاسطوانات في فصل الشتاء، كما قام يسري الجمل - وزير التربية والتعليم السابق- بزيارة لمدرسة كفر حجازي الابتدائية بعد أيام من اقتحام البلطجية للقرية حاملين الأسلحة البيضاء والاعتداء علي المدرسين علي خلفية مشاجرة بين طالبين. وأخرجت القرية العديد من الأدباء ورجال الدين أشهرهم الكاتب والأديب سعيد الكفراوي الذي أنتج العديد من الأعمال الأدبية، والشيخ محمد أبو زهرة وهو أحد أعلام التجديد في الفقه والفكر الإسلامي.