أهم حاجة إنه حاول المرة دي يختار صح تامر حسني الأمر يبدو غير مزعج تماما حينما أسرعت شركة مزيكا بطرح ألبوم تامر حسني «اخترت صح» مبكرًا عن موعده بسبب ماقيل عن تسريبه خصوصا، أنها الفترة الأكثر مناسبة لطرح الألبوم الذي نزل إلي السوق في الوقت الذي يلملم فيه طلبة الثانوية العامة أوراقهم استعدادًا لأجازة ستكون أغينات تامر حسني رفيقا جيدا بها، مشاعر تامر في الألبوم سوف تناسبهم كثيرًا، أو علي الأقل سوف تناسب قطاعًا منهم، فهو يجيد قراءة ما يفكرون به لكن هذا لا يعني أن نغفر له أن يبدأ الألبوم بأغنية غير مفهومة المقصد مثل «لو هكون غير ليك» التي يقول فيها: «ياحبيبي لو هكون غير ليك، طب أعيش لمين أنا؟.. دي اللحظة حبيبي وانت بعيد بتفوت يجي ميت سنة»، شاعرها وليد الغزالي يكتب علي سطر ويترك آخر.. يقتل نفسه حتي لا يتحقق للأغنية أي معني..تجتهد في أن تفهم هل هو مثلا يقصد أن يقول: «لو هكون لحد غيرك مينفعش أعيش مثلا»، جرب أن تستمع أكثر من مرة كي لا تظلم الرجل وقتها سوف تتأكد أنه هو من ظلمنا لأنه كان من ظلمنا لأنه يمكنه بسهولة أن يؤجل تلك الصدمة قليلاً لكنه اختار أن يضعها في المفتتح، الفواصل الموسيقية لكريم محسن وكريم عبد الوهاب هي الأكثر جدارة بالاستماع، يأتي تامر حسني لمنطقة تميزه.. كلمات محمد جمعة بسيطة أقرب للكوميديا ولحن لافت وضعه محمد رحيم، يلعب فيه جيتار أحمد روكيت ويخطفك لتستمع لأغنية «عين شمس»: «وبلف وراكي احترت وإن كان ع الشغل أنا أتأخرت..يارتني ما كنت أنا أتخرجت وطلعت بتلاتين مادة»، وإن كان اللحن يحمل نفس بصمات لحن أغنية «رسمي فهمي نظمي» الذي وضعه رحيم أيضا، لكنك أيضا لا تفهم معني أن يشبّه شاعر دقات القلب بالكلاكس، لكنه تعويض مقبول بعد الكلمات غير المنطقية في الأغنية السابقة، سوف تشعر مع أغنية «صحيت علي صوتها» أن هناك تماسًا ما في أسلوب تامر في غناء «صحيت علي صوتها» مع طريقة عمرو دياب خصوصًا وأن اللحن الذي وضعه عزيز الشافعي يبدو متشابها مع لحن أغنية عمرو دياب «الله لا يحرمني منك» الذي وضعه عمرو مصطفي منذ خمس سنوات، تامر حسني يعود ليغرق في سطحية الكلمات في أغنية «اطمن» التي اشترك في كتابتها وتلحينها مع محمد رحيم، أما الصوت النسائي الذي شاركه الغناء فهو «عاليا» التي تفتقد للثقة في الأداء، وتشعر أنها تريد أن تغني وتجري، لا تفهم ما معني أن يشترك اثنان في كتابة أغنية مديح زاعق في الحبيب ليس به ما يجذب مثل «متسبنيش»، و«اطمن أنا جنبك، عمري معاك»، و«يوم ورايوم حبك بيزيد وعلشانك مبدوقش النوم»، وتامر يطيل في آهاته بلا مبرر، أغنية «لأول مرة» من أظرف أغنيات الألبوم، شيماء الشربيني كتبت كلمات رقيقة، وخفيفة الدم أيضا، وتامر حسني وضع لحنا مع كريم محسن مرحًا جدا، أما قانون ماجد سرور فقد أضفي نوعًا من البهجة الكلاسيكية التي تناسبت مع طريقة غناء