كنت مرة ماشية في الشارع وشفت الست اللي بتشوف الودع وتوشوشه وتعرف هو بيقول إيه.. وكانت بتشوف الودع لولد وبنت صغيرين جداً «في إعدادي أو ثانوي وهربانين من المدرسة غالباً»، وعمالة تقولهم إن الحياة مستنياهم والمستقبل قدامهم وإنهم هيكملوا وهيعيشوا في تبات ونبات وهيجيبوا صبيان وبنات.. والولد والبنت كانوا فرحانين ومبسوطين وزي ما يكونوا شايفين نفسهم علي شريط سينما قدامهم بيوريهم حياتهم الجاية. وقفت اتفرج عليهم لأن شكلهم عجبني جداً وبعدين لقيتهم راحوا يقعدوا علي النيل ويتفرجوا علي جماله ويتكلموا معاه ويتكلم معاهم.. كل ده وهمه مش حاسين بالبشر حواليهم ولا حاسين بدوشة العربيات وخنقتها ولا حاسين بيا وأنا ماشية وراهم من بدري، كل اللي هو حاسس بيه دلوقتي إن هي جنبه وفي حضنه، وكل اللي هي حاسة بيه دلوقتي إن هو جنبها وبيحميها وبيقويها. والله بجد كنت فرحانة بيهم جداً بس في الوقت نفسه كنت بحسدهم علي أجمل لحظات حياتهم اللي همه عايشينها وبحسدهم علي قصور الودع اللي بنوها سوا حتي وإن كانت ممكن تتهد مع أول هبة ريح. المهم.. إنهم عاشوا لحظة كتير بيقضوا حياتهم كلها ويموتوا من غير ما يعيشوها.