منذ بداية «تيم بيرتون» الفنية، وهو لم يتوقف عن إدهاشنا لحظة واحدة، فهو ممثل وكاتب سيناريو، ومنتج، والصفة الأبرز فيه أنه مخرج عبقري يعدّ علامة من علامات السينما العالمية بأفلامه، التي أطرت لمملكة الخيال بجميع أصنافها، حيث تجمع أعماله ما بين الخيال والكوميديا والرعب والمتعة، في مزيج فريد لا تجده إلا مع مبدع مثله . ولد «تيم بيرتون» في الولاياتالمتحدة عام 1958، وبدأ اهتمامه بعالم السينما مبكراً، من خلال مشاهدته لأفلام الرعب، وافتتانه بها، وإعجابه الشديد بعبقري المؤثرات البصرية «راي هاريهاوزن»، وهو أمر ساعد علي تكوين شخصيته الفنية فيما بعد، وكانت بدايته في فيلمه الجيد«مغامرة بي- وي الكبيرة» في منتصف الثمانينيات، ثم الانطلاقة الحقيقية كانت في إخراجه لفيلم«بيتل جوس»، ويحكي عن زوجين ينتقلان لبيتهما الجديد، ثم يموتان في حادث، ويكملان انتقالهما كشبحين، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، وحصل علي جائزة أوسكار أحسن ماكياج فني، وقد جذبت خلطة الفيلم الفريدة أنظار استديوهات هوليوود لهذا المخرج الشاب، صاحب الرؤية المختلفة والطازجة، لهذا تم اختياره لإخراج أول أجزاء سلسلة «باتمان» في أواخر الثمانينيات ، وكان النجاح ساحقاً لدرجة أن هناك حمي انتشرت في أمريكا عن مغامرات الرجل الوطواط، وكان من الطبيعي أن يتبعه بالجزء الثاني، والذي كان مدهشاً كسابقه في المؤثرات الصوتية والبصرية، وأداء الممثلين، وفور انسحاب «بيرتون» من إخراج أي أجزاء أخري حتي سقطت السلسلة بمستواها الضعيف، لولا أن انتشلها «كريستوفر نولان» مجدداً. يشكل «بيرتون» مع الممثل «جوني ديب» ثنائياً ناجحاً، ومتفاهماً؛ فمعاً أنجزا سلسلة من الأفلام العظيمة كان أولها «إدوارد يد المقص»، والذي يعتبره البعض أفضل أعمال «بيرتون»، ثم سيرة المخرج المثير للجدل، وحامل لقب «أسوأ مخرج» في العالم «إد وود» في فيلم يحمل نفس الاسم، ثم «سليبي هولو» والذي حصل علي جائزة أوسكار أحسن ديكور، وبعده «شارلي ومصنع الشوكولاتة»، ثم فيلمه الكئيب والمخيف «سويني تود: الحلاق الشيطاني لشارع فليت»، وأخيرا «أليس في بلاد العجائب»، والملاحظ هنا أن«بيرتون» يتعامل بحب مع أفلامه، فهو لا يخرج فيلماً لا يعجب به أو بموضوعه، بل هو مغرم بإعادة نسخ جديدة منها. فعلها في «كوكب القرود» حيث أعاد إحياء نسخة الستينيات بنسخة حديثة تحمل مضموناً مخيفاً عما يحمله المستقبل، وإن كان استقبال النقاد له كان فاتراً، وكذلك تحويله لفيلم «شارلي ومصنع الشوكولاتة»، وهو فيلم قديم أيضاً، وكذلك فيلمه الكئيب «أليس في بلاد العجائب» بنسخة تختلف بعض الشيء عن النسخة التقليدية، والتي صنعت كثيرا من قبل. يعد فيلمه«سمكة ضخمة» من أفضل أفلامه علي الإطلاق، فهو الفيلم الذي يحتفي بقيمة الحلم، وأقاصيص الأطفال في شكل رجل يحب الحكي، بعد أن يغير التفاصيل بشكل جذاب، وقد حقق الفيلم جماهيرية عريضة للمخرج الذي آل علي نفسه أن يخرج طاقة الخيال بأفضل الوسائل، حتي لو كانت الأعمال كئيبة ودموية، لكنها تحمل متعة لا شك فيها، تعرض قناة Cinema City لتيم بيرتون 3 من أهم أفلامه هذا الأسبوع هي: Edward Scissorhands و Planet of the Apesو Sweeney Todd. تعرض أفلام «تيم بيرتون» يوم الأحد المقبل بداية من الساعة الخامسة مساء، وحتي التاسعة مساء.