الكورال، وأداء تامر حسني الطربي هذه المرة، أثبت من خلال الأغنية أنه يستطيع أن يجرب، وأن ينجح في تقديم أعمال أكثر نضجًا، يعرف يغني لكن يبدو أنه لا يقتنع بأن التجريب قد يتحول إلي نوع من التخريب، وهذا ما فعله في أغنية «سويت ميلودي»، وهي ميكس إنجليزي علي عربي، وخليط من أصوات تامر حسني، وحسام الحسيني، وكريم محسن، سوف تلعن الطريقة التي يفكر بها مطربونا في العالمية بعد أن تستمع لتامر حسني وهو يعلن أن «عيني خايفة تنام» وهم يردون عليه بسعال لا تفهم له سببا، تامر حسني يصرخ في «قفلت قلبي» الذي كتب كلماتها مع أحمد متولي، فهو يحب أن يضع يده في كل شيء، حتي إنه اشترك في تلحين وكتابة خمس أغنيات من أربع عشرة هي عدد أغنيات الألبوم، يأبي إلا أن يضع بصماته في كل شيء حتي لو أفسدت تدخلاته التجربة، أداؤه جيد جدًا، كذلك لحن محمد الصاوي لكن ماذا سنفعل في الكلمات؟، ثم أغنية «يا أنا يامفيش»، تامر حسني أكثر ذكاء، وهو يقدم نصائح كوميدية لحبيبته، كريم محسن في أغنية «مستني اليوم» يضع لحنًا أفضل قليلاً لكن وليد الغزالي يواصل كلماته غير المفهومة «مستني اليوم إللي ارجع فيه مش قادر أعيش ولا يوم بعديه من بعدنا مفيش من بعده أمان.. نفسي أقولك بس سؤال هو أنت بعيد مرتاح البال»، أداء تامر جيد، ولحن كريم محسن، وجيتار مصطفي أصلا لكن لا أحد يفهم شيئا من الكلمات..رومانسية تامر حسني الساذجة تأتي متدفقة ومتزاحمة مرة واحدة في الأربع أغنيات المتبقية من الألبوم منها «يا واحشني»، الصراخ والصوت الذي يوشك أن يبكي، وآهات الكورال، «ميكس» من المؤكد أنك سمعته كثيرًا من تامر، سوف تستمع للمزيد منه بلا أدني شك، هنا كلماته وألحانه أقل كثيرا، لذا النصيحة هي أن تكتفي بالاستماع إلي وتريات يحيي الموجي لتجنب نفسك عذابا مؤكدا حينما يقول «حبيتك أكتر من نفسي وطلعت بقلل من نفسي مع إن حقيقي كان نفسي تفضل في قلبي كبير»، بعدها مباشرة سوف تسمتع إلي نشاز حقيقي يرافقك لنهاية الكلمات، ثم كلماته، وألحانه أيضا في «كام واحد فينا»، يحسب له اجتهاده في أفكار جديدة لولا المباشرة المحزنة والمفزعة «وآدي أخرة إللي يحب بعقله ويلغي مشاعره»، حول الشخص الذي يجد نفسه مضطرا لاستكمال حياته مع شريك غير مقتنع به لذا وجبت التضحية الأكثر سذاجة علي غلاف الألبوم: «رجاء إلي كل من ينطبق عليه الموضوع يتجنب سماع الأغنية مع شريك حياته»، أيضا لم يكن هناك لزوم لآهاته الكثيرة، فكرة أسرية أخري في «تعرفي بحلم"، محمد رحيم يتألق تماما، ومحمد عبد الجابر كتب كلمات ناعمة جدا، وتامر يغني ببساطة مناسبة للأجواء الهادئة، وأخيرا «اخترت صح» بهاء الدين محمد شاعرا، وتامر حسني ملحنا، ومطربا، وتميم موزعا، وجيتار عمرو طنطاوي، الأغنية كانت ستكون جميلة، بكلمات مختلفة للموهوب بهاء الدين محمد، لكن اللحن يحمل تكرارا مائعا لا يليق بأغنية «الهيد».
