رفضت السلطات المصرية خلال الثمانية أيام الماضية السماح بدخول مئات الفلسطينيين المقيمين بقطاع غزة إلي أراضيها عبر معبر رفح لعدم انطباق الشروط التي حددتها الخاصة بالفئات التي يسمح لها بالعبور. وقال مسئول بمعبر رفح إن هناك نحو 1500 فلسطيني علي الأقل قد تم رفض دخولهم وأعيدت إليهم جوازات سفرهم بعد فحصها. وأضاف أن هذا الرقم تقريبي لأنه لا يوجد حصر دقيق لأعداد الفلسطينيين الذين لم يسمح لهم بالعبور. وتابع أن السلطات المصرية تعطي أولويات العبور للمرضي والطلاب وأصحاب الإقامات بمصر والدول العربية والعاملين بالخارج للحالات الإنسانية والمصريين المقيمين بغزة لدخول أراضيها. وأضاف أن الجانب الفلسطيني يعلم هذه الشروط وقد وافق عليها ، إلا أن إدارة الجوازات بالمعبر تفاجأ كل يوم بوصول مئات الفلسطينيين الذين لا تنطبق عليهم هذه الشروط ويتم فحص جوازات سفرهم إلا أنهم لا يقدمون أي وثائق تثبت أحقيتهم بالعبور. وتابع أنه يسمح بعبور جميع الفلسطينيين العالقين بالأراضي المصرية من المرضي وغيرهم. وقال إن فتح المعبر أمام عبور الفلسطينيين بشكل كامل يحتاج إلي ترتيبات دولية ومصرية وفلسطينية، وأن مصر لم تتخذ أي قرار بهذا الشأن حتي الآن. وقال إن إجمالي عدد العابرين بالمعبر خلال الأيام الماضية قد بلغ 4171 مسافراً، حيث وصل إلي الأراضي المصرية 2592 فرداً وغادر في اتجاه قطاع غزة 1579 فرداً. وعلي صعيد متصل، قال مسئول بلجنة الإغاثة باتحاد الأطباء العرب إن اللجنة تقدمت الأسبوع الماضي بطلبات للسلطات المصرية لإدخال نحو ألف طن من المعونات الغذائية و 100 طن من المعونات الطبية ومواد بناء عبارة عن أسمنت وحديد قيمتها 5 ملايين جنيه إلي قطاع غزة وأنها في انتظار رد الجانب المصري للتنسيق من أجل إدخالها عبر معبر رفح. وطالب المئات من الفلسطينيين عند معبر رفح الحدودي السلطات المصرية بفتح المعبر أمام جميع الفلسطينيين دون قيود تشترط عبور المرضي والمرحلين فقط. وقال إياد سليمان- طالب فلسطيني- إن والدته مصرية وأنه يرغب في زيارة أخواله وجدته لأمه المقيمين بمدينة القاهرة وحاول الدخول إلي الأراضي المصرية عبر معبر رفح الحدودي لزيارتهم بعد غياب أكثر من 5 سنوات لكن السلطات المصرية علي المعبر ترفض دخوله وإعطاءه التصريح بالمرور. ويقول فلسطيني يدعي محمد علي كان قد وصل إلي الجانب المصري إلا أن السلطات المصرية رفضت منحه تأشيرة إنه كان قادما إلي مصر لعلاج ابنته الصغيرة البالغة من العمر 9 سنوات إلا أن المسئولين في المعبر طلبوا منه إجراء تنسيق بهذا الشأن مع الجانب الفلسطيني وأن يقدم وثائق تؤكد حاجة ابنته للعلاج بمصر. وتقول سمية باسم- فلسطينية مقيمة بالإسماعيلية- إنها ترغب في زيارة أعمامها وأبناء عمومتها بمدينة خان يونس بالقطاع للاطمئنان عليهم، خاصة أن جدتها لأبيها مريضة وربما لا يحالفها الحظ باللقاء بها لشدة مرضها. وتقول سمية إنها تحتاج لمقابلة جدتها والسماح لها بزيارة أهلها ولو لمدة يومين فقط . وتطالب علية خالد السلطات المصرية بمزيد من التسهيلات للعبور من الجانبين وعدم قصر العبور علي المرضي وأصحاب الحالات الإنسانية والإقامات فقط. وكانت مصر قد سمحت منذ فتح المعبر يوم الثلاثاء الماضي بإدخال 42 مولداً كهربائياً، و5 سيارات ركوب للمعاقين إلي جانب 7600 بطانية، و357 خيمة، و205 مخدات، و200 مرتبة، و50 كرتونة ملابس، و20 كرتونة أحذية، و67 جركن عسل. وفتحت مصر يوم الأحد معبر رفح لليوم التاسع علي التوالي لعبور الفلسطينيين في الاتجاهين.