الحزب الذي اعتاد أن يمنح ويمنع فاجأه رفض أحد رؤساء المعارضة مقعد الشوري بالتعيين... فرد الشريف: لم نعرض ولم يرفض! صفوت الشريف..رئيس مجلس الشورى ما أثير من جدل ورد فعل داخل الحزب الوطني، عقب إعلان الدكتور أسامة الغزالي حرب - رئيس حزب الجبهة الديمقراطية - رفضه التعيين بمجلس الشوري يؤكد أن الحزب الوطني لم يعتد أن يقول له أحد «لا»..وتحديدا من قبل رؤساء الأحزاب التي اعتاد منها دائما علي أن تقبل وترضي بأي فتات يقدم لها سواء بمنحها مقعدًا بالتعيين في مجلس الشوري أو إنجاح أحد مرشحيها في إحدي الدوائر الانتخابية، وكل هذا بهدف خلق صورة مزيفة من التعددية الحزبية والديمقراطية. رفض الغزالي حرب التعيين بمجلس الشوري مثل صدمة كبيرة لدي قيادات الحزب الحاكم التي اعتادت أن تمنح وتمنع بإرادتها الخاصة دون انتظار أي رد فعل من الطرف المقابل لها. ولما مثله رفض الغزالي من صدمة لدي قيادات الحزب الحاكم، قام صفوت الشريف -رئيس مجلس الشوري والأمين العام للحزب الوطني- بنفي الواقعة، مشيرا إلي أنه لم يعرض علي د.أسامة الغزالي حرب، التعيين في مجلس الشوري، مؤكداً: لم يكن عرضاً، ولكن كان الغرض التعرف علي وجهة نظره في ضوء قرار حزبه بالامتناع عن خوض الانتخابات، وهل اختلفت عما سبق إبداؤه في هذا الشأن حتي يكون العرض أميناً علي القيادة السياسية في الوقت المناسب. من جانبنا سألنا رئيس حزب الجبهة الديمقراطية عن الأسباب التي دفعت رئيس مجلس الشوري لنفي ما حدث، فأجاب الغزالي قائلاً: يبدو أن صفوت الشريف لم يكن يرغب في أن تأخذ المسألة هذا الشكل من العلنية، وكان يفضل أن تكون سرا خاصة بعد إعلاني رفض هذا المقعد بمجلس الشوري، لالتزامي بقرارات الجبهة بمقاطعة الانتخابات التي تفتقد أي شكل من أشكال الشفافية والنزاهة، لذا جاء رد «الشريف» بالنفي وهو الأمر الذي أرد عليه بكلمة واحدة: لا تعليق. رفض الغزالي ونفي الشريف يعيد من جديد ملف الأحزاب السياسية وعلاقتها بالسلطة، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ماقام به رئيس حزب الجبهة برفضهس مقعد الشوري يمثل انطلاقة أو بداية جديدة لطريقة تعامل أحزاب المعارضة مع النظام الحاكم؟ وكيف أثرت تعيينات رؤساء الأحزاب «من بينهم الدكتور رفعت السعيد - رئيس حزب التجمع»في أداء المعارضة الحزبية؟.. تلك التساؤلات طرحناها علي الدكتور عمرو هاشم ربيع - الخبير بشئون الأحزاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- الذي أجاب قائلا: في البداية رد الشريف علي الغزالي كان متوقعا لأن الحزب الوطني اعتاد أن يمن علي من حوله وخصوصا رجال المعارضة بالتعيينات في مجلس الشوري، وهذا أمر أصبح معتاد عليه في الحياة السياسية المصرية والدليل هو تعيين كثير من رؤساء أحزاب المعارضة الذين دائما ما يبادرون بالموافقة إلا أن موقف الغزالي حرب جاء مختلفا وصادما في الوقت نفسه. الهدف من مثل تلك التعيينات هو شق صفوف أحزاب المعارضة من الداخل، وهذا ما حدث في أكثر من واقعة من بينها ميلاد حنا الذي قدم استقالته من اللجنة المركزية بحزب التجمع عام 84 بعد تعيينه بالشوري، ومني مكرم عبيد التي تم فصلها من حزب الوفد لقبولها التعيين عام 1990، والسيناريو نفسه تكرر مع حزب العمل الذي كاد ينشق بسبب تعيين ما يقرب من 4 من قياداته عام ،84 إلا إن قرار أغلبية الحزب جاء بالموافقة علي تلك التعيينات. وأضاف: تعيينات رؤساء أحزاب المعارضة في الشوري كان لها تأثير كارثي الحياة السياسية المصرية، والدليل علي ذلك أنه منذ تعيين رفعت السعيد - رئيس حزب التجمع بمجلس الشوري - والأداء السياسي للحزب تراجع وتم استيعابه إلي حد كبير مما أفقد حزب اليسار دوره السياسي الذي كان يمثل أحد أقطاب المعارضة المصرية.