على خلفية مبادرة «الإسكندرية بلا تدخين» التي أطلقها حاتم الجبلي - وزير الصحة - والمحافظ عادل لبيب أول يونيو الجاري، والتي تهدف إلي منع التدخين في الأماكن العامة..أثارت الشركة الشرقية للدخان الشكوك في إمكانية تطبيق المبادرة علي أرض الواقع. «الدستور» استطلعت آراء عدد من أهالي الإسكندرية حول هذه الشكوك، فقالوا إن الشركة تعد مصدرا لتلوث المدينة إضافة إلي إنتاج الدخان الذي يدمر الصحة، حيث تطلق الأبخرة السامة والمدمرة التي تكاد تغطي المناطق السكنية المحيطة بها في محرم بك عن طريق حرق التبغ وطبخ المعسل فضلاً عن الروائح الكريهة التي حرمتهم من الهواء النقي. وشكي الأهالي من المخلفات التي تقوم الشركة بتصريفها داخل الصرف الصحي الراكد بسبب مخلفات التبغ؛ حيث سربت هذا الصرف إلي الشارع الموجود به شركة مياه الشرب بمحرم بك، ومستوصف ومستشفي التوحيد، والجامع المجاور لها، وصار الشارع المشترك بين شركة الدخان وشركة مياه الشرب إلي بركة صرف صحي، وبقايا ردم طوب، وحيوانات ميتة، وخضار متعفن، ومخلفات تنظيف طيور، وحرق كاوتش، ومقلب زبالة، وأضيف لكل ما سبق أنه صار وكرا لتعاطي المخدرات.بينما يشكو العاملون بشركة مياه الشرب المجاورة لشركة الدخان من معاناتهم اليومية بسبب الأبخرة المتصاعدة باستمرار من مداخن الشركة، مسببة لهم العديد من الأمراض الخطيرة كحساسية الصدر وجلطات الرئة والقلب والسرطان الذي مات بسببه اثنان من العاملين. وأكد العاملون أن سيارات الإسعاف تتردد علي الشركة باستمرار لإنقاذ حياة أحد العاملين بسبب هذا التلوث خصوصا عند حرق الكونتنر، وطالبوا بتركيب تكييف مركزي ليرحمهم من التلوث وقالوا:يجب تطبيق مبادرة منع التدخين علي هذه الشركة أولا قبل الأفراد. في حين يشكو الأطباء بمستشفي ومستوصف نور التوحيد من المداخن والأبخرة التي تتصاعد من الشركة، والتي تجبرهم علي إغلاق النوافذ دائما خاصة نوافذ غرف التعقيم والعمليات التي تطل علي مداخن الشركة مباشرة. وحذر الأطباء من شبكة المحمول الموجودة أعلي الشركة والقريبة مما يسبب التلوث الكهرومغناطيسي الخطير جدا علي القريبين منه؛ وقالوا إنهم توجهوا بالشكوي للعديد من الجهات فلم يحرك أحد ساكناً..وطالبوا بنقل الشركة إلي مكان آخر بعيدا عن المناطق السكنية والمستشفي. وتقول مني جمال الدين - وكيل وزارة شئون البيئة بالإسكندرية - هذه الشركة ليست قضيتي مادامت تمتلك ترخيصا يصرح لها بالعمل ودورنا سيكون مراقبة الجوانب البيئية طبقا للقانون. من جانبها طالبت وفاء المنيسي - رئيس جمعية «رواد البيئة» - بتنظيم مسيرة لمطالب الشركة الشرقية للدخان بتغيير نشاطها، واقتراح أن تتحول لصناعة مفيدة مثل صناعة المبيدات كي تتحول إلي شركة نافعة وصديقة للبيئة.