أهالى الضحايا: بناتنا تعرضن للاغتصاب وسط الجموع وإعدام الذئاب فى نفس الميدان هو الحل والأمن ينفى واقعة الاغتصاب أمهات المتهمين: أولادنا خريجى أزهر ومتربيين وكانوا بيدافعوا عن البنات وهيروحوا فى الرجلين بين النفى والتأكيد والصدمة تباينت ردود أفعال أهالى المتهمين والمجنى عليهن فى واقعة التحرش الأخيرة بميدان التحرير عشية تنصيب الرئيس الجديد للبلاد، ففى الوقت الذى ينكر فيه أهالى المتهمين إمكانية إتيان أبنائهم مثل هذه الأفعال.. يشير أهلية ضحايا الاعتداء الوحشى بأن بناتهن تعرضن للاغتصاب بمعناه الحرفى وليس الهتك كما تدعى رواية الشرطة.
«الدستور الأصلي» حاروت الجانبين للوقوف على المشهد عن قرب.. وفى البداية يقول «ق. ن» 43 سنة، والد إحدى الفتيات، «حسبى الله ونعم الوكيل وأنا بنتى متربية وراحت الميدان يوم المصيبة للاحتفال مع بقية المصريين بتنصيب السيسى..»، ويضيف بعدما يغلب دموعه «إحنا بناتنا اتعرضن للاغتصاب وليس هتك العرض زى الحكومة ما بتقول ولو الدولة ما جابتش حقهم أنا هاخد حقى بنفسى انتقامًا لشرف ابنتى وزميلاتها».
بينما أضاف موظف وخال إحدى الضحايا رفض كتابة اسمه «أن ما حدث انحطاط أخلاقى جماعى والشىء الوحيد الذى يشفى غليلنا هو إعدام المتهمين فى ميدان التحرير فى نفس المكان الذى ارتكبو فيه جريمتهم وأن تتم المحاكمة بشكل عاجل».
والدة ضحية أخرى لم تستطع التحدث نتيجة وقوعها تحت تأثير الصدمة وقال لنا شقيقها إنها تعانى من ذهول شديد منذ سماعها خبر الاعتداء على ابنتها وسط جموع الناس.
وعلى النقيض يقف أهالى المتهمين بارتكاب الواقعة غير مصدقين قيام ابنائهم باقتراف ذلك الجرم وأضاف «س. ع» والد أحد المتهمين «أنا ابنى خريج أزهر ومتربى وعمره ما يعمل كدة وأنا ربيته على الصراط المستقيم وهو قالنا إنه كان بيدافع عن البنات من الذئاب اللى اعتدوا عليهم، مضيفًا ابنى هيروح فى الرجلين ولازم الشرطة تجيب الفاعلين الحقيقين».
وتابع «ش. ع» والد لمتهم أخر فى الواقعة «ابنى ذهب مع الشباب لميدان التحرير للاحتفال مع أصحابه ومش ممكن يعمل كدة خالص، وتم توريطه فى جريمة ليس لهم ذنب بها».
والتقطت أطراف الحديث والده أحد المتهمين قائلة «ابنى خريج إعلام جامعة الأزهر وبيعمل فى إحدى القنوات الفضائية وكان بيدافع عن البنات مش بيعتدى عليهم، صحيح ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه».
كانت تحقيقات نيابة قصر النيل فى واقعة التحرش، التى استمرت نحو 10 ساعات متواصلة، كشفت أن سبعة فتيات تعرضن للاعتداء وهتك عرضهن من قبل سبعة شباب أحاطوهم بهن وبعدها قاموا بالتعدى عليهن بالضرب والسب وأجبروهن على خلع ملابسهن، تحت تهديد السلاح وهتكوا عرضهن.
واستمعت النيابة برئاسة سمير حسن، لأقوال 4 من المجنى عليهن حيث أكدوا جميعهن إنهن كن يحتفلن مثل بقية المصريين بفوز المشير السيسى بالانتخابات فى ميدان التحرير وفوجئوا بمجموعة من الشباب يلقو على مسامعهن بعض الألفاظ البذيئة فلم يلتفتوا إليهم وفجأة تطور الأمر وقام نفس الأشخاص بالإحاطة بهن بحجة أنهم يخشوا عليهن من الزحام.
وأضافت الضحايا فى أقوالهم «بالفعل تمكنوا من إبعادنا قليلا عن الزحام بعدها تطاولوا علينا بالألفاظ فحاولنا الفرار منهم لكن دون جدوى صرحنا بأعلى صوت لنا فلم يسمعنا أحد، بعدها طلبوا منا خلع ملابسنا وأشهروا فى وجهنا الأسلحة وهددونا بها إذا لم نستجب إليهم وبعد رفضنا تعدوا علينا بالضرب المبرح ومزقوا ملابسنا بالكامل واعتدوا علينا طيلة نصف ساعة».
وأضافن «شدة الصدمة جعلتنا لا نستطيع حتى الدفاع عن أنفسنا فالأمر بالنسبة إلينا كان كابوسا ولم نشعر بأى شىء سوى بالأهالى وهم يقوموا بتغطيتنا بقطع من القماش، لكن بعد أن كنا قد رأينا الموت بأعيننا».
حضر المتهمين وسط حراسة أمنية مشددة وتم إيداعهم فى إحدى طوابق المحكمة بعيدًا عن غرفة التحقيقات التى تجمهر أمامها أهالى المجنى عليهم وعدد من النشطاء والحقوقيين، الذين أرادوا الفتك بهم انتقامًا منهم، كما حضر أهالى المتهمين أيضًا التحقيقات وكانت قوات الأمن تقف بين الطرفين للحيلولة دون وقوع أية اشتباكات أو تراشق بالألفاظ بينهم خاصة فى الوقت الذى ظهر فيه المتهمين في أثناء دخولهم غرفة التحقيقات لمواجهتهم بالمجنى عليهم.