بيقولك مرة كان فيه تلات أندال.. وكان التنافس بينهم علي أشده.. والحماس مشتعلا علي من هو أندل واحد فيهم .. وفي يوم ماشيين في الشارع وطلبت معاهم تحدي وقتي.. نشوف دلوقت حالا واحنا مع بعض كده في الشارع مين أندل ندل فينا.. وعنها يا باشا وبدأت فعاليات التنافس.. شافوا ست عجوزة ماشية علي عكاز.. أول ندل فيهم انطلق إليها فورا.. وشاط عكازها برجله فسقطت علي الأرض.. ووقف أول ندل سعيدا بندالته.. واشتعلت المنافسة وبلغ الحماس بهم كل مبلغ.. فانطلق تاني ندل ليبدع في ندالته.. وذهب لنفس السيدة الملقاة علي الأرض.. فالتقط عكازها الملقي علي الأرض بجانبها.. وانهال عليها ضربا.. فيما زملاؤه الأندال واقفون وقد أخذتهم الدهشة واستبد بهم الإعجاب من فرط ندالة زميلهم .. ولكن كان الثالث الذي لم يثبت بعد مدي ندالته.. مغتبطا وسعيدا وبالغ الانتشاء.. ونظرا إليه.. هه ورينا ياللا... وانت بقي حتعمل إيه أكتر من اللي عملناه !!.. ضحك ملء شدقيه.. ولم يتحرك من مكانه وهو يقول خلاص انتهت المنافسة يا أفندية.. أنا الأندل.. وعندما نظرا إليه يطلبان إيضاحا لهذه الثقة والتنطيط.. أردف بثقة.. الست العجوزة اللي بهدلتوا أمها دي... تبقي أمي أنا...!! وهكذا فاز هذا الندل المبدع بالسباق وأصبح هو الأندل... وبعيدا عن حديث الندالة ( بس مش قوي ).. ما قولكم دام فضلكم.. فيما يحدث علي الساحة اليوم؟.. الموت مابقاش له جلال ياجدع.. بقي عامل زي البرد زي الصداع.. زي ما قال عمنا صلاح جاهين.. بقت سهلة إن أي حد يموت أو ينقتل.. الراجل السواق فجأة ومن غير أي مقدمات أو تمهيد.. مد إيده تحت الكرسي وطلع سلاح آلي وفتح النار علي زملائه في العمل.. ستة ماتوا!!.. هكذا ببساطه نص دستة رجاله عندهم بيوت وعيال ماتوا.. وأصبحوا مجرد ذكري . وستاتهم تحولن إلي أرامل وعيالهم إلي يتامي في لعبة.. زي النص دستة مدرسين برضه اللي ماتوا في أعمال المراقبة والامتحانات بالإضافة إلي كام حادثة حصلت كانت نتيجتها كام قتيل ولأسباب مختلفة.. بغض النظر عن كنه كل قاتل.. مواطن عادي ولا مواطن بشرطة.. هذا الهدوء الذي أصبح كل قاتل محترم يمارس به عملية إنهاء حياة إنسان ما.. ما هي الأسباب التي أوصلت بعض مواطني هذا الوطن.. إلي هذه الحالة ؟!.. وماذا يمكن أن تكون قوة الضغوط النفسية والعصبية التي يتعرض لها أي إنسان فيتحول إلي قاتل بسهوله ودون أي تعقيدات.. ومع قدر لا بأس به من الندالة في الممارسة الإجرامية ولا مؤاخذه.. ومع أنني لا أريد أن أنكأ الجروح التي كادت أن تندمل.. إلا أنني مضطر للتذكير بقتلي العبارة وقطار الصعيد وقصر ثقافة بني سويف.. والقاتل هنا كان ندلا علي أعلي درجات الندالة والخسة.. حتقول بقي فساد وإهمال وما إلي ذلك.. مش حازعلك المهم إن القتل وقع والمشرحة وبكل حزن وأسي وأسف وطبقا للشواهد لسه ما شبعتش قتلا.. ( بضم القاف ).. والحراك المجتمعي والتفاعلي الحالي.. ومع الأحداث الجارية والقادمة والأزمات المتوقعة.. من انتخابات وخناقات نقابات وما سوف يستجد.. كل ذلك ينذر بالمزيد من النداله، وبالتالي سقوط عدد أكبر من الضحايا.. وأتوقع تكريسا لنموذج المواطن العادي الذي يتحول لقاتل لحظي مع سيكولوجية متفردة.. تمنحه مزيدا من الوضاعة والندالة والقتل بدم بارد.. وعود علي بدء والعود أندل... فإنني ولا أدري لماذا تحديدا.. عندما أثيرت أمامي قصة هذه المرأة العجوز التي كانت موضع اختبارات الخسة وممارسات الندالة.. أقول لكم لا أدري لماذا ربطت بينها وبين أمنا كلنا مصر... عجزت وماشيه علي عكاز.. وربنا وعدها باللي شاط عكازها ووقعها علي الأرض.. وإمعانا في النداله جاء من ضربها بعكازها... واللي بيتفرج علي أمه وهي بتلاقي كل البلاوي دي.. وبيضحك ومبسوط وعايش... يفوز بلا شك وبكل جدارة باللقب الرفيع.. أندل الأندال.. ولا أراكم الله مكروها في أم لديكم ..