حلفاء مصر الغربيون وجيرانها يرغبون في بقاء الوضع على ما هو عليه مبارك قالت مجلة سليت الأمريكية إن الوعكة الصحية الأخيرة، والتي يبدو أنها كانت قوية هذه المرة، أثارت التساؤلات حول من سيخلف الرئيس المصري محمد حسني مبارك في إدارة البلاد والسيناريوهات المتوقعة للفترة المقبلة. وقالت المجلة الشعبية المملوكة لشركة الواشنطن بوست الأمريكية :«إن الصحف تكتب ومجموعات المفكرين تعقد المؤتمر تلو المؤتمر لمناقشة الأوضاع خلال الفترة المقبلة ومن سيخلف الرئيس مبارك الذي يُوصف بأنه آخر الأسود في الشرق الأوسط - بعد رحيل العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز، والرئيس السوري حافظ الأسد، والملك حسين في الأردن وصدام حسين في العراق». وقالت المجلة في المقال الذي كتبه شموئيل روزنر: «يبدو بالفعل أن مرحلة العد التنازلي لانتقال السلطة قد بدأت، فالحديث ليس فقط عن الأب بل عن الابن أيضًا. ففي حالة تعيين جمال أو انتخابه ليخلف أبيه فإن المصريين لن يواصلوا سخريتهم من إخوانهم السوريين نتيجة تعيين بشار خلفًا لأبيه». وقالت المجلة الرائجة في مقالها الصادر يوم الاربعاء إنه «رغم ذلك يصر الرئيس مبارك علي أن التوريث أمر ليس مخطط له مطلقًا، في حين أن التغييرات التي أُدخلت علي الدستور المصري مؤخرًا قد ترجمها العديد من الخبراء بأنها ترجمة لتمرير سيناريو التوريث». وتهتم الإدارة الأمريكية بشدة بما يدور علي الساحة في مصر مقارنة بدول أخري؛ والسبب راجع لأن مصر لا تزال هي الشريك الأهم والاستراتيجي لها في جميع قضايا المنطقة، وبها أكبر عدد من السكان، واقتصادها متنام. وقالت المجلة :«إدارة دولة كمصر ليس بالأمر اليسير...فهناك حالة من التعصب الديني في طريقها نحو الانتشار، تلك الحالة تساعد فيها إيران وأذرعتها، كما توجد جماعة الإخوان المسلمين التي تسير بخطي حثيثة، هذان الأمران يجعلان الإدارة الأمريكية تفكر في الاستقرار واستمرار الوضع علي ما هو عليه منذ أن بدأه الرئيس مبارك قبل حوالي 30 عامًا؛ خوفًا من تكرار نماذج كالتي حدثت مع مطلع الألفية الثالثة وخاصة أفغانستان». وقالت المجلة إن حلفاء مصر الغربيين وجيرانها يريدون استمرار الوضع علي ما هو عليه، لكن من يسمون الإصلاحيين المصريين يبذلون قصاري جهدهم الآن لإحداث «حركة تغيير هائلة». لكن الأمر الوحيد الذي يجمع بين من يأملون التغيير ومن يريدون بقاء الوضع علي حالته هو صعوبة توقع كيف ستكون الفترة المقبلة لمصر وأنهم لا يمتلكون طريقة جيدة لذلك. وفي تساؤل لدانيل برومبيرج - أستاذ شئون الحكم في جامعة جورج تاون - في مقال المجلة الإلكترونية جاء فيه: هل الرئيس أوباما والوزيرة هيلاري كلينتون عازمان علي السير قدمًا في دعم إصلاحات ديمقراطية؟. وعاد ليجيب: «إدارة أوباما حاولت موازنة استراتيجيتها والتزاماتها الديمقراطية من خلال تبني حل إبداعي تمثل في جعل نصيب الأسد من المساعدات الخاصة بالديمقراطية موجهاً إلي مجموعات المجتمع المدني؛ الأمر الذي قد يجبر الحكومات العربية علي تطبيق الديمقراطية، متجنبة بذلك ممارسة مزيد من الضغوط علي الحلفاء أصحاب الأنظمة الاستبدادية».