حدائق الميدان العامة بالإسكندرية أصبحت المتنفس الأرخص والأسهل لمحدودي الدخل إذا أرادوا الخروج في نزهة، ولكن الغريب أن تتحول هذه الحدائق إلي أماكن تأوي المجرمين والبلطجية في ظل غياب الدور الأمني، وتنقلب لتصبح «مقاهي» تقدم المشروبات و«الشيشة» دون أي رقابة من جانب شرطة المرافق بعد انشغال قادتها بملاحقة صغار الباعة الجائلين تاركين بذلك فطاحلة البلطجية يتنافسون فيما بينهم للفوز بهذه الحديقة أو ذلك وكأنها إرث شرعي. حديقة ميدان السيوف من أبرز الأمثلة التي تقف شاهداً علي ما يحدث من تجاوزات بعد أن تحولت الحديقة بأكملها إلي «مقهي» كبير يقدم «الشيشة» والمشروبات بأسعار مرتفعة، بالإضافة إلي باعة الذرة والأيس كريم والفيشار. ولا يخلو الأمر من وجود بعض المراجيح ليكتمل المولد الكبير الذي انتشرت فيه جرائم السرقة، الأمر الذي دفع بعض اللصوص لسرقة عواميد الإنارة الخاصة بالحديقة، في حين سعت المحافظة لإطفاء البعض الآخر، كل هذا يحدث بالرغم من وجود غرفة للحراسة داخل الحديقة، ولكن إغلاقها بصورة مستمرة أفسح المجال لحدوث كل هذه التجاوزات. ومن حديقة «ميدان سيدي بشر» والتي تقع في مواجهة مسجد سيدي بشر التي احتلها المصطافون خاصة في أيام الأحد والخميس والجمعة، وننتقل إلي حديقة «ميدان الرأس السوداء» التي حولها الأهالي إلي سوق كبيرة للفاكهة والأيس كريم والملابس والذرة، بالإضافة إلي مقهي كبير يسيطر عليه البلطجية مستغلين عدم وجود شرطة المرافق التي أسقطت هذه المنطقة هي الأخري من حساباتها. أما حديقة وميدان «المرسي أبوالعباس» فقد سعي بعض المصطافين لاستخدام نافورة الميدان كحمام سباحة، فضلاً عن وجود الباعة الجائلين والمراجيح وانتشار القمامة في أرجاء المكان. الأمر لا يختلف كثيراً في حديقة «المنشية» والتي تقع في مواجهة محكمة الحقانية، إذ انتشرت القمامة ومخلفات المواطنين وأدي عدم تفريغ صناديق القمامة إلي ظهور الفئران، مما يمثل خطراً علي الأطفال والمواطنين الذين يصرون علي الجلوس علي أرضية الحديقة بالرغم من وجود كراسي خشبية مخصصة لذلك الغرض.