القبيلة تبحث تصعيد الأزمة والاعتصام المستمر إذا لم تبادر «الداخلية» بمحاسبة الضابط وتقديم اعتذار رسميقام أفراد قبيلة الكاشف بشمال سيناء بالاعتصام في مقر ديوان القبيلة بمدينة العريش مساء أمس الأحد احتجاجا علي قيام أحد ضباط الشرطة بمديرية أمن شمال سيناء بالاعتداء علي شيخ القبيلة الدكتور مجدي رفاعي وطرده من مكتبه بمديرية أمن شمال سيناء، وهو ما تسبب في حالة من الغضب والغليان داخل القبيلة دفعت أفرادها في النهاية إلي تنظيم اعتصام مفتوح. وقال خالد عرفات أحد وجهاء القبيلة والقيادي بحزب الكرامة بسيناء إن الضابط المسئول عن ملف شئون القبائل بمديرية أمن شمال سيناء يبدو بعيدا عن تحرك الدولة في اتجاه التهدئة مع البدو، وعلاج أخطاء الماضي وإصلاحها في التعامل معهم. وأضاف أن الضابط المذكور قام بطرد شيخ قبيلة الكاشف من مكتبه بمديرية أمن شمال سيناء والاعتداء عليه بالقول والسب، بالرغم من أن قبيلة الكاشف من أعرق وأكبر قبائل العريش، وقال إن شيخ العائلة رجل مثقف و«دكتور كبير» علي حد قوله، ولا يمكن معاملته علي هذا النحو المهين. وأكد أن القبيلة قررت بالإجماع عقد اعتصام مفتوح إلي أن يتم التحقيق مع الضابط من قبل الداخلية، والاعتذار للدكتور مجدي رفاعي، شيخ القبيلة، وقال إن القبيلة ستلجأ إلي تصعيد الأمر علي كل المستويات إذا لم يتم التحقيق مع الضابط، وأضاف أن الأمر قد يصل إلي الاعتصام الدائم. وأكد الدكتور مجدي رفاعي شيخ قبيلة الكاشف أنه قد توقف عن ممارسة عمله ودوره كشيخ للقبيلة، وقال إنه سوف يقدم استقالته إلي وزير الداخلية شخصيا في حالة عدم التحقيق مع ضابط الشرطة الذي اعتدي عليه بالسب والطرد وهو شيخ ورمز لقبيلة من أعرق القبائل السيناوية. جدير بالذكر أن الهدوء قد عاد إلي شبه جزيرة سيناء عقب الاجتماع الذي عقد بين وزير الداخلية المصري حبيب العادلي ومشايخ القبائل في سيناء من أجل التصالح وفتح صفحة جديدة بين الداخلية والقبائل بعد الاشتباكات التي حدثت بين مجموعت مسلحة من بدو سيناء والشرطة مؤخرا، والتي راح ضحيتها قتلي ومصابون علي الجانبين، وبدأت الداخلية في سبيل تهدئة الأوضاع في الإفراج عن المعتقلين من أبناء سيناء علي خمس دفعات خرج منهم حوالي 110 معتقلين من الجنائيين والسياسيين حتي الآن، ومن المتوقع أن تتسبب الأزمة الأخيرة في تعكير صفو علاقة البدو بالحكومة والداخلية بعد أن بدأ الهدوء يتسلل إليها علي استحياء. يأتي ذلك في الوقت يستعد بدو وسط سيناء فيه لعقد مؤتمر جماهيري يوم الأحد القادم للاحتفال بالمعتقلين الذين أطلقت وزارة الداخلية سراحهم خلال الفترة الماضية. وقال موسي الدلح أحد منظمي المؤتمر انه قد تم دعوة كل التيارات السياسية بسيناء لحضور المؤتمر الذي سيتم من خلاله أيضا تجديد عرض المطالب الخاصة بالبدو وهي الإفراج عن جميع المعتقلين وإعادة النظر في الأحكام الغيابية الصادرة ضد عدد من البدو وتمليك الأراضي وتحسين أحوالهم المعيشية.