بمناسبة صدور الكتاب الأول لمؤسسة "دوم" للنشر، نظمت "دوم" احتفالية كبرى بمقرها بوسط البلد، حضرها عدد من المثقفين من بينهم الشاعر زين العابدين فؤاد، وأمين حداد، والكاتب مكاوي سعيد، والفنان التشكيلي عمر الفيومي. الاحتفال بدأ بمعرض الفن التشكيلي "اسكتش"، وبه لوحات لمجموعة كبيرة من الفنانين التشكيلين البارزين، من بينهم الفنان جورج بهجوري، ومحمد عبلة، وعمر الفيومي. الكاتب خالد الخميسي قال خلال احتفال دار "دوم" بإصدارها الأول "متى سكن المصريون مصر"، إن فكرة النشر جاءت من أجل الوصول إلى أكبر عدد من القراء، ونشر مادة هامة وجدية ولكن بسيطة وسهلة من خلال رسوم وتصميم داخل يسهل من عملية التلقي، مضيفا أن أمله الوصول إلى أناس لم يعتادوا القراءة وتوسيع دائرة القراء لأن هذا هو دور الناشر الحقيقي. الخميسي أضاف أن "دوم" مؤسسة غير ربحية ولذلك تهدف إلى زيادة عدد القراء، كما أن المؤسسة هدفها دعم التفكير النقدي، وجميع الكتب ستدعم هذا الاتجاه في التفكير بالمجتمع، مؤكدا أنه لا يفكر في نشر قصص أو رواية أو شعر بل نشر فقط كتب بحثية فقط لأنها موجهه إلى قراء متخصصين. صاحب "تاكسي" أشار إلى أن هدف المؤسسة الوصول إلى كتّاب جديين ولكن يكونوا غير منتشرين بمعنى ألا يكون سبق لهم نشر كتب كثيرة قبل ذلك، ومن بين هؤلاء الكتّاب أحمد فهيم، الذي نُشر كتابه "متى سكن المصريون مصر"، وهو الإصدار الأول الذي تحتفل به دوم، مضيفا أن الدار تستكتب مجموعة من الكتّاب، بمعنى أن تختار كتّاب ليكتبوا في موضوعات معينة، ولا نتعامل بالطريقة التقليدية وهي استقبال نصوص والاختيار من بينها ونشرها. الكاتب أحمد فهيم صاحب كتاب "متى سكن المصريون مصر" بدأ حديثه قائلا "أعجبتني فكرة الكتابة عن مرحلة ما قبل التاريخ كثيرا، ولذلك تحمست للكتابة عنها خلال أول إصدار لدار دوم"، مضيفا أنه قضى عام كامل لكتابته. فهيم أضاف "الكتاب يعتمد على إثارة تساؤلات لدى القارئ دون الوصول إلى إجابات قاطعة، وإثارة شكوك القارئ في حقائق تاريخية يظن أنها حقائق مطلقة وثابتة"، مضيفا أن من ضمن أهدافه أيضا الإشارة إلى أن لا يمكن لأي حضارة التفوق على حضارة أخرى بسبب الجنس البشري، ولكن تعتمد على ظروف توفرت إلى حضارة دون غيرها فساعدتها في التقدم. فهيم أشار إلى أن التاريخ بشكل عام أغلبه غير حقيقي، ومن وقت لأخر تظهر أدلة جديدة تثبت عكس ما جاء في التاريخ، وإعادة النظر في التاريخ لا يؤثر عن مفهوم الهوية، وعدم وجود ملوك مثل مينا لا يؤثر على عظمة الحضارة الفرعونية، ولكن التاريخ دائما به أساطير ومبالغات. خالد الخميسي أضاف في هذا السياق أن الكتاب أيضا يشير بشكل غير مباشر عن احتمالية عدم وجود شخص يدعى مينا، وأنه لم يكن هناك قطرين في مصر من الأساس، وبذلك لم يكن هناك توحيد للقطرين من خلال قوة عسكرية، مضيفا أن الكاتب لم يتناول ذلك بشكل مباشر، لأن هدفه في الأساس دفع القارئ للتفكير والبحث بشكل أكبر عن الحضارة الفرعونية، كما أنه حاول تفكيك أسطورة الحضارة الفرعونية، وإعادة النظر بشكل بعيد عن الشوفينية عن هذه الحضارة. الخميسي تحدث عن نظرته للتاريخ قائلا "التاريخ كاذب تماما وكُتب بشكل أحادي ولابد من إلقائه في القمامة وإعادة كتابته من جديد، وهناك جهود ظهرت في منتصف القرن العشرين لإعادة كتابة التاريخ، ولكن مازلنا في البداية، خصوصا أن مازالت القوى العظمى تقاوم إعادة كتابة التاريخ ". وعن إصدارات دوم الجديدة قال الخميسي "مؤسسة دوم بدأت في الإعداد لكتب جديدة، يشارك به نفس فريق عمل الكتاب الأول، وأيضا هناك كتاب جديد لي ومن المفترض أن ينشر قريبا، وهو عما حدث في مصر خلال عام 2011 وقراءة في مستقبل مصر خلال السنوات المقبلة، وسيكون بعنوان الترقيع في الدايب وهو من اقتراح المصمم، وكنت اقترحت اسم ماذا حدث في 2011، ولكن عنوان الكتاب لم يحسم بعد". المصمم أحمد عاطف مجاهد الذي شارك في تصميم كتاب "متى سكن المصريون مصر" قال إن ميزة العمل بمؤسسة دوم هي العمل بطريقة فريق العمل دائما، فالمصمم يتعاون مع الرسام مع الكاتب، بحيث يكون الإصدار بسيط لأن سلسلة "ببساطة" تهدف في النهاية إلى وصول مضمون إصداراتها للقارئ بسهولة، مضيفا أن البساطة في التصميم لا يعني أن هذا المضمون موجه للأطفال، بل هي كتب بحثية هامة موجهه للكبار.