«لوحبيت أرسم لوحة دلوقتي هتكون للتمثيل بهذه الحكومة لأنها زودتها قوي» هكذا بدأ الفنان التشكيلي طه قرني صاحب لوحة «سوق الجمعة» التي دخلت موسوعة جينيس العالمية والتي تنقل صورة حية لتجار ورواد سوق الجمعة، عاش قرني مع تجار السوق أربع سنوات لإنجاز هذه اللوحة، وأضاف في تعليقه علي ما حدث بسوق الجمعة بالتونسي: هناك إهمال واضح وفج في تأمين هذا السوق الذي يتاجر فيه الفقراء ويشتري منهم أيضًا الفقراء، مشيرًا إلي أن هذا سوق لإعادة تدوير المنتج المستعمل أصلا، أي يشتري الفقراء من الفقراء ليستطيعوا الحياة وسط هؤلاء الأغنياء الذين سيطروا علي كل شيء، وانتقد قرني ما تعرض له السوق من حريق مدمر، وتساءل: كيف لا يوجد في مكان يتجمع فيه 5،2 مليون شخص نقطة مطافئ ولا نقطة شرطة ولا سيارة إسعاف، لهذا الحد حياة هؤلاء الفقراء رخيصة عند الحكومة». وقال قرني إنه بتجربته الشخصية في السوق والتي استمرت أربع سنوات «الناس دي غلابه قوي ومش محتاجين حاجة من الدنيا إلا الستر، لكن للأسف الحكومة مش عايزة لهم الستر دي رمياهم في حته أرض وسيباهم يتحرقوا، وأشار طه إلي أنه قابل في هذا السوق ما يزيد علي 3200 تاجر وأكثر من 4 آلاف أرملة وكل تجارتهم باب خشب قديم ولاَّ تليفزيون قديم ولاَّ شويه سيراميك، في ناس شغالة ب 10 جنيه وفيه ناس تانية تجارتها ب 5 آلاف جنيه، لكن الأكيد إن فيه آلاف الأسر عايشة علي السوق ده وبيوتها هتتقفل بعد ما احترق السوق.. طه القرني فنان تشكيلي أبدع لوحة فنية تنقسم إلي تسعة مقاطع رسمها في ثلاث سنوات بعد متابعة السوق بزياراته المتكررة له، حيث رصد حركة الناس بالسوق ونوعية الباعة وطريقة عرض بضاعتهم، ودخلت اللوحة موسوعة جينيس العالمية ونالت احترام وإعجاب العديد من النقاد والرسامين والجمهور أيضًا.