شركة سولي تك استضافت مسئولين لأسبوع في فرنسا قبل تفصيل كراسة الشروط علي مقاسها د. طارق كامل..وزير الإتصالات والمعلومات أكد مسئول رفيع المستوي بهيئة البريد أن جهات رقابية تحقق حالياً في بلاغ مقدم لها ضد عدد من كبار المسئولين بهيئة البريد بسبب تسهيلهم حصول شركة "سولي تك" الفرنسية علي مناقصة لتوريد أجهزة فرز آلي للطرود بالهيئة في صفقة تبلغ قيمتها 20 مليون جنيه من خلال تفصيل بنود كراسة الشروط بحيث لا تنطبق علي أي شركة في العالم ما عدا الشركة الفرنسية، حيث استبعدت الهيئة الشركات الأسيوية واكتفت بقبول شركتين فقط منهما الشركة الفرنسية حتي تكون الصفقة قانونية! وقال المصدر في تصريح خاص ل«الدستور» إن البلاغات مقدمة ضد اثنين من كبار المسئولين بالهيئة، أحدهما مساعد لرئيس مجلس الإدارة والثاني رئيس قطاع، وذلك بسبب لقائهما وكيل الشركة الفرنسية في مصر وتمت دعوتهما للاستضافة لمدة أسبوع في فرنسا علي نفقة الشركة الفرنسية، وهو ما تم بالفعل وسافر، ثم تم وضع كراسة الشروط علي مقاس الشركة الفرنسية. وعن الأسباب التي أدت إلي كشف فساد الصفقة، أضاف المصدر: إحدي الشركات المتنافسة علي الصفقة تقدمت بشكوي للجهات الرقابية بعد طرح المناقصة والإعلان في جميع الصحف عن الصفقة لكنها اكتشفت تفصيل البنود علي الشركة الفرنسية. الدكتور أشرف زكي - القائم بأعمال رئيس هيئة البريد- الذي انتهت مدته القانونية الخميس الماضي، قال في تصريح ل «الدستور»: البلاغ للرقابة الإدارية كان مقدماً من موظف بالهيئة لديه اعتقاد أنه أحق بالسفر إلي فرنسا بدلاً من زملائه الذين سافروا، وكذلك تقدمت إحدي الشركات المتنافسة علي الصفقة بشكوي لكنها تراجعت عن شكواها بعد استردادها مبلغ 10 آلاف جنيه وهي قيمة كراسة الشروط التي قامت بشرائها في البداية. وقال "زكي": كل الإجراءات كانت سليمة، وهناك 6 شركات قامت بشراء كراسة الشروط لكن لم تتقدم للمناقصة سوي شركتين فقط للمنافسة، منهما الشركة الفرنسية "سولي تك"Solitech وهي الشركة التي قامت بتطوير نظام الفرز الآلي علي مستوي العالم، أما الشركة الأخري التي تقدمت فتدعي " تيل" Tull . وحول استضافة الشركة الفرنسية لمسئولين في البريد لمدة أسبوع في فرنسا علي نفقة الشركة قبل البت في المناقصة وتحديد بنود كراسة الشروط، أضاف "زكي": ما حدث أمر طبيعي، ونظام معمول به، فتقييم أجهزة الشركات يكون عمليا وليس نظريا، لذا تعرض الشركات علي الجهة الطارحة للمناقصة أن تقوم بمعاينة الأجهزة، وهذا ما فعلته الشركة الفرنسية، وهي الشركة الوحيدة في العالم التي أنتجت "السيستم" الذي تعمل به ماكينات الفرز الحديثة، وبالفعل سافر فريق فني من الهيئة إلي فرنسا يضم عدداً من المسئولين. وعن قيمة الصفقة، أكد "زكي" أنها تصل بالفعل إلي 20 مليون جنيه، وأضاف: بعض الشركات التي اشترت كراسة الشروط في البداية كانت تعتقد أننا قد نقبل بشركات صينية أو من دول جنوب شرق آسيا، لكننا حددنا أن تكون الشركة المتقدمة أوروبية أو أمريكية مما دفع بعض الشركات الأخري للانسحاب . وأكد "زكي" أن القرار المزمع اتخاذه بنسبة 80 % خلال الأيام المقبلة هو إعادة طرح المناقصة مرة أخري، خاصة أن هناك شركتين من الشركات الكبري في نفس المجال أبدتا اهتماماً كبيرا لدخول المناقصة إذا أعيد طرحها وأبلغونا بذلك خاصة أنهما لما تعرفا بأمر طرح المناقصة عندما تم الإعلان عنها في الصحف. وحول أسماء تلك الشركات وهويتها، قال القائم بأعمال رئيس هيئة البريد : إحداهما شركة إيطالية شهيرة تدعي ال "فاج" FAG ،ويعزز موقفها أن هناك شراكة مصرية- إيطالية في قطاع البريد، إضافة إلي شركة ألمانية أخري شهيرة لا أتذكر اسمها الآن لكن يعيبها أنها ليس لديها وكيل في مصر علي خلاف الشركة الإيطالية التي يوجد لديها توكيل مصري شهير، خاصة أن كراسة الشروط تلزم الشركة المتقدمة بأن يكون لديها وكيل ومركز صيانة في مصر، وهو ما تسعي إليه الشركة الألمانية حالياً . وأضاف: طرحنا المناقصة لأن ماكينات الفرز الحالية موجودة منذ 25 عاماً، وخلال تلك المدة ظهرت تكنولوجيا حديثة جداً، والفرز الآلي يتم للبريد الأجنبي فقط، أما البريد المحلي فيتم فرزه يدوياً.