تجتاح جميع الأوساط الأمريكية الرسمية والإعلامية وفي الشارع حالة من الذعر الشديد، بعدما طرق فيروس "الإيبولا" القاتل أبواب الولاياتالمتحدة حيث تم اكتشاف أول إصابة بالمرض في ولاية دالاس الأمريكية.وتفاجأت وسائل الإعلام مساء، أمس (الخميس)، أيضًا بنبأ إصابة صحفي ومصور أمريكي آخر بالفيروس القاتل خلال تواجده في ليبيريا. وقالت شبكة تليفزيون "إن.بي.سي" الإخبارية الأمريكية، إن مصورًا مستقلًا يعمل لديها كان يعمل في ليبيريا ثبت أنه مصاب ب"الإيبولا". ومن المعتقد أن المصور -الذي وظفته الشبكة في وقت سابق هذا الأسبوع للعمل مع محررتها للشؤون الطبية ومراسلتها نانسي شنيدرمان- هو أول صحفي أمريكي يجري تشخيص إصابته بالفيروس القاتل منذ تفشيه الحالي في غرب أفريقيا. يأتي هذا في الوقت إلي أعلن فيه مسؤولون بقطاع الصحة الأمريكي أن أول شخص نقل العدوى إلى الولاياتالمتحدة، والذي يدعى "توماس إريك دنكان"، ربما يكون قد خالط ما يصل إلى 100 شخص بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وقال المسؤولون إنه تم عزل أربعة من أقاربه في شقة سكنية في "دالاس"، ويعتقد أنه خالط بطريقة مباشرة ما بين 12 إلى 18 شخصًا آخرين، الذين خالطوا بدورهم العشرات الآخرين بطريقة مباشرة. واعترفت ليبيريا بأن دنكان من سكان عاصمتها منروفيا، وقالت إنه نجح في خداع السلطات وفر هاربًا من البلاد وهددت بملاحقته قضائيا بسبب فعلته تلك. وقالت السلطات الليبيرية مساء، أمس (الخميس)، إنها قد تحاكم دنكان إذا عاد لأنه كذب في استمارة بيانات قبل سفره ذكر فيها أنه لم يخالط أي شخص مصاب بالإيبولا، في حين أنه ساعد بالفعل جارًا له مصابًا بالمرض قبل أيام من سفره. وقتل حتى الآن الإيبولا- الذي تم تصنيفه كأحد أخطر الأمراض تفشيًا في العالم- أكثر 3300 شخص في غينيا وسيراليون وليبيريا قاهرًا الأنظمة الصحية الضعيفة في تلك الدول ومصيبًا اقتصاداتها الهشة بالشلل، وسجلت ليبيريا وحدها نحو 2000 حالة وفاة وتقول منظمات إغاثة إنها تحتاج إلى مئات الأسرة للمرضى.