أغضبت هذه الكلمة البعض «لن أمثل باللهجة المصرية».. هكذا صرح النجم السوري «سامر المصري».. وأضاف «لن أكون مقنعاً، ولكن يمكن أن أؤدي دور سوري أو شامي في مسلسل مصري».. تأتي كلمات «سامر» في ظل توجه صار أقرب إلي تيار عارم يسيطر علي أغلب النجوم والنجمات السوريين للتمثيل باللهجة المصرية.. هذا التيار بكل عنفوانه افتتحه ودشنه «جمال سليمان» قبل 4 سنوات بمسلسل «حدائق الشيطان» إخراج إسماعيل عبد الحافظ، ومن بعدها بدأ الجمهور المصري يتعرف علي فنانين سوريين يشاركون في الأعمال المصرية مثل «جومانة مراد» و«سلاف فواخرجي» و«سوزان نجم الدين» و«تيم حسن» و«أيمن زيدان» وغيرهم.. لا يعني ذلك أن إجادة هؤلاء الممثلين اللهجة المصرية واحدة، من المؤكد أن المستوي يتباين مثلاً «تيم حسن» في «الملك فاروق» كان هو الأكثر إلماماً باللهجة المصرية وبكل تفاصيلها و«جومانة» هي الأكثر إجادة للمصرية بين كل النجمات السوريات.. ورغم ذلك فإن هؤلاء النجوم لم يتوقفوا عن التمثيل باللهجة السورية لديهم دائماً مسلسلات إنتاج التليفزيون السوري.. بالطبع فإن اقتناع الجمهور بالممثل ليس له علاقة بجنسيته.. مثلاً «هند صبري» عندما تؤدي دور بنت بلد مصرية تقنعني أكثر من عدد كبير من النجمات المصريات لأن إحساس «هند» يتجاوز بالتأكيد الحدود الجغرافية لجواز السفر، كما أن الممثل عندما يتشبع تماماً باللهجة تصبح طاقته موجهة فقط للتعبير وتستطيع ببساطة أن تلاحظ ذلك علي بعض الممثلين الذين يعانون مشكلة ما مع اللهجة عندما تغيب ملامحهم التعبيرية، وهم ينطقون الحوار، وذلك لأن طاقتهم مشتتة بين ضبط الكلمة والاحتفاظ بطزاجة التعبير. ومن حق كل فنان أن يمثل بأكثر من لهجة، كما أن رفضه ذلك لا ينبغي أن نحمله أي أبعاد سياسية فهو حق مطلق له.. مثلاً «دريد لحام» أشهر وأول فنان سوري يعرفه المصريون له تاريخ ضارب في العمق في التمثيل السينمائي بمصر منذ السبعينيات، ورغم ذلك فإن اللهجة السورية جزء من هويته لا يستطيع أن يتخلي عنها ولهذا عرض علي «دريد» عشرات من الأدوار المصرية، ولكنه يعتذر عنها بلياقة ولباقة وشياكة.. لا أجد فيما قاله «سامر المصري» ما يؤخذ عليه.. أتصور أيضاً أن فناناً سورياً آخر هو «بسام كوسا» لديه نفس الرأي وكان أحد المرشحين لأداء دور «بليغ حمدي» في المسلسل التليفزيوني المزمع إنتاجه منذ 4 سنوات واعتذر أيضاً بسبب اللهجة ولا مشكلة.. البعض يأخذها بحساسية رغم أن الأمر يتعلق بقدرات خاصة والدليل أن «بشارة واكيم» أحسن من أدي اللهجة اللبنانية في الأفلام القديمة كان مصرياً ومن الصعيد الجواني.