الناس هتكون مبسوطة من التحسن التدريجى حل أزمة التيار حاليا فى الترشيد.. وانفراجة خلال ديسمبر المقبل لدخول وحدات جديدة واستيراد الغاز 276 مليون جنيه خسائر الشبكة القومية من الأعمال الإرهابية انقطاع الكهرباء، حديث الصباح والمساء، والشغل الشاغل لكل الأسر المصرية، بعد أن باتت فترات الانقطاع تلازم البيوت أكثر من وجود أصحاب البيت أنفسهم، حيث وصلت فترات انقطاع التيار إلى 12 ساعة فى عدد من المناطق والقرى بالمحافظات. «الدستور الأصلي» تحاور وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر، لمعرفة عمق المشكلة، ولتوضيح أسباب تفاقمها بهذا الشكل، الذى جعل الشبكة الموحدة تسجل أقصى حمل لها على مدار تاريخها، وللإجابة عن أسئلة ملايين المصريين عن أسباب الانقطاعات وهل هناك حلول لهذه الانقطاعات، وهل هى حلول طويلة الأجل أم مؤقتة. ■ ما أسباب تفاقم أزمة الكهرباء فى الفترة الأخيرة؟ - أولا: 52% من المحطات عمرها 10 سنوات فأقل، وهذا يعنى أن هذه المحطات فى حالة جيدة، و21% من المحطات عمرها ما بين 10 إلى 20 سنة، و27% من المحطات عمرها يزيد على 20 سنة، بالإضافة إلى وجود محطات تقدمت وعمرها تعدى ال30 سنة، وهى تعمل بكفاءات قليلة نظرًا إلى اقترابها من انتهاء العمر الافتراضى. ثانيا: اقتراب درجات الحرارة من 40 درجة مئوية وتحديدًا فى شهر أغسطس الجارى، وبالتالى نفقد ما بين 1000 إلى 1200 ميجاوات من الشبكة الموحدة للكهرباء، وهذا رقم كبير لا قليل. ثالثا: تأخر بعد المحطات فى الخروج لإجراء برامج الصيانة الخاصة بها، وهو ما يعنى فقد قدرات توليدية، من المحطات نحن فى احتياج إليها. رابعا: عامل هام ويكاد يكون الأكثر تأثيرًا عما سبق ذكره، وهو محدودية الوقود، فالمحطات الحديثة كلها مصممة للعمل بالغاز الطبيعى، مما يدفعنا إلى استخدام السولار والمازوت لتعويض النقص فى الغاز، فينتج عن ذلك انخفاض كفاءة المحطات بنسبة تتراوح ما بين 5 إلى 10%، مما يضطرنا إلى تخريج المحطات باستمرار عن الخدمة لإجراء أعمال الصيانة. خامسا: سبب ظهور الأزمة بقوة فى الصيف، أن المواطنين يستخدمون أجهزة التكييف بكثرة شديدة، فنجد ضغطًا من قِبل الاستهلاك، ووجود محدودية فى الإنتاج. سادسا: العمليات التخريبية لاستهداف منشآت قطاع الكهرباء، من أبراج الجهد الفائق والجهد العالى والجهد المتوسط والمنخفض بعدد من المحافظات، بالإضافة إلى استهداف محولات الكهرباء. ■ لماذا لم تشهد مصر هذه الأزمات من قبل؟ - عدم تنمية حقول إنتاج الغاز الطبيعى على مدار ال3 سنوات الماضية، هى مؤثرة على كميات الغاز الطبيعى الموجودة حاليا على شبكة محطات إنتاج الكهرباء، فعندما ينخفض ضغط الغاز الطبيعى على الفور تنخفض القدرات التوليدية لمحطات الإنتاج، هذا أمر ليس للبترول «يد فيه»، لأنه الأمر الواقع اليوم. ■ هل هذا يعنى أن إعادة تنمية حقول البترول يكفى لحل الأزمة؟ - عدم التنمية هو ما أدى إلى محدودية الوقود والغاز تحديدًا، وفقًا لكلام المهندس شريف إسماعيل وزير البترول، حيث قال إنه كان هناك حقول غاز موجودة فى شمال الإسكندرية، وتعرضت هذه الحقول لهجوم من الأهالى الموجودين بالمنطقة، مما دفع الشركات الأجنبية إلى مغادرة البلاد وعدم الاستمرار فى المشروع، وذلك منذ 3 سنوات، بينما إنْ حدثت التنمية الحقيقية للحقول، لن نمر بهذه الأزمة التى نمر بها حاليا. ■ كم عدد المحطات الموجودة بمصر؟ - 54 محطة إنتاج بإجمالى 221 وحدة. ■ كم عدد المحطات التى تعمل بالغاز الطبيعى؟ - 90% من المحطات تعمل بالغاز الطبيعى، لأن التخطيط الاستراتيجى السابق كان يعتمد على وجود كميات «هائلة» من الغاز، وهو أقل من حيث الأضرار مقارنة بالسولار والمازوت على التأثير البيئى. ■ ما ردك حول ما يتردد أن محطات الكهرباء بها عيوب صناعة؟ وتحديدًا المحطات الجديدة مثل أبو قير التى تخرج دائما عن الخدمة وكذا التبين؟ - المحطات الجديدة التى تخرج كثيرًا، نحلل أعطالها وفى حالة ما إذا ثبت وجود خطأ أو تقصير، سيتم محاسبة من تسبب فى هذا الخطأ أو التقصير، سواء كان فى أثناء التصميم والإنشاء أو فى أثناء الاستلام، أو فى أثناء التشغيل، فالمخطئ سيتم محاسبته على خطئه. ■ وماذا عن المحطات التى كان من المفترض أن تدخل الخدمة منذ أشهر ولم تدخل الخدمة حتى الآن؟ - المحطات قاربت على الدخول وهى فى مراحل التسليم النهائية، محطة شمال الجيزة تعمل بأجزاء من طاقتها ال1000 ميجاوات كمرحلة أولى من إجمالى 2250 ميجاوات، وتعمل بالسولار، وتدخل على الشبكة فى فترة الذروة، ولم يتم الانتهاء من توصيل خطوط الغاز لها، نظرًا إلى وجود عراقيل من الأهالى بالمنطقة، وهذا الأمر عطلنا كثيرًا، وسنحتاج للغاز بشدة عند تحويل المحطة للعمل بنظام الدورة المركبة، وهى تعمل الآن بنظام الدورة البسيطة. ■ وماذا عن محطة العين السخنة؟ - محطة العين السخنة كان المفترض لها الدخول على شبكة الكهرباء فى آخر يوليو الماضى، ولكن لسوء الحظ تعرضت لسيول أدت إلى توقف المحطة، بالإضافة إلى حدوث إضرابات كثيرة من العمال التابعين لشركات المقاولات العاملة بالمحطة، فالمحطة الآن فى مراحل اختبارات التشغيل. ■ وما الموعد المحدد للانتهاء من أعمال هذه المحطات؟ - ستدخل 650 ميجاوات من العين السخنة، و1000 ميجاوات من محطة شمال الجيزة على الشبكة، بالإضافة إلى أنه ستدخل كل هذه المحطات 250 ميجاوات من بنها قبل شهر ديسمبر. ■ كيف تتعاملون مع المقاولين المتسببين فى توقف العمل بالمحطات؟ - لن نترك حقنا مع المقاولين الذين تسببوا فى تأخير تسليمنا المحطات. ■ ما القدرات الاسمية المتاحة للمحطات والقدرات الفعلية التى يتم توليدها منها وإمدادها على الشبكة الموحدة للكهرباء؟ - القدرات المركبة المتاحة حاليا من محطات الإنتاج 31000 ميجاوات، ونحن نولد طاقة يوميا من محطات الإنتاج ويتم إمدادا على الشبكة القومية للكهرباء بنسبة تتراوح ما بين 23000 إلى 24000 ميجاوات، سنركز فى الفترة المقبلة على النمو فى شبكات النقل بجهودها المختلفة ما بين فائق وعال ومنخفض، بالإضافة إلى التوسع فى إنشاء مراكز تحكم الكهرباء، حتى تكون هناك شبكة كهرباء على أعلى مستوى. ■ ما كميات الوقود التى تحصل عليها وزارة الكهرباء من البترول؟ وهل هى كافية؟ - نعانى محدودية فى كميات الوقود، فما نحصل عليه هو 80 أو 82 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعى يوميا، بالإضافة إلى كميات من الوقود السائل «المازوت» ب27 ألف طن يوميا، وهى أقصى كميات يتم إمدادها لمحطات الإنتاج، واحتياجاتنا من الوقود ما بين 120 إلى 125 مليون متر مكعب من الغاز أو الوقود المكافئ «مازوت وسولار»، والكميات المتاحة من قطاع البترول محدودة ولا تفى باحتياجاتنا، وتؤدى لفقد ما بين 1500 إلى 2000 ميجاوات يوميا. ■ متى تنتهى أزمة الكهرباء وعدم انقطاع التيار بمصر نهائيا؟ - أعد المصريين بأن هناك تحسنا مطردًا دائما، ومن الناحية العلمية خلال 4 سنوات ستنتهى أزمة الكهرباء والقضاء عليها جذريا بمعنى أنه لن تنقطع الكهرباء «ثانية واحدة»، ولكن أكرر أنه على مدار الأربع سنوات سيكون هناك تحسن و«الناس هتكون مبسوطة». ■ ما الحلول من قِبل وزارة الكهرباء لحل أزمة الكهرباء المتفاقمة؟ - أولا: كلما اقتربنا من فصل الشتاء شهد المصريون تحسنا فى أداء خدمة الكهرباء، فشهر سبتمبر سيكون أفضل من أغسطس وهكذا. ثانيا: دخول المحطات التى تأخرت فى الصيانة، والانتهاء من أعمال الصيانة فى أقرب وقت. ثالثا: وصول شحنات الغاز المستورد، وكان المفترض إن الغاز هيستورد من الخارج فى أغسطس الجارى، ولكن الشحنات تأخرت، ووزير البترول أبلغنى أنه على ديسمبر القادم ستصل شحنات الغاز، وهيساعد بشكل كبير فى حل الأزمة وحدوث انفراجة فى أزمة الكهرباء وانخفاض تخفيف الأحمال من 4000 ميجاوات كما هو الآن إلى 1000 ميجاوات، وهو ما سيترتب عليه انخفاض كبير فى فترات انقطاع التيار الكهربائى، وليس «انتهاء» الانقطاعات. رابعا: الجهود الأمنية للكشف عن الخلايا الإرهابية لاستهداف أبراج ومحولات الكهرباء. ■ هذه الحلول لشهر ديسمبر.. فماذا عن الحلول الآنية فى ظل وصول الأحمال لأرقام قياسية؟ - الترشيد فى الاستهلاك والتقليل فى الطلب على الكهرباء، هو الملاذ الآن للحد من أزمة انقطاعات التيار. ■ ما حجم الزيادة فى احتياجاتنا السنوية من الكهرباء؟ - احتياجاتنا السنوية من 3000 إلى 4000 ميجاوات، وفقا للتوسع فى شبكات الكهرباء وخطة الدولة الطموح للتنمية العمرانية. ■ وزارة الداخلية كشفت عن خلايا إرهابية تضم عددًا من الموظفين بوزارة الكهرباء لاستهداف الأبراج والمنشآت.. فما ردك؟ - الإجابة قاطعة، أى تقارير تأتى من الجهات الأمنية، يتم تنفيذها فورًا، وتم نقل 66 موظفا بناء على التقارير الأمنية، إلا إذا ثبت تورطه فى أعمال التخريب، ففى هذه الحالة يتم فصله من العمل. ■ كيف تؤمّن الأبراج الكهربائية والأكشاك فى ضوء الهجمات التى تتعرض لها بشكل يومى؟ - تتم تنسيقات على أعلى مستوى، مع وزارة الداخلية لبحث كل السبل لتأمين الأبراج والأكشاك، وبالإضافة إلى التنسيق مع العرب والبدو لتأمين الأبراج فى الأماكن النائية. ■ ما قيمة خسائر وزارة الكهرباء جراء الأعمال التخريبية لاستهداف الأبراج؟ - إجمالى الخسائر التى تكبدها قطاع الكهرباء جراء الأعمال التخريبية التى يقوم بها الإرهابيون بالشبكة القومية للكهرباء بلغ نحو 276 مليون جنيه، وهذه الخسائر تشمل 36 مليونا خسائر مباشرة تعادل تكلفة إصلاح وإعادة تأهيل الأبراج والمحولات والخطوط و240 مليونا خسائر غير مباشرة تعادل قيمة الطاقة التى تفقدها الشبكة القومية للكهرباء، ويُحرم منها المواطنون بسبب الأعمال التخريبية. غدًا.. رسالة وزير الكهرباء إلى المواطن المصرى: ماعلش.. كل واحد لازم يستحمل شوية